الزعماء العرب والعالم ينعون شيراك
توالت ردود الفعل الفرنسية والدولية حول وفاة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، الذي وافته المنية الخميس عن 86 عاما. ووقفت هذه الردود عند المسيرة السياسية الوطنية والدولية لرئيس الذي حكم فرنسا 1995 حتى 2007، وكانت أولها للمستشارة الألمانية إنغيلا ميركل.
وعربيا، وصفه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الذي كانت تجمع شيراك صداقة متينة بوالده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بأنه “رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا”.
كما نعى العاهل المغربي الملك محمد السادس الرئيس الراحل الذي كان صديقا مقربا لوالده الملك الراحل الحسن الثاني، مشيدا بـ”ذكرى رجل الدولة الكبير الذي وهب حياته للسياسة بحزم ونبل وانشغال دؤوب من أجل رفاه مواطنيه”.
وأضاف أن “المملكة المغربية ستحتفظ عاليا بذكرى صديق كبير ساهم، بقوة، في تمتين علاقات الصداقة بين بلدينا من خلال جعلها شراكة استثنائية. وستمثل هذه الشراكة، الفريدة، مستقبلا، مرجعا لتعاوننا”.
وأكد الملك المغربي أن رحيل شيراك “لا يشكل فقط خسارة لفرنسا التي خدمها بكل تفان، ولكن أيضا للمجموعة الدولية برمتها التي عرفت فيه رجل حوار وقناعات، متشبثا، بشكل قوي، باحترام القانون الدولي والعدالة على الصعيد العالمي”.
وعبرت السلطة الفلسطينية عن حزن الشعب الفلسطيني العميق على وفاة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، “صديق الشعب الفلسطيني”. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: “عزاؤنا لعائلته ولشعب فرنسا الصديق بفقدان أيقونة الدفاع عن الحرية والمبادئ العدل والمساواة”.
وأضاف أن “وفاة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك هي خسارة لصديق للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”، مؤكدا أن “الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه سيتذكر الرئيس شيراك ومواقفه التاريخية”.
واستحضر المالكي زيارة الرئيس الفرنسي الراحل لمدينة القدس الشرقية و”تصديه للإجراءات التعسفية هناك، ومسيرته السياسية التي توجها باستقباله الرئيس الراحل ياسر عرفات في لحظاته الأخيرة”، يقول الوزير الفلسطيني.
وعبرت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل عن “حزنها البالغ”، وأشادت بـ”شريك رائع وصديق”، فيما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قائد “حكيم وصاحب رؤية استباقية”.
وعبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن “التأثر البالغ” جراء رحيل “رجل دولة عظيم وصديق مقرب”. بدوره، أشار رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز إلى “قائد طبع السياسة الأوروبية”، فيما أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ”زعيم سياسي رائع رسم مصير” فرنسا.
ومن جهته، نعى رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشال والرئيس المقبل للمجلس الأوروبي في تصريح الرئيس الفرنسي الراحل، مؤكدا أنه سيتذكر دائما مواقفه الشجاعة بالاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية عن جرائم من كانوا متواطئين مع النازية إبان فترة الاحتلال الألماني لفرنسا. ودفاعه عن استفتاء عام 2005 حول الدستور الأوروبي.
أما رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، فغرد عبر تويتر معتبرا أن: “جاك شيراك كان رجل سياسة من العيار الثقيل، وأثرى الحياة السياسية الفرنسية والأوروبية والعلاقات بين بلدينا عبر مشواره الطويل. هولندا تقول له شكرا جزيلا”.
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية ووزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورسولا فون دير ليين شيراك في تغريدة، معربة عن حزنها لرحيل “زعيم وأوروبي عظيم، ورجل ألهم أجيالا”. وأكدت في الوقت نفسه أنه “يجب أن نعمل على تكريم إرثه عن طريق بناء اتحاد أكثر قوة وأكثر وحدة”.
أفريقيا، نعى رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا “صديقا كبيرا للغابون ومحبا مخلصا لأفريقيا”، مضيفا في تغريدة عبر تويتر أن شيراك كان “أكثر من صديق، كان بمثابة الأب الروحي الذي لن أنسى أفضاله”.
ومن تشاد، حيا رئيس البلاد إدريس ديبي إتنو في تغريدة “ذكرى رجل الدولة العظيم الذي عمل بجد لتعزيز العلاقات بين فرنسا وتشاد”.
وأكد عبد الله واد، الرئيس السنغالي السابق (2000-2012) أن شيراك “سيظل بالنسبة إلي محامي الدفاع عن أفريقيا، وسأسعى دائما إلى إعلان هذا الأمر انطلاقا من واجب الصداقة والتقدير المتبادل الذي كان يربطنا”.
الطبقة السياسية الفرنسية تنعى شيراك
وفي فرنسا، أشاد الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي ألغى زيارة له كانت مقررة إلى جنوب فرنسا، في خطاب بالمناسبة بالمسيرة السياسية للرئيس الراحل وإسهاماته في بناء فرنسا وحبه لثقافتها، وانفتاحه على بقية الثقافات، ورفض للتطرف والكراهية.
كما عبر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عن “حزنه البالغ”. وقال إن شيراك “لم يتنازل عن أي شيء بشأن استقلاليتنا، كما لم يتنازل عن التزامه الأوروبي العميق”. كما اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون أن شيراك كان أحد “أسود السياسة الفرنسية”.
أما المتحدث باسم الحكومة الفرنسية سيبت نديا، قال في تغريدة على تويتر إن “فرنسا في حداد. سيظل جاك شيراك للأبد أحد هؤلاء الذين واجهوا اليمين المتطرف. تحية لالتزامه السياسي، وشغفه لفرنسا وقربه من الفرنسيات والفرنسيين”.
وأمام رحيل رجل دولة من حجم شيراك، دخلت العاصمة الفرنسية “باريس في حداد”، كما تقول العمدة آن هيدالغو، مشيدة “برجل دولة خارج العادة، من بين هؤلاء الذين تركوا بصمة في التاريخ العالمي”.
وبتأثر كبير أعرب رئيس كتلة حزب الجمهوريين اليميني في الجمعية الوطنية، البرلمان، كريستيان جاكوب عن حزنه لفقدان فرنسا والفرنسيين لرئيسهم، مؤكدا أن العائلة السياسية المتبعة لنهج شارل ديغول فقدت أحد ملهميها.
وبدورها، أشادت رئيسة حزب “التجمع الوطني” مارين لوبان بالرئيس الفرنسي الراحل الذي كان “قادرا على معارضة الحرب المجنونة في العراق”، والتي اعتبرتها “أحد آخر المواقف السيادسية للدولة الفرنسية”، بحسب ما أعلنت في بيان.
على غرار زعيمة اليمين المتطرف، أشاد اليسار المتشدد ممثلا في رئيس كتلة حزب “فرنسا الأبية” في الجمعية الوطنية بشيراك، إذ قال إن “فرنسا تطوي اليوم صفحة في تاريخها”، مشيرا إلى أن الرئيس السابق كان “يحب فرنسا أكثر ممن جاء بعده، ولهذا السبب سنظل معترفين له بالجميل”.