أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، محمد مصطفى الدابي، في تصريح خاص لـ «العرب اليوم»، أن عدم موافقته على التوجه العربي لطلب إرسال قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للمراقبة والتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا وراء استقالته نظراً لقناعته «بخطورة هذا التوجه وانعكاساته السلبية».
وأوضح أنه تقدم باستقالته للامين العام للجامعة العربية الذي قبل استقالته، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك أي محاولة لثنيه عن استقالته.
وأضاف في تصريح عبر الهاتف من القاهرة أن انسحاب بعض الدول العربية من البعثة كان من بين أسباب تقديم استقالته، «لان البعثة لم يكن لها وجود فعلي على الأرض وباتت تفتقر إلى القدرات المادية والإمكانات التي تمكنها من اداء عملها واجبها في سوريا.
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك ضغوط مورست عليه لتقديم استقالته، أكد الدابي انه لم يتعرض لأي ضغوط لأن «لا أحد يستطيع أن يمارس علي أي نوع من الضغوط فانا رجل اعتز بخلفيتي العسكرية والجميع يعرف انني لست من أولئك الذين يتراجعون عما يعتقدونه أمراً صحيحاً».
وقال الدابي، انه يتابع «بأسف وحزن شديد ما وصلت إليه الأوضاع في سوريا».
وأضاف أن «انسحاب بعثة الجامعة العربية انعكس سلباً على الأوضاع وقاد إلى المأزق الحالي في سوريا»، واعتبر أن الأوضاع «لا تبشر بانفراج في الموقف خاصة وان الاتجاه لوجود قوة من مجلس الأمن يشكل تدخلاً سافراً في الأوضاع الداخلية السورية وهو مالا يرضاه الحكّام (في سوريا)، وإن وجد المناصرة من بعض الشعب السوري وبعض الأطراف العربية».
وبيّن أن «هذا الموقف بدأ يتضح ملامحه منذ الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير وهو أمر مؤسف سيعقّد القضية ولا يساعد على حل الأزمة السورية، فالأطراف الدولية لن تكون حريصة على سوريا أكثر من العرب، كما أنها لن تهتم بالمدنيين وسيكون لها دور لم يكشف عنه». وقال الدابي، في ختام تصريحه لـ «العرب اليوم» أنه سيصل إلى الخرطوم ليل الأحد.