بعض من الأوكرانيين يصوتون لمرشحين مقربين من موسكو
تنوي خبيرة الاقتصاد الأوكرانية يفغينيا غوروبي التصويت لمرشح موال لموسكو في انتخابات الأسبوع المقبل الرئاسية في بلادها رغم أن روسيا ضمت القرم وغذّت تمردا انفصاليا في شرق الدولة السوفياتية السابقة.
وقالت غوروبي التي تعيش في العاصمة الأوكرانية كييف لوكالة فرانس برس “ما الأهم الآن؟ وقف الحرب. سأصوت ليوري بويكو”.
وأبدت غوروبي البالغة من العمر 35 عاما اعتقادها أن بويكو، حليف الرئيس المدعوم من الكرملين والذي تمت الإطاحة به فيكتور يانوكوفيتش، بخلاف النخب الحالية، سيبحث عن سبل لإنهاء النزاع الذي تسبب بمقتل نحو 13 ألف شخص منذ العام 2014.
وينوي عدد كبير من الناخبين التصويت لبويكو أو غيره من الشخصيات الموالية لروسيا في البلد المؤيد للغرب الذي يعد 45 مليون نسمة.
وبين المرشحين الـ39 للرئاسة، يعتبر نحو أربعة بينهم بويكو أصدقاء لروسيا.
وفي حين لا يحظى أي منهم بفرصة للفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 31 آذار/مارس، إلا أن نسبة التأييد لهم مجتمعين في أوساط الناخبين تبلغ نحو 15 بالمئة.
وتشير الاستطلاعات إلى أن نائب رئيس الوزراء السابق بويكو (60 عاما) يحل في المرتبة الرابعة بنسبة تأييد تبلغ أكثر من عشرة بالمئة، بعد المرشحين الثلاثة الأكثر شعبية وعلى رأسهم الممثل والكوميدي فولوديمير زيلينسكي.
وبينما يترشح المتنافسون الثلاثة الأوائل بمن فيهم الرئيس بترو بوروشنكو على أساس وعود بتعزيز العلاقات مع الغرب، يشدد بويكو على أهمية استئناف العلاقات السياسية والاقتصادية مع روسيا.
وقال بويكو الذي فاز بـ0,19 بالمئة من الأصوات في انتخابات 2014 الرئاسية “علينا أن نتبع مسارا براغماتيا للغاية”.
وأوضح لوكالة فرانس برس “علينا القيام بما يصب في مصلحة البلاد — سنستأنف علاقاتنا مع روسيا في بعض المجالات بكل تأكيد، لقد خسرنا هذه السوق”.
وتوجّه بويكو هذا الأسبوع إلى موسكو لإجراء محادثات عالية المستوى مع رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف، ما أثار حفيظة بوروشنكو.
وتركزت محادثات الجمعة على أهمية استئناف التعاون على ان يشمل ذلك مجال الغاز وشارك فيها رئيس إدارة مجموعة “غازبروم” الروسية العملاقة للطاقة أليكسي ميلر والسياسي الأوكراني فيكتور مدفيدتشوك، الذي يعتبر أن الرئيبس الروسي فلاديمير بوتين هو الأب الروحي لإحدى بناته.
وعلّق بوروشنكو على محادثات موسكو “يناقشون الاقتصاد بينما يموت أبناؤنا على الجبهات”.
ويناقض بويكو، العضو السابق في حزب يانوكوفيتش “حزب الأقاليم” الذي يبدو على وشك الاضمحلال، موقف كييف بالإصرار على ضرورة عقد محادثات مباشرة مع الانفصاليين المدعومين من الكرملين.
وأكد متقاعد يبلغ من العمر 63 عاما يعيش في ماريوبول ويدعى ميكايلو أنه سيصوت لبويكو.
وقال ميكايلو الذي رفض كشف اسم عائلته خشية تعرضه لردود فعل انتقامية إن “السلطات الحالية لا تسمح لقوى المعارضة بالتوسع. حتى في عهد يانوكوفيتش، كان لدى المعارضة فرص أكثر من الآن”.
من جهتها، حذرت الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا التي استقلت مؤخرا عن موسكو الناخبين هذا الشهر من دعم المرشحين الذين يظهرون كأنهم يروجون للسلام في حين انهم يدعون في الواقع إلى “الاستسلام للعدو”.
لكن المراقبين يشيرون إلى أنه رغم ميل كييف إلى الغرب بعد انتفاضة العام 2014 الشعبية، شعر بعض الأوكرانيين بالحنين للحياة التي كانوا يعيشونها في كنف الاتحاد السوفياتي وأعربوا عن دعمهم لتعزيز العلاقات مع موسكو.
وقال المحلل السياسي ميكولا دافيديوك إن الأوكرانيين يبدون في “كثير من الحالات على استعداد لدعم المرشحين المتعاطفين مع روسيا”.
ويحظى بويكو بدعم دميترو فيرتاش، وهو ملياردير على ارتباط بالكرملين وببول مانافورت المدير السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية. وتمنحه قناة فيرتاش التلفزيونية فترات بث وافرة.
ونظرا لمكانته، يبدو حزب بويكو “منصة المعارضة” مرشحا للفوز بمقاعد في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية المرتقبة في تشرين الأول/أكتوبر.
حظي المرشحون الموالون لموسكو تقليديا بشعبية في المناطق الناطقة بالروسية في شرق وجنوب البلاد، لكن ضم شبه جزيرة القرم واندلاع النزاع مع الانفصاليين قوضا قاعدة التأييد لهم.
ولن يكون بإمكان كثيرين من نحو ستة ملايين شخص يعيشون في القرم والمناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين المشاركة في الاقتراع. ويشعر ناخبون آخرون مؤيدون لموسكو بخيبة أمل من تكتيكات روسيا.
وقال المحلل دافيديوك “لم يتوقعوا أن تصل القوات الروسية وتبدأ بقتل الناس”.
وقوضت الخلافات الداخلية كذلك المعارضة الموالية لروسيا في البلاد ففشلت في الاتفاق على مرشح واحد قبيل الانتخابات.
وتبادل بويكو وأوليكساندر فيلكول، وهو مرشح آخر موال لروسيا على ارتباط بأغنى شخص في أوكرانيا رينات أخميتف، الاتهام بخوض المنافسة بشكل غير منصف.
وقالت غوروبي التي تؤيد بويكو إن مرشحها لا يزال رغم كل شيء جديرا بالثقة، إذ بقي على مواقفه و”ليس بوجهين”.