اردوغان: دور لاسرائيل في استفتاء كردستان العراق
بين الدول المجاورة، تعتبر تركيا الاكثر قدرة على خنق كردستان اقتصاديا عبر النفط الامر الذي هدد به الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الاونة الاخيرة وكرره السبت. وأكد اردوغان السبت ان اقليم كردستان العراق “سيدفع ثمن” هذا الاستفتاء “غير المقبول” لكن بدون اعطاء توضيحات. وتحدث عن دور لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية “الموساد” في استفتاء كردستان العراق.
ويتم تصدير بين 550 الف و600 الف برميل يوميا من نفط الاقليم عبر ميناء جيهان التركي (جنوب).
كما قرر العراق وايران استخدام السلاح الاقتصادي للرد على استفتاء اقليم كردستان على الاستقلال بحيث اغلقت بغداد مجالها الجوي امام الرحلات الدولية فيما أعلنت طهران السبت تجميد مبادلاتها النفطية مع الاقليم.
وبعدما صوتت أغلبية ساحقة في الاقليم (نحو 93 في المئة من أصل ٧٥ في المئة شاركوا في الاستفتاء) لصالح الاستقلال في استفتاء مثير للجدل نظم الاثنين، قطعت كل الخطوط الجوية مع كردستان العراق الجمعة بامر من السلطة المركزية في بغداد التي تطالب اربيل بالغاء التصويت كشرط مسبق لاي حوار.
والاستفتاء الذي واجه انتقادات شديدة في الخارج واجراه رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، يلقى معارضة شديدة من الدول المجاورة تركيا وسوريا وايران التي تضم اقليات كردية وتخشى ان يؤجج النزعة الانفصالية للاكراد في تلك الدول. وفي اطار الرد على الاستفتاء، حظرت ايران حتى اشعار آخر حركة شحن المنتجات النفطية من والى اقليم كردستان كما افادت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية السبت.
ونقل موقع التلفزيون الايراني عن مذكرة لوزارة النقل ان جميع شركات الشحن وسائقيها تلقوا أوامر بتجميد شحنات المنتجات النفطية المكررة بين ايران واقليم كردستان المجاور “حتى اشعار آخر”، تحت طائلة مواجهة “العواقب”. وحملت مذكرة وزارة النقل التي تلقتها مختلف المنظمات ونقابات النقل تاريخ الاربعاء، بحسب نسخة نشرتها وكالة تسنيم الاخبارية.
وقالت المذكرة “استنادا الى التطورات الاقليمية الأخيرة وعملا بأوامر مديرية الحدود في وزارة الداخلية، على شركات النقل الدولي وسائقيها الامتناع عن تحميل ونقل منتجات النفط من وإلى منطقة كردستان في العراق حتى إشعار آخر”.
ويعتبر الفيول من الصادرات الايرانية الرئيسية إلى منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي واستوردت 110 ملايين لتر من هذا الوقود من ايران العام الفائت، على ما أفاد التلفزيون الرسمي الايراني نقلا عن أرقام شركة النفط الوطنية.
ويبلغ حجم التبادل في هذا المجال خمسة مليارات دولار سنويا بحسب التلفزيون الرسمي. من جهته يعتبر اقليم كردستان منتجا ومصدرا للنفط، ويعتمد عليه بشكل اساسي في موازنته. لكن لايران دورا ايضا بحيث ان الاكراد بحاجة اليها للتمكن من تصدير الفيول، والا فان “مصافيها لن تتمكن من مواصلة العمل” كما تقول ربى الحصري الخبيرة في النفط العراقي. وتضيف “في الحالة المعاكسة، على الاكراد ان يستوردوا الديزل لان مصافيهم لا تنتجه بشكل كاف”.
وردا على اسئلة وكالة فرانس برس عبر اريز عبد الله رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة جلال طالباني) في البرلمان الكردي عن استغرابه “ردود الفعل العنيفة من جانب بغداد والدول المجاورة” وخصوصا ان الاستفتاء لم تتبعه اجراءات من جانب اربيل. وقال “كل اجراءات (الرد) التي اتخذت بعد 25 ايلول/سبتمبر مثل اغلاق مطارات او تجميد صادرات سيدفع ثمنها المواطنون”.
ولتكثيف الضغط، اعلنت ايران السبت انها ستجري مناورات مع العراق “في الايام المقبلة”. وقال الجنرال مسعود جزايري المتحدث باسم الجيش الايراني في مؤتمر صحافي “ستجري القوات المسلحة الايرانية في الايام المقبلة مناورات عسكرية مع وحدات تابعة للجيش العراقي على طول الحدود المشتركة”.
واضاف “تم التأكيد خلال الاجتماع على وحدة العراق وسلامة اراضيه وعدم شرعية الاستفتاء على الاستقلال في شمال العراق، كما تم اتخاذ القرارات اللازمة لضمان الامن على الحدود والترحيب بتمركز قوات الحكومة المركزية العراقية عند المعابر الحدودية”.
وسط هذه الاجواء، سارع العديد من الاجانب الى مغادرة كردستان الجمعة قبل تعليق حظر الرحلات الدولية الى اجل غير مسمى.وهذا الحظر لا يشمل الرحلات الانسانية والعسكرية والدبلوماسية لكن منظمات غير حكومية اعلنت السبت انها بدأت تواجه اولى تداعيات الازمة في اطار انساني يصبح اكثر صعوبة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت انه تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لزيارة باريس في 5 تشرين الاول/اكتوبر. لكن مكتبه اكد ان الدعوة “لا علاقة لها بازمة الاستفتاء غير الدستوري” الذي جرى في 25 ايلول/سبتمبر بدعوة من رئيس كردستان مسعود بارزاني.
وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت الجمعة في بيان ان ماكرون “ذكّر باهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامته والاعتراف بحقوق الشعب الكردي في الوقت نفسه”، مضيفة “يجب تجنب اي تصعيد”.