انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران: تنديد وتأييد
أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا الثلاثاء التزامهم باستمرار تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع العام 2015 رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه مساء الثلاثاء.
وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على قرار الرئيس الأمريكي بتغريدة على تويتر قائلا أن “فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي” الإيراني وتريد “العمل في شكل مشترك” على اتفاق “أوسع”، وذلك بعيد إعلان واشنطن انسحابها.
وقال ماكرون “سنعمل في شكل مشترك على إطار أوسع يشمل النشاط النووي ومرحلة ما بعد 2025 والصواريخ البالستية والاستقرار في الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا واليمن والعراق”، مضيفا أن “النظام الدولي لمكافحة الانتشار النووي على المحك”.
وأبدى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون استعداد واشنطن لمفاوضات “موسعة” من أجل اتفاق جديد فيما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه يريد التفاوض مع الأوروبيين والروس والصينيين.
تنديد أوروبي
أورد بيان مشترك للقادة الأوروبيين الثلاثة أن “حكوماتنا تبقى ملتزمة ضمان تنفيذ الاتفاق وستعمل مع جميع الأطراف الآخرين المعنيين بحيث يبقى الأمر على هذا النحو على أن يشمل ذلك ضمان استمرار الفوائد الاقتصادية المرتبطة بالاتفاق للشعب الإيراني”.
ونبه البيان الذي أصدرته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن ملامح مواجهة تلوح بين ضفتي الأطلسي وخصوصا بعد تحذير الشركات الأوروبية العاملة في إيران من تعرضها لعقوبات أمريكية.
وأضاف “نحض الولايات المتحدة على إبقاء بنود الاتفاق مع إيران من دون أي تغيير وعلى تجنب اتخاذ خطوات من شأنها منع تنفيذه من جميع الأطراف الآخرين المعنيين”.
وتابع القادة الثلاثة أنهم تبلغوا قرار ترامب “بأسف وقلق” مطالبين إيران بالاستمرار في الوفاء بالتزاماتها.
وقالوا أيضا “نشجع أيضا على التحلي بضبط النفس ردا على القرار الأمريكي. على إيران أن تواصل الوفاء بتعهداتها التي نص عليها الاتفاق”.
ووصف مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني على تويتر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه “أخبار ليست جيدة من واشنطن”.
وأضاف “يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه” من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.
وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني من روما أن الاتحاد “مصمم على الحفاظ” على الاتفاق النووي الإيراني بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب منه.
وقالت موغيريني في تصريح مقتضب في ممثلية المفوضية الأوروبية في روما أن اتفاق فيينا 2015 “يحقق هدفه القاضي بضمان عدم تطوير إيران أسلحة نووية، والاتحاد الأوروبي مصمم على الحفاظ عليه”.
وأضافت مخاطبة القادة والمواطنين الايرانيين “لا تدعوا أحدا يلغي هذا الاتفاق. إنه من أكبر النجاحات التي تحققت في الدبلوماسية وقد صنعناه معا”.
وتابعت “أبقوا أوفياء لتعهداتكم وسنظل أوفياء لتعهداتنا. ومعا ومع سائر المجتمع الدولي سنحافظ على هذا الاتفاق النووي”.
إسرائيل
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرئيس الأمريكي اتخذ قرارا شجاعا وصحيحا بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران والذي كان “وصفة لكارثة”.
وقال نتنياهو في كلمة تلفزيونية استمرت دقيقتين وألقاها بالعبرية والانجليزية إن الاتفاق الإيراني كان “وصفة لكارثة، وكارثة لمنطقتنا وكارثة للسلام في العالم”.
الأمم المتحدة
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق.
وقال جوتيريش إنه قلق بشدة إزاء قرار ترامب. وأوضح “من الضروري معالجة كل المخاوف المرتبطة بتنفيذ الخطة من خلال الآليات المنصوص عليها في الاتفاق. وينبغي معالجة القضايا التي ليس لها ارتباط مباشر بالاتفاق دون تحامل من أجل الحفاظ على الاتفاق وإنجازاته”.
السعودية
كما ورحبت السعودية بقرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وقال بيان لوزارة الخارجية السعودية “تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي”.
وأضاف البيان أن إيران “استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة”.
وأكد البيان “ضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب”.
الإمارات العربية المتحدة
وقالت دولة الإمارات إنها تؤيد قرار الولايات المتحدة وعبرت عن دعمها لاستراتيجية الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع طهران.
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إن وزارة الخارجية حثت المجتمع الدولي على “الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل”.
البحرين
من جهتها، أعلنت مملكة البحرين “تأييدها” قرار ترامب “الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران واستئناف العقوبات المشددة على النظام الإيراني”.
وأكدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان “دعمها التام لهذا القرار الذي يعكس التزام الولايات المتحدة بالتصدي للسياسات الإيرانية ومحاولاتها المستمرة لتصدير الإرهاب في المنطقة دون أدنى التزام بالقوانين والأعراف الدولية”.
وأشارت إلى أن “هذا الاتفاق (النووي) قد حمل العديد من النواقص وأهمها عدم التطرق الى برنامج إيران للصواريخ الباليستية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة من خلال التدخل في شؤون دولها الداخلية ودعم الميلشيات الارهابية التابعة لإيران في هذه الدول”.
تركيا
من جانبه، قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي سيزعزع الاستقرار ويثير صراعات جديدة.
وقال المتحدث إبراهيم كالن على تويتر إن الاتفاق المتعدد الأطراف سيستمر مع الدول الأخرى وأضاف أن تركيا ستواصل معارضتها لكل أشكال الأسلحة النووية.