المزيد من النواب المعارضين للبريكست
يُعتقد أن المزيد من نواب الحزبين الرئيسين في مجلس العموم البريطاني، العمال والمحافظين، قد يستقيلون من مناصبهم ويلتحقون “بجماعة المستقلين” التي شكلت منذ أيام.
وقالت النائبة السابقة في حزب المحافظين، هايدي آلين، لبرنامج بيستون الذي تبثه قناة ITV البريطانية المستقلة “إن ثلث” النواب المحافظين قد ضاقوا ذرعا من سياسات و توجهات الحزب.
من جانبها، قالت النائبة جاستين غرينينغ إنها تنوي التخلي عن حزب المحافظين إذا كان على بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، مضيفة أنها لن تتمكن من البقاء في حزب لم يعد إلا “حزبا مكرسا للخروج من الاتحاد الأوروبي”.
ويقول النواب الذين التحقوا بالتجمع الجديد إنهم يمثلون “الوسط السياسي”.
وكان هذا التجمع قد أسس من قبل 8 من نواب حزب العمال المنشقين الذين ضاقوا ذرعا بموقف حزبهم إزاء مسألتي الخروج من الاتحاد الأوروبي ومعاداة السامية. وانضم إلى المجموعة لاحقا 3 من نواب حزب المحافظين المؤيدين لبقاء بريطانيا في كنف الإتحاد الأوروبي، وهم آنا سوبري وهايدي آلين وسارة وولاستون، اللواتي يتهمن قيادة حزب المحافظين بالسماح لمتشددين يمينيين بتحديد سياسة الحزب تجاه مسائل الخروج من الاتحاد الأوروبي وغيرها.
وكان وزير المالية البريطاني فيليب هاموند قال لبي بي سي في وقت سابق الخميس إنه “يشعر بالحزن” إزاء التعليقات التي أدلى بها رفاقه السابقون، ولكنه قال إنه يأمل بأنهم “قد يشعرون بمرور الوقت بالرغبة في العودة إلى صفوف الحزب”.
ونفى هاموند الادعاءات التي جاء بها المتمردون من أن جماعة “مجموعة أبحاث أوروبا” المناهضة للاتحاد الأوروبي، والتي يتزعمها النائب المحافظ جاكوب روس موغ، استولت على قيادة حزب المحافظين، واصفا هذه الجماعة بأنها مجرد “جماعة صغيرة من المتشددين” وأصر على أن حزب المحافظين البريطاني ما زال “مظلة واسعة”.
من جانبه، نفى النائب المحافظ ونائب رئيس المجموعة المذكورة، مارك فرنسوا، أن تكون مجموعته تشكل “حزبا داخل حزب المحافظين” وأنها تمكنت من السيطرة على توجه الحزب.
وقال إن الجماعة هي عبارة عن مجموعة من النواب المحافظين الملتزمين بقوة باحترام الإرادة الديمقراطية التي عبر عنها الشعب البريطاني بضرورة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “على العكس من ذلك، أصبحت كل من آنا (سوبري) وهايدي (آلين) وسارة (وولاستون) يشكلن حزبا دون حزب، وهن يلتزمن بالعكس من ذلك. لنر ما يتمكنّ من تحقيقه”.
وقالت النائبة عن تجمع المستقلين سارة وولاستون إن ثلث أعضاء الحكومة قد يستقيلون في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
من جانبه، رفض وزير المالية هاموند استبعاد احتمال استقالته من الحكومة، وقال إن التهديد الذي يمثله خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق قد جعل العقول تركز على هذا التحدي وشجع على التوصل إلى حل وسط.
وقالت وزيرة التعليم السابقة، جاستين غرينينغ، لبي بي سي إنها تفكر في الانشقاق عن حزب المحافظين. وقالت “هذا موضوع فكرت فيه، ولكنني توصلت إلى استنتاج مخالف في هذا الوقت”.
وأضافت “لا اعتقد أن بإمكاني البقاء في حزب لا شأن له إلا الخروج من الاتحاد الأوروبي وحزب أدى بنا إلى الخروج من الاتحاد”.
من جانبه، عبر وزير العدل السابق، دومينيك غريف، لبي بي سي عن اعجابه وتقديره للشجاعة التي يتحلى بها أفراد المجموعة المنشقة، مضيفا أنه لن يتمكن من البقاء عضوا في حزب المحافظين “إذا خرج الحزب الحزب عن المسار كليا ووافق على ترك الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق”.
وعبر النائب العمالي، إيان أوستن، عن تعاطفه مع أهداف المستقلين، وقال إنه بصدد التفكير “مليا” حول مستقبله في حزب العمال.
وقالت وزيرة داخلية الظل في حزب العمال، دايان آبوت، لبي بي سي “أشعر بالحزن لانضمام النواب العماليين لهذا التجمع المستقل الجديد. فحتى اللحظة الأخيرة، كنا نتحدث معهم ونحاول ثنيهم عن اتخاذ الخطوة التي اتخذوها”.
وقالت إنها تأمل أن يواصل المنشقون العمل مع حزب العمال في سبيل تحقيق أهداف الحزب التي تتعلق بقضايا التشرد والإعانات العامة والعناية الصحية و”الأهم من ذلك، مواجهة بريكسيت المحافظين”.
وأشار مسؤولون بارزون في حزب المحافظين إلى أن الباب ما زال مفتوحا للمنشقين الثلاثة للعودة إلى صفوف الحزب.
ولكن النائبة سوبري أكدت أنه “لا رجعة” لأن روح حزب المحافظين طغت عليها النزعة اليمينية أو “الزخم الأرجواني”، في إشارة إلى أعضاء سابقين في حزب الاستقلاب البريطاني “يو كي آي بي” الذين يزعم انضمامهم لتجمعات حزب المحافظين المحلية بغرض التاثير لتهميش تأثير النواب المحافظين الداعمين لبقاء بريطانيا في الإتحاد الأوربي.
وكشفت أيضا عن أن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قد قام بمحاولة أخيرة لمنع النواب الثلاثة من الإستقالة.
وقالت سوبري لإذاعة التايمز ريد بوكس إن “كاميرون أرسل لهم رسالة نصية يقول فيها: “هل فات الأوان لإقناعكم بالبقاء؟”
أما النائبة آلين فقالت إنها لا تستطيع تخيل العودة “لأنه إذا قمنا بعملنا بالشكل الصحيح، فلن يكون هناك حزب المحافظين للعودة إليه”.
وأضافت أنها كانت “متفائلة” بأن ما وصفته “بزملاء وسطيين جيدين وعقلانيين” سينضمون إلى المجموعة الجديدة.
وفي غضون ذلك، قال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن وفي شريط فيديو نشر على موقع تويتر ليلة الأربعاء، إن “على نواب حزب العمال المنشقين تقديم استقالاتهم (من البرلمان)، وأن يرشحوأ أنفسهم (خارج الحزب) للانتخابات”.
وأضاف أن هذا “الإجراء الديمقراطي الذي ينبغي عمله” لأنهم أرادوا “التخلي عن السياسات التي انتخبوا لأجلها”.
وستعقد الحركة العمالية التي تدعم السيد كوربن، “تجمعات لاستقطاب الناخبين” في العديد من الدوائر الانتخابية التي فيها نواب المجموعة المستقلة لجذب جمهورهم باتجاه دعم الحزب في أي انتخابات تكميلية مستقبلية.