رئيسة تايوان تساي: نرفض الوحدة مع الصين
قالت رئيسة تايوان تساي إينغ وين الأربعاء إن بلادها لا تقبل بأن تكون جزءا من الصين، بموجب عرض “دولة واحدة بنظامين” للحكم الذاتي، رافضة بذلك مطالب السيادة الصينية بشدة، وفاتحة الباب على الأرجح أمام تدهور للعلاقات.
من جهتها، ردت بكين بالقول إن “إعادة التوحيد” أمر محتوم وإنها لن تتهاون أبدا في مسألة استقلال تايوان.
وفي خطاب تلى أداءها اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثانية وأخيرة، قالت تساي إن العلاقات بين تايوان والصين وصلت إلى نقطة تحول تاريخية، مضيفة “من واجب الطرفين إيجاد سبيل للتعايش على المدى البعيد والحيلولة دون تصاعد الخصومة والاختلافات”.
وفازت تساي والحزب الديمقراطي التقدمي الذي تنتمي إليه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يناير/كانون الثاني، بعد أن تعهدت بالوقوف في وجه الصين التي تعتبر تايوان جزءا منها، وتقول إنها ستفرض سيطرتها عليها بالقوة إذا لزم الأمر.
وتثير تساي (63 عاما) حفيظة بكين لأنها تعتبر تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، لا جزءا من “الصين الواحدة”. ومنذ وصولها إلى السلطة في 2016، رفضت بكين التحاور معها وشددت الضغوط الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية على الجزيرة.
كما قالت تساي “أريد أن أكرر هنا كلمات السلام والتكافؤ والديمقراطية والحوار. لن نقبل بأن تستخدم السلطات في بكين مبدأ دولة واحدة بنظامين للنيل من مكانة تايوان وتقويض الوضع القائم عبر المضيق. نتمسك بشدة بهذه المبدأ”.
وتستخدم الصين سياسة “دولة واحدة بنظامين” التي من المفترض أنها تضمن درجة عالية من الحكم الذاتي لإدارة هونغ كونغ المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت إلى الحكم الصيني في 1997. وعرضت بكين على تايوان، التي تطالب الصين بالسيادة عليها أيضا هذا النظام لكنه قوبل بالرفض من جميع الأحزاب التايوانية الكبيرة.
وردا على تساي، قال مكتب شؤون تايوان في الصين إن بكين ستلتزم بمبدأ “دولة واحدة بنظامين” وهو ركيزة أساسية لسياسة الرئيس الصيني شي جينبينغ إزاء تايوان. مضيفا أن الصين “لن تترك أي مجال للأنشطة الانفصالية لاستقلال تايوان”.
وتابع المكتب “إعادة التوحيد حتمية تاريخية لإحياء الأمة الصينية”، “لدينا الإرادة القوية والثقة الكاملة والقدرة الكافية للدفاع على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي”.
وترى الصين في تساي شخصية انفصالية عازمة على استقلال تايوان رسميا عنها. وتقول تساي إن تايوان دولة مستقلة تُدعى جمهورية الصين وهو اسمها الرسمي ولا تريد أن تكون جزءا من جمهورية الصين الشعبية.
ومنذ انتخاب تساي، كثفت الصين تدريباتها العسكرية قرب تايوان وحلقت بطائرات مقاتلة في المجال الجوي للجزيرة، كما أبحرت بسفن حربية في محيط تايوان.
وقالت تساي إنها بذلت أقصى جهد للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن الصين. وأضافت “سنواصل هذه الجهود ومستعدون للدخول في حوار مع الصين وتقديم إسهامات ملموسة على نحو أكبر في سبيل الأمن الإقليمي”.
وقدم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التهاني لتساي الثلاثاء وأثنى على “شجاعتها ورؤيتها في قيادة الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان” في رسالة رفيعة المستوى ونادرة من واشنطن إلى حكومة تايوان مباشرة.
وأدانت الخارجية الصينية تصريحات بومبيو وقالت إن الحكومة ستتخذ “الإجراءات المضادة اللازمة” لكنها لم تقدم تفاصيل.
وقالت وزارة الدفاع الصينية إن خطوة بومبيو “خاطئة بل وخطيرة للغاية”. وأعربت وزارة الخارجية الصينية عن “غضبها الشديد” حيال الرسالة متهمة واشنطن بخرق التزاماتها الدبلوماسية.
وبينما تعترف واشنطن دبلوماسيا ببكين إلا أنها حليف رئيسي لتايوان بل إنها ملزمة من قبل الكونغرس ببيعها أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها.
وتحسنت العلاقات بين تايبيه وواشنطن بشكل إضافي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين.
وحُكمت تايوان (التي تعرف رسميا بجمهورية الصين) بشكل منفصل عن البر الرئيسي الصيني منذ 1949 بعدما خسر القوميون الحرب الأهلية أمام الشيوعيين وهربوا إلى الجزيرة لتأسيس حكومة موازية.
وعلى مدى عقود، اعتبر قادة تايوان أنفسهم الممثلين الحقيقيين للصين بأكملها رغم اعتراف غالبية الدول دبلوماسيا ببكين. لكن مع انتقال الجزيرة إلى الديمقراطية منذ تسعينيات القرن الماضي، ظهرت هوية تايوانية فريدة ولم يعد كثيرون يسعون لأي شكل من أشكال التوحيد مع الصين.
وأثار الأمر قلق بكين التي تشدد على أن أي إعلان استقلال رسمي من قبل تايوان سيشكل تجاوزا للخط الأحمر. وعقب خطاب تساي، حذر مكتب الشؤون التايوانية في الصين من أن بكين “لن تتسامح إطلاقا” مع انفصال الجزيرة.