التحرش الجنسي محرك حياة مايكل جاكسون المحاط دائما بالأطفال
أحدث الفيلم الوثائقي “الرحيل عن نفرلاند” للمخرج البريطاني دان ريد والذي عرض في مهرجان “صندانس” في ولاية يوتا الأمريكية قبل أيام قليلة ضجة كبيرة وصدمة لدى محبي وعشاق المطرب الأمريكي الراحل مايكل جاكسون بسبب كشفه عن جانب مظلم ومخيب من حياة جاكسون.
عاش جاكسون حياة غير اعتيادية بكل المعايير خلف ستار كثيف من الشهرة الفنية التي لا تضاهى وجيش من المحامين. الغرابة كانت تطبع كل ما في حياته الخاصة والعامة، من تغيير لون بشرته إلى عمليات التجميل التي لا تحصى والتي جعلت منه شخصاً لا علاقة له بمايكل جاكسون في بداياته من حيث الشكل والملامح.
كانت الأسوار العالية لمزرعته التي تبلغ مساحتها 2700 فدان والتي تسمى “نفرلاند” وقصره داخلها والأشبه بقلعة خيالية كفيلة بحجب الكثير من الأمور والأحداث التي كانت تجري خلفها ويتم الآن الكشف عنها بعد عقد من موته المفاجئ.
كان جاكسون في ذروة شهرته الآلة التي تحقق أرباحاً لا تقدر لشركات الإنتاج الفني في هوليوود وحتى لجراحي التجميل وكانت المصلحة تستلزم الحفاظ على أسطورة جاكسون وعدم المساس بها.
تزوج جاكسون مرتين ولم يعمر الزواجان طويلاً حتى أن زوجته الأخيرة والتي أنجب منها لم تعش معه في نفرلاند أبداً. وعندما تزوج جاكسون للمرة الأولى من ابنة المطرب الأمريكي الشهير إلفس بريسلي 1993 كان يواجه اتهامات بالتحرش الجنسي بالأطفال وقالت وقتها وسائل إعلام أمريكية إن زواج جاكسون كان جزءا من حملة علاقة عامة لتحسين صورته التي تضررت في أعين الرأي العام في أعقاب تهم التحرش الجنسي.
كان مايكل جاكسون محاطاً دائما بالأطفال دون أن يتساءل الناس عن الدافع وراء ذلك. وما زال الناس يتذكرون إطلالته على معجبيه عبر شرفة الفندق في برلين عام 2002 و”طفله” الرضيع “بيغي” يتدلى على صدره وسط ذهول واستغراب الناس.
كان جاكسون يبدو كالأطفال ولم يدخل علاقة عاطفية مع النساء بينما كان يعيش حياة خاصة خيالية محاطاً بالأطفال في نفرلاند التي تضم حديقة حيوانات ومدينة ألعاب مثل ديزني لاند يأوي إليها مع الأطفال.
كان زواجه الثاني من ممرضته وأنجب منها برينس وباريس عامي 1997 و1999 أما الطفل الثالث والذي ظهر في الصورة الشهيرة لاطلالته عبر شرفة الفندق، فلا أحد يعرف من هي أمه وهل هو فعلا ابنه.
الفيلم الوثائقي “الرحيل عن نفرلاند” الذي تبلغ مدته أربع ساعات سيعرض لاحقا على قناتي اتش بي أو والرابعة البريطانية ويقدم فقط شهادتي شخصين يتحدثان عن تجربة العيش مع جاكسون وكيف تعرضا للاعتداء الجنسي على مدى أعوام.
الضحية الأولى، ويد روبسون، كان طفلاً صغيراً معجباً بجاكسون لدرجة الهوس حيث كانت صور جاكسون تغطي كل جدران غرفته وكان يحب الرقص ويقلد كل رقصات جاكسون المشهورة.
في الخامسة من العمر فاز بمسابقة رقص محلية وكانت المكافأة أقصى ما تخيله وهي اللقاء بجاكسون. فنشأت علاقة بينهما بتشجيع من والدة الطفل المسحورة بنجومية جاكسون.
ويضيف جيمس إن التحرش الجنسي الذي تعرض له على يد جاكسون بدأ عندما كان في السابعة من العمر. وقتها دعا جاكسون أسرة الطفل إلى نفرلاند وأقامت هناك لمدة خمسة أيام واستطاع جاكسون أن يقنع الوالدة بالسماح له بمرافقة الطفل لمدة خمسة أيام.
تعرض الطفل لمختلف انواع الاعتداءات الجنسية على يد جاكسون وقال له جاكسون حسب قول جيمس في الفيلم:” لقد جمعنا الله” ويخبره بأن النساء غير جديرات بالثقة ويحذره من أنهما سيواجهان السجن إن كشف عن علاقتهما.
أما الضحية الثانية فقد التقى بجاكسون أثناء اشتراكه في تصوير دعاية لشركة بيبسي فنمت علاقة بينمها فوراً وعندما بلغ الطفل العاشرة من العمر كان يرافق جاكسون في حفلاته حول العالم وينام في نفس غرفة نومه دون أن يتجرأ أحد على التطرق إلى هذا الوضع الغريب أو يثير هذه القضية.
وكانت والدة الطفل التي تعيش تحت سحر النجوم مثل والدة الضحية الأولى ترى أن جاكسون بمثابة ابن آخر لها، وكانت الأم تعلم أن جاكسون وابنها ينامان في نفس الغرفة ولم تعترض على ذلك وكانت الأم التي ترافق جاكسون في حفلاته تقيم في الفندق حيثما ينزل جاكسون ولاحقاً كان يتم حجز غرفة لها في طابق آخر، بعيداً عن الطابق الذي ينزل فيه جاكسون.
ويقول الضحية جيمس سيفتشوك إن نفرلاند حققت السرية التي كان ينشدها جاكسون لكثرة غرفها وحجراتها التي يمكن لجاكسون أن ينفرد فيها بالأطفال ووصل الأمر بجاكسون أن قال لجيمس إن والدته بخيلة وإن النساء شريرات بهدف إبعاد الطفل عن والدته أكثر فأكثر ويصبح أكثر التصاقا بجاكسون.
ومن بين شهادات جيمس أنه اقيمت مراسم عرس في نفرلاند حيث لعب جاكسون دور العريس وجميس دور العروس، وتضمن ذلك تبادل الخواتم والعهود ولايزال جيمس يحتفظ بالخاتم الذي أهداه له جاكسون.
ويقول جيمس إن جاكسون كان يمطره بالمجوهرات لممارسة الجنس معه، كما كان يشاهد برفقته الأفلام الإباحية بينما كان لا يزال طفلا في السابعة فقط. كما جرى تدريب جيمس على تعاطي المشروبات الكحولية برفقة جاكسون.
بمرور السنين خرج الشخصان من حياة جاكسون بسبب تقدم سنهما، في حين كان أطفال آخرون أصغر سنا يدخلون عالم جاكسون.
يذكر أن جاكسون قد اتهم عام 1993 بالاعتداء على الأطفال لكن تم التوصل إلى تسوية خارج القضاء. وفي عام 2003 تم اعتقاله بعد اتهامه بسبع تهم اعتداء على الأطفال لكن تم إسقاطها عام 2005 بعد أن شهد الطفل المعتدى عليه أمام المحكمة بعدم صحة التهم