عودة الحديث عن قصيدة «كفكف دموعك وانسحب يا عنترة»
في عام ٢٠١٥ رفضت لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي، قصيدة ملحمية للشاعر المصري مصطفى الجزار، وعنوانها : (كفكف دموعك وانسحب يا عنترة!!). ولسبب غير معروف عادت «قصة» هذه القصيدة إلى واجهة مواقع التواصل الاجتماعية،
يقول البعض أن سبب الرفض آنذاك يعود إلى محتواها السياسي. وجاء في مجلة «المستقبل العربي» التي نشرت القصيدة أن سبب الرفض هو «أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح»، وقد يصح هذا من ناحية لغوية وفنية. وكتب البعض على مواقع التواصل الاجتماعية أن « اسم اميركا المذموم في القصيدة وتدرك لماذا لا تخدم الشعر الفصيح!» وفي في التفسيرات أن «الشاعر وبأسلوب رائع صور أن الأمة هي ( عبلة ) وأن ( عنترة ). هو العربي الغيور على أمته …»
نعيد نشر القصيدة تجاوباً مع «موجة سوسيال ميديا»، ونُبرز أيضاً أهداف جائزة «أمير الشعراء» بعد القصيدة.
(كفكف دموعك وانسحب يا عنترة!!)
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً!
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابل مقفرة؟
هـل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نسبوا لكَ الإرهابَ صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ ـ لَعمرُكَ ـ كلُّها مستنفِرَة
في الجاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ..والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ وبينَ صرخةِ مُجبرَة
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهبباتٍ..والقذائفَ مُشهَرَة
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم
ونفاقِهم ، وأقام فيهم مِنبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَة
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّا..يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
إن برنامج مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي يهدف (كما جاء في موقع المسابقة) إلى تحقيق النهوض بالشعر العربي الفصيح والارتقاء به وبشعرائه، والترويج له في الأوساط العربية، وإحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة العربية والإنسانية، والتأكيد على دور أبوظبي في تعزيز التفاعل والتواصل الثقافي.
ومسابقة “أمير الشعراء” ساهمت في ترسيخ الأصالة وقيم الجمال والإبداع والتميز في مسيرة الشعر العربي الفصيح، وذلك بفضل الدعم الرسمي، والذي يولي إهتماماً كبيراً لكافة البرامج التي تهدف إلى صون التراث العربي والمحافظة عليه.
شروط الاشتراك هي:
- أن ألا يقل عمر الشاعر أو الشاعرة عن ١٨ عاماً ولا يزيد عن ٤٥ عاماً.
- إرسال قصيدة عمودية لا تزيد أبياتها عن ٣٠ بيتاً، أو إرسال قصيدة تفعيلة لا تزيد عدد مقاطعها عن مقطعين دون أن يتجاوز عدد أسطر كل مقطع ١٥ سطراً .