الملك سلمان يدعو لـ«الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني»
دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال قمة عربية طارئة يوم الخميس إلى اتخاذ إجراء حاسم لوقف ”الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني“ في المنطقة في أعقاب هجمات استهدفت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات ومحطتين لضخ النفط في المملكة.
وأكد بيان لدول مجلس التعاون الخليجي وآخر منفصل صدر بعد القمة الموسعة على حق السعودية والإمارات في الدفاع عن مصالحهما بعد تلك الهجمات.
ولكن في دلالة على التوتر في المنطقة قال العراق الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع كل من إيران وواشنطن إنه يعارض البيان الختامي للقمة العربية الطارئة والذي نص على أن أي تعاون مع طهران يجب أن يقوم على ”عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى“.
وقال الملك سلمان خلال الاجتماعين المتتاليين اللذين عقدا في ساعة متأخرة من ليل الخميس ”لا بد من الإشارة إلى أن عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم“.
وقال الملك سلمان إن تطوير إيران لقدراتها النووية وصواريخها الباليستية وخطرها على إمدادات النفط العالمية يهدد أمن المنطقة والعالم.
من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الهجمات على السفن الأربع قبالة الإمارات كانت ”مسعى من طهران لرفع أسعار النفط العالمية“.
واتهمت السعودية إيران بإصدار الأمر بشن الضربات بالطائرات المسيرة والتي أعلنت جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران المسؤولية عنها.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يوم الخميس إن أدلة تؤكد وقوف إيران وراء الهجوم على ناقلات النفط ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن الأزمة الإقليمية والدولية مع إيران تنذر بالتحول إلى حرب إن لم ”نحسن“ إدارتها وعبر عن أمله في ألا يتعرض أمن إيران إلى الاستهداف. وطالب من القمة دعم الاستقرار في العراق.
وقال العاهل السعودي ”إن المملكة حريصة على أمن واستقرار المنطقة، وتجنيِبها ويلات الحروب، وتحقيق السلام والاستقرار“.
وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران وعاودت فرض العقوبات عليها وعززت وجودها العسكري في الخليج.
وقال بولتون إن ألغاما بحرية ”من شبه المؤكد أنها من إيران“ استخدمت لمهاجمة الناقلات.
ورفض مسؤول إيراني تصريحات بولتون ووصفها بأنها ”زعم هزلي“. وقالت الجمهورية الإسلامية إنها ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان عسكري أو اقتصادي.
وقال إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني يوم الثلاثاء إن البلاد غير مسموح لها بتطوير أسلحة نووية لأن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يحظر ذلك.
وقال البيان الختامي للقمة العربية إن الاستقرار في المنطقة يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967.
وفي كلمته أمام القمة الطارئة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يشاركوا ”في ورشة العمل التي دعت لها الإدارة الأمريكية في المنامة“.
وأضاف ”نرفض استبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بالازدهار مقابل السلام.. أود أن أعيد التأكيد على رفضنا المطلق للمحاولات الأمريكية الهادفة إلى إسقاط القانون الدولي والشرعية الدولية بما يسمى صفقة القرن“.
قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك للصحفيين يوم الخميس إن إعادة نشر القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة نجح في ردع إيران لكنه قال إن الولايات المتحدة سترد بالقوة العسكرية إذا هاجمت إيران أو أي من أتباعها في المنطقة المصالح الأمريكية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأسبوع الماضي نشر 900 جندي إضافي في الشرق الأوسط ومددت إقامة 600 جندي آخرين، وذلك بعد قيامها بتسريع عملية نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية وإرسال قاذفات قنابل وصواريخ باتريوت إضافية إلى المنطقة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام القمة إن الهجمات التي وقعت هذا الشهر تمثل مناسبة لتجديد النقاش حول آليات الدفاع العربي المشترك.
وأضاف ”علينا كعرب أيضا مسؤولية لتفعيل آليات التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب وتدعيم قدراتنا الذاتية على مواجهته بل ربما تمثل هذه التهديدات الأخيرة مناسبة مهمة لتجديد النقاش حول تفعيل آليات العمل العربي المشترك القائمة بالفعل أو التي تم اقتراحها“.
وخلال زيارة بولتون لأبوظبي، قام المسؤولون بتفعيل اتفاقية للتعاون الدفاعي تم توقيعها هذا العام بين الولايات المتحدة والإمارات التي تستضيف قاعدة جوية أمريكية.
ولدى دول الخليج قوة دفاع مشتركة في إطار مجلس التعاون الخليجي، لكن ذلك التحالف الذي أنشئ منذ 39 عاما تصدع جراء خلاف دفع السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر لفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على قطر منذ منتصف عام 2017.
وجاء في البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي والذي نشرته وكالة الأنباء السعودية أن دول المجلس الست بحثت آلية دفاع مشترك بين دول المجلس خلال اجتماعها.
وشارك في القمتين رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني ليصبح أكبر مسؤول قطري يزور المملكة منذ بدء الأزمة مع الدوحة. وكانت السعودية وجهت دعوة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحضور القمتين.