- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

‫ ٧٨ يوماً قبل الإليزيه: أين الخضر في فرنسا؟‬

بسّام الطيارة
في أوروبا وخصوصاً في البلاد الاسكندنافية وكذلك في ألمانيا يلعب الخضر في السياسة دوراً طليعياً. أما في فرنسا رغم كافة الإشارات إلى تقارب بين الخضر الفرنسيين وبين زملاءهم الأوروبيين في البرلمان الأوروبي وعبر الجمعيات الناشطة، فإن الخضر في السباق الرئاسي لا يزنون أكثر ٣ في المئة حسب آخر الاستطلاعات. وما زال الحزب يعتبر «رديفاً» للاشتراكيين. وهو بالفعل كذلك إذ أن الحزب فاوض قبل انتخابات الدورة الأولى تفصيل تحالفه في الدورة الثانية وعدد المقاعد النيابية التي سوف «تحفظ» له.
الجميع يسأل بصوت منخفض عن السبب؟ هل لأن فرنسا «متخلفة» في مسألة حفظ الطبيعة؟ هل لأن الفرنسيين يعتبرون أنه توجد أشياء «أهم من البيئة» وحفظ البيئة؟ وهذا ما يدفع نحو السؤال الأساسي لماذا الخضر؟
أوروبياً الخضر هم الأكثر تقدماً بين الأحزاب الفرنسية، يكفي أن مرشحتهم للرئاسة هي …نروجية الأصل وأنها اتنافست مع مزدوج الجنسية ألماني فرنسي بطل «ثورة أيار ١٩٦٨» الثائر الأحمر عضو مجلس النواب الألماني كوهن بنديت. أما من ناحية اندماج المهاجرين فرئيس الخضر في مجلس الشيوخ هو من أصل كوري ولديهم مرشحين من أصول مهاجرة عربية وأفريقية  في المجالس البلدية وفي الانتخابات النيابية. وسياسياً لديهم أسماء كبيرة مثل «جوزيه بوفي» المدافع عن المطبخ الفرنسي وعن القضية الفلسطينية. كما أن مرشحتهم إيفا جولي هي قاضية سابقة حققت مع عدد من السياسيين في قضايا الفساد.
أما في مسألة حفظ البيئة فهم متقدمون عن عدد من الأحزاب بطروحات «ثورية» إلا أن هذه الطروحات لا تجد أذناً صاغية لدى الناخبين. في الواقع إن الفرنسيين رغم شغفهم بأمور البيئة فهم قبل كل شيء يندفعون نحو من يستطيع «أن يعطي وعوداً في مجالين لا ثالث لهما». الزراعة وحفظ مكانة فرنسا كمنتج رقم ٢ بعد الولايات المتحدة للمواد الزراعية، وعلى الصناعات الفرنسية التي تحمي اليد العاملة.
ففي المجال الأول يذهب الخضر بعيداً في مسألة «تهذيب» الأصول الزراعية ومنع استعمال الكيماويات بشكل عنيف، ما يعني صدام مع قوى الزراعة واللوبي الزراعي الذي يعتمد على شعار «كل فرنسا لهو جذور زراعية» وهو الشعار المترسخ في ذهن الفرنسيين بقوة.
في المجال الثاني أهم الصناعات الفرنسية هي النووي والقطارات والأسلحة، وهي الصناعات الثلاث التي وضعها الخضر نسب عيونهم لتفكيكها لأنها تلوث تووياً وبيئياً وسياسياً، وبالتالي ليس غريباً أن يرى العديد من الفرنسيين في الخضر مجرد هواة سياسة يرفعون شعارات «قد يأتي يوم» ويلتفت إليها الفرنسيون.

استطلاع الرأي لـ «إيفوب» (IFOP)
الزيادة والنقصان محسوبتان بالنسبة لما نشره «أخبار بووم» في الأيام السابقة
فرانسوا هولاند: ،30،5 ٪ (زائد نصف نقطة)
نيكولا ساركوزي: 24،5 ٪ (زائد نصف نقطة)
مارين لوبن: 19،5 ٪ الجبهة الوطنية (يمين متطرف) (تراجع نقطة)
فرانسوا بايرو: 12 ٪ حزب «موديم» وسط  (تراجع نقطة ونصف)
لوك ميلانشون: 8 ٪ الجبهة الشيوعية (لأول مرة لا يوجد مرشح عن الحزب الشيوعي) تراجع نقطة
إيفا جولي 2،5 ٪ الخضر (تراجع نصف)
دومينك دو فيلبان 1 ٪ الجمهورية المتضامنة (تراجع نصف نقطة)
هيرفيه موران ١ ٪ الوسط الجديد
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي
فيليب بوتو 0،5 ٪ حزب الصيادين (تراجع)
كورين لوباج 0،0 ٪ (كاب 21) بيئة يمين (ناقص)
كريستين بوتان 0.0 ٪ تمثل المسيحيين المحافظين
نيكولا دوبون أينيان 0،5 ٪ «قف للجمهورية» ديغولي (تفدم نقطة)

لا تغيير في الدورة الثانية
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ٥٧٪ مقابل ٤٣٪ لساركوزي