لليوم الخامس على التوالي تتواصل الاحتجاجات في السودان
تواصلت الاحتجاجات في أجزاء مختلفة في السودان لليوم الخامس على التوالي. وخرج مئات الأشخاص في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان صباح الأحد في مسيرات احتجاجية ضد الغلاء. وردد المحتجون شعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر البشير.
واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأغلقت المحال التجارية أبوابها في سوق المدينة وسط حالة من التوتر. وأفادت تقارير بخروج مظاهرات ليلا السبت في شوارع مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وكانت الولاية نفسها شهدت مظاهرات احتجاج أخرى صباح السبت.
ونقلت صحيفة التغيير السودانية عن شاهد عيان قوله إن المتظاهرين أحرقوا محطة وقود النيل ومخبزا في سوق بالمدينة.
وأضافت أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين كما أطلقت النار في الهواء لتفريقهم واعتقلت نحو 10 أشخاص.
وأشارت تقارير إلى أن متظاهرين آخرين أحرقوا مقرا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وعددا من المؤسسات في محلية الرهد في الولاية نفسها.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مساعد الرئيس السوداني، فيصل حسن إبراهيم، قوله إن الرئيس السوداني قرر في اجتماع الجمعة ضم نائبيه ومدير جهاز الأمن ووزراء الدفاع والداخلية وشؤون الرئاسة ورئيس البرلمان “حراسة المنشآت الحيوية بواسطة الجيش، وتعليق الدراسة في كل مستوياتها”.
وأعلنت ولاية النيل الأبيض حالة الطوارئ وفرض حظر تجوال في جميع محليات الولاية يستمر من السادسة مساء حتى السادسة صباحا.
وفرضت ولاية الشمالية حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدينتي دنقلا وكريمة، وإغلاق جامعتين فيها لأجل غير مسمى.
وكانت مظاهرات احتجاج واسعة قد خرجت السبت في مدينة الرهد (شمال كردفان)، وأبا الجزيرة (النيل الأبيض)، وعدد من المناطق في العاصمة الخرطوم ومدن القضارف وبورت سودان والبربر.
ودعا زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي، يوم السبت، إلى تشكيل حكومة وفاق جديدة يشارك فيها جميع الأطراف.
وأشار المهدي إلى أن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 22 شخصا إضافة إلى الجرحى، بيد أن الارقام الرسمية للقتلى ظلت أقل من ذلك بكثير.
ويقول محمد عثمان مراسلنا في الخرطوم إن مصادر أخرى أشارت إلى أن عدد القتلى في الاحتجاجات وصل إلى 15 شخصا، بعد وفاة ثلاثة محتجين في منطقة الجزيرة ابا بولاية النيل الأبيض.
وكانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، قالت السبت، إن السلطات الأمنية أوقفت خلية بولاية الخرطوم كانت “تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية على غرار ما حدث ببعض الولايات”، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن سودانية، وأعمال العنف التي تخللتها وشملت حرق مقار للحزب الحاكم.
وذكرت الوكالة أن الخلية “تضم كوادر حزبية معارضة”، وأنها “تعمل بتنسيق تام مع الحركات المسلحة” لكنها لم تشر إلى أعداد الموقوفين، أو نوع الأعمال التي كانوا ينون تنفيذها.
بيد أن تحالف الإجماع الوطني المعارض في السودان، قال في بيان السبت إن السلطات الأمنية اعتقلت 14 من قياداته.
وأوضح البيان أن القوات الأمنية اعتقلت القيادات أثناء اجتماعهم في مدينة أم درمان، وعلى رأسهم رئيس قوى التحالف الوطني، فاروق أبو عيسى.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عدد الموقوفين من التحالف المعارض، الذي يضم عددا من الأحزاب، من بينها “الشيوعي” و”البعث العربي”، بلغ 43 موقوفا.
وقالت الوكالة نفسها إن الرئيس السوداني عمر البشير تلقى،السبت، اتصالا هاتفيا من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد فيه “وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان على تجاوز المحنة التي تمر بها”.
وفي غضون ذلك، أدى مبارك شامات، العميد في جهاز الأمن الذي عينه البشير حاكما لولاية القضارف التي انطلقت منها الاحتجاجات، اليمين الدستورية لتولي منصبه الجديد أمام الرئيس السوداني الأحد، بحسب الوكالة الرسمية.
ويخلف شامات الحاكم السابق للولاية، ميرغني صالح، الذي قُتل في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يوم 9 ديسمبر/كانون الأول.
ودعت سفارة دولة الكويت لدى السودان، رعاياها إلى مغادرة البلاد، خلال موجة الاحتجاجات التي تشهدها.
وأوضحت السفارة في بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أنها تدعو المواطنين لمغادرة السودان “حفاظا على سلامتهم، مهيبة في الوقت نفسه بالكويتيين إلى عدم السفر إلى السودان في الوقت الراهن”.
اندلعت الاحتجاجات لأول مرة في مدينة عطبرة الشرقية قبل أن تنتشر إلى ولاية القضارف، شرقي السودان أيضا، ثم وصلت إلى العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان ومناطق اخرى، احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية ورفضا لقرار الحكومة برفع سعر الخبز، من جنيه سوداني واحد للرغيف إلى ثلاثة جنيهات.
وقال مسؤولون حكوميون إن المحتجين حرقوا مكاتب لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وقال شهود عيان إن المحتجين هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير.
ووصف متحدث باسم الحكومة المتظاهرين بأنهم “مندسون”، وحذر من أن السلطات “لن تكون متساهلة “مع أولئك الذين يشعلون النار في منشآت الدولة أو يخربون الممتلكات العامة.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية متصاعدة منذ العام الماضي. إذ تضاعفت أسعار بعض السلع وارتفع التضخم ما يقرب من 70 في المائة وانخفضت قيمة العملة المحلية.
وعانت عدة مدن من نقص كبير في توفر السلع الأساسية خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
وكانت احتجاجات واسعة اندلعت في يناير/ كانون الثاني الماضي جراء ارتفاع تكلفة الغذاء، لكن السلطات نجحت في السيطرة عليها مع اعتقال قادة المعارضة والناشطين.