هل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش قادران على أن يدخلا إلى غزة أشياء أخرى غير الفواكه الطازجة؟ هل بنيامين نتنياهو وشلومو كرعي قادران على أن يتصدرا استراتيجية تدفع العدو لإعادة احتساب المسار؟ لماذا لا تهتم حكومة اليمين “مليء – مليء (اليمين الكامل)” بأن تصل منذ هذا الصباح زنزانة إلى مدخل بيت قاتل الجنديين في نابلس، أول من أمس، فتحمل كل أبناء عائلته وتنزلهم بعد ذلك في الجانب الغزي من معبر كارني؟ لعله هكذا يفكر المخربون في الضفة مرتين قبل أن ينطلقوا لقتل كل يهودي يصادفونه؟
غير أن لهذه العصبة المتخفية لا توجد أي فكرة عن حياتها. فهم لا يعرفون الإبداع ولم يسمعوا عن سياقات التفكير العميق. عصبة ميري ريغف لا تتواجد في الحدث، فهي مشغولة جدا بأمور أهم. هم عديمو الوسيلة أمام يحيى السنوار وحسن نصر الله وبالتالي يغشون عيوننا في المناوشات مع كوبي شبتاي ويائير غولان. اثنان هما جديران بالتأكيد للانشغال بهما، لكن كل دقيقة مكرسة لهما هي زمن باهظ لا يتعرض فيه العدو الحقيقي للضرب.
والإسرائيلي الذي يحلم بقيادة يمينية مصممة، قيادة تعرف كيف تخلق الردع الإقليمي، والعدو الأفظع من ناحيتها ليس عائلات المخطوفين، بقي عديم الوسيلة.
لا يوجد مكان في الصفحة لإحصاء قصورات حاملي اسم اليمين عبثا. كما لا يوجد مكان لقائمة أسماء المقتولين في المذبحة، في العمليات وضحايا المعارك. نتنياهو وعصبة البيبيين التي تحيطه، ليسوا اليمين. فهم يتجرؤون على أن يدنسوا بأفواههم هذا اللقب السياسي – الأمني، فيما أن كل هدفهم هو أن يسمنوا لأنفسهم المقعدة بالقوة، بالمال وبالشرف.
قبل لحظة من خروج غانتس من الحكومة تظهر الاستطلاعات أنه ضعف. هذا طبيعي ولازم. عشرات المقاعد التي وقفت عنده في موقفه فعلت هذا بانعدام البديل. فالإسرائيلي يفهم أن نتنياهو مسؤول عن السياسة التي جلبت علينا الاجتياح والمذبحة، لكنه ينظر هنا وهناك ولا يرى أي إمكانية. الجيش و”الشاباك” أيضا تصرفا بإهمال إجرامي. لكن من أتاح المناخ الذي جلب علينا كل هذا انه الزعيم الأعلى نتنياهو.
كل معطى في إسرائيل أيار 2024 يشهد على أن الجمهور هو يميني اكثر. لكن من ينتخب الإسرائيليون الذين يريدون سياسة لا هوادة فيها أمام العدو. غانتس الذي كان رئيس الأركان في تلك السنوات التي بنى فيها نتنياهو مفهومه السياسي الفاشل؟ والذي حتى عندما دخل “كابنت” الحرب لم يجلب أي بشرى؟
أم سموتريتش وبن غفير اللذان وعدا بالجبال والتلال وفي عهدهما بقي كل شيء بالضبط الشيء ذاته ولكن بشكل أسوأ فقط؟ بناء غير قانوني في النقب وفي الجليل، مئات آلاف قطع السلاح في ايدي المجرمين في المجتمع العربي. النمو الوحيد في عدد الإسرائيليين الذين قضوا نحبهم على ايدي الإرهابيين في كل موقع وموقع.
هذا أيضا لم يدفع أي أحد من عصبة عديمي القدرات أولئك لأن يغيروا من الأساس فكرة العمل في الضفة. يواصلون العمليات الجراحية، يعرضون للخطر جنودنا، والرسم البياني للإرهاب يعربد. هم غير قادرين على أن يفكروا بأفكار تدفع السكان الفلسطينيين لأن يفهموا أن الإرهاب غير مجدٍ. طرق العمل باقية بالضبط كما كانت، وكأنه لم تكن هنا مذبحة، وإبداعهم الوحيد هو القدرة على إيجاد مذنبين جدد: يوآف غالانت، شيكما بارسلر وغادي غازيت.
من اجل ماذا جئتم؟ ما الذي عمليا غيرتموه غير الصراخ على اليساريين أمام الكاميرات ومزيد من الخلطات لإفادة جماعتكم. إلى هذا الفراغ العظيم يجدر أن يدخل حزب يميني حقيقي. واحد يعرف كيف يعمل بقفازات من فولاذ في الأفعال ضد العدو وبقفازات من حرير في الأقوال مع الإسرائيليين الذين يختلفون معهم. بالضبط النقيض بما تفعله عصبة المتخفين هذه. حتى الانتخابات هذا سيحصل. هذا يجب أن يحصل.
*عن “يديعوت أحرونوت”