- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

علاء الأسواني وأعراض الديكتاتورية…

نصيرة بلامين

صدر مؤخرا عن دار النشر الفرنسية Actes sud كتاب لعلاء الأسواني يحمل عنوان « Le syndrome de la dictature »  أو “أعراض الديكتاتورية” (كترجمة حرفية).

في هذا الإصدار قام الكاتب بعرض مفصل للديكتاتورية من خلال تحليل “كلينيكي” للديكتاتورية كنظام إيديولوجي وكحقيقة يعسر هضمها من قبل الكثير من شعوب العالم.

ولا يتعلق الأمر بإجراء عملية تشريح لمفهوم الديمقراطية بل هو نوع من “ترسيخ صورة إشعاعية” لمرض شائع ترعرع عبر جميع عصور الإنسانية ووصل إلى عالمنا المعاصر، هذا المرض هو المتعارف عليه بتعبير «الديكتاتورية».

في تسعة فصول، قام الأسواني بدراسة أعراض هذا المرض، أسباب تواجده وكذلك سبل انتشاره عبر مختلف أرجاء المعمورة. ويقول الكاتب: “اخترت هذا الشكل الطبي لوصف الديكتاتورية لأني أعتقد أنها مرض، فنحن نولد أحرارا، ولمجرد أننا نقبل الديكتاتورية هذا يعني أننا أصبحنا مرضى. تبدأ المشكلة عندما نتوق إلى شخص يحمينا، وهذا ما حدث بالفعل في ألمانيا مع النازية وفي إيطاليا مع فاشية موسوليني، ففي كلا البلدين شعرت الشعوب بخطر محدق بها ولذا اعتقدت أنها كانت بانتظار بطل ليحميها وهو الشعور الأكثر خطورة “.

ويضيف: “لا أعتقد أن الحديث عن الديكتاتورية مرهون بتواجد الديكتاتوريات بل تحدث أيضا في البلدان التي تسمي نفسها بالديمقراطية، ففي بعض هذه الدول الديمقراطية تتواجد أعراض للديكتاتورية. يكفي على الديكتاتور أن يلجأ مثلا إلى اكتشاف فريق يحبك مؤامرة ضد بلاده ووجود أعداء شغلهم الوحيد تحطيمه، وعلى هذا الأساس قد نجد بعض الشعوب تصوت لصالح شخصيات ذوي ميول ديكتاتورية ومع ذلك فإننا ندرك جيدا أن كل ما تريده هذه الشعوب هو الشعور بالحماية التي يقدمها هذا البطل … الديكتاتوري.”

ويسترسل: “لجأت في هذا الكتاب إلى استخدام أمثلة عن بلدي مصر كنموذج، ولكنني ذكرت ديكتاتوريات بلدان أخرى في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والبلدان العربية، حيث أردت بذلك تبسيط أعراض الديكتاتورية المتواجدة في الكثير من الأقطار وليس فقط في بلاد مصر ولكن مصر تعاني من الفاشية العسكرية والفاشية الدينية (أي الجيش والإسلامويون) منذ 1952”.