بقلم: روغل الفر*
مثل الكثير من مواطني اسرائيل الذين استيقظوا فيالصباح مع الادراك بأن نسبة أن يطلق حزب الله الصواريخمرتفعة، ايضا أنا كان لدي سؤال واحد يتعلق باغتيال طالبعبد الله، القائد الاكبر الذي تمت تصفيته في حزب الله منذ 7 تشرين الاول: لماذا؟ أي فائدة استراتيجية ستأتي من ذلك؟كيف سيضعف هذا الامر حزب الله؟ كيف يساوي هذا الامرالمخاطرة بالجبهة الداخلية في اسرائيل؟ يبدو أنه تم تقديمإحاطات للمحللين والمراسلين ومقدمي البرامج التلفزيونيةمن قبل جهات رفيعة في جهاز الامن؛ كانت لديهم جميعهمالاجابة نفسها المعدة مسبقا: تبين أن القتيل كان “مركزمعلومات“. هذه الجهات الرفيعة، من اجل ازالة الشك واثباتموثوقية التبرير، اضافت كلمة “التجربة“، أي أنه “مركزمعلومات وتجربة“، باللقب الكامل.
كأن نشطاء ومقاتلي حزب الله خلال السنين، وكأن مجردالشيعة في لبنان الذين يكرهون اسرائيل سألوا عبد الله مرةتلو الاخرى: “قل لنا، يا أبا طالب، كيف تستخدم السحر؟ ماهو سرك؟ كيف تلحق بالشيطان الصهيوني كل هذه المعاناة؟كيف تلحق به كل هذه الاهانة؟“. عبد الله كان دائما يبتسمويجيب على كل من يتوجه اليه ويتوسل: “لا! لن اشرككم فيسري!”. أبعدهم عنه بغطرسة. اكثر من مرة طرد كلالموجودين في الغرفة عندما كان يريد تنفيذ عملية مؤلمةبشكل خاص ضد الصهاينة. في أي يوم لم يسجل أي كلمةفي عقيدته على الورق. لم يقم بفتح أي مجموعة فيالحاسوب. لم يترك خلفه أي بيانات. في قواعد التدريب وفيدورات الضباط رفض التدريس. افعاله نفذها تحت جنحالظلام وحده، دائما كان وحده. من اطلعوا على اساليب عملهبالخطأ اختفوا بطريقة غامضة أو ماتوا بسبب وعكة فيالمعدة. عن وصفته السرية للتنكيل باليهود حافظ بشدة، مثلبؤبؤ عينه، مثلما حافظ كراف شومر على وصفته السريةلكعكة السلطعون في سبونج بوب.
الآن بعد موته فقد حزب الله كل المعلومات الخاصة التي كانيحتفظ به في عقله: لم يبق منها أي شيء. هم لا يعرفون فعلشيء. هم مثل العميان. ولماذا الصليات الثقيلة على الجليلبعد التصفية؟ هي ليست عملية انتقام منظمة. لم يعد لحزبالله هذه المعرفة. هذا نتيجة خسارة مقاتليه الذين لا يعرفونماذا يفعلون وهم ينحنون على لوحات التحكم التي تحتويعلى أزرار كثيرة والضغط عليها كلها مرة واحدة. هذا علىمستوى الشمبانزي، الى هذه الدرجة الوضع لديهم خطير مننقص المعرفة. طالب عبد الله كان رجل اسرار، واسراره ذهبتمعه الى القبر. اصدقاؤه هم الذين قاموا بتسليمهللاسرائيليين بسبب المرارة التي شعروا بها لرفضه الشديداشراكهم في معرفته. والآن حيث أنه مات فقد حكم عليهم البدءمن البداية: أين هي اسرائيل؟ في أي اتجاه؟ كيف يمكن خلطالسكر في القهوة؟ اختفاءه يشبه احراق مكتبة الاسكندريةفي العالم القديم. معارف كثيرة لا يمكن استعادتها، يتمالتخلص منها ببساطة. صحيح، هذه احدى التصفياتالمبررة.
* عن “هآرتس“