- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عودوا إلى مبادرة السلام العربية

بقلم: أوري بار – يوسيف

عن “يديعوت أحرونوت”

هجمة 7 أكتوبر والحرب المتواصلة منذئذ وضعتا إسرائيل امام مفترق طرق من ثلاث إمكانيات. الأولى، لليمين المسيحاني، تدعو لفرض سيادة إسرائيل على الأرض الإقليمية التي بين النهر والبحر دون إيلاء الانتباه للمشكلة الديمغرافية ولتحديات الأمن الأساسية التي تفرضها مثل هذه الخطوة. يجدر بكل من يؤيدها ان يزور متسادا كي يفهم الى أين تؤدي بنا.

إمكانية ثانية هي استمرار الوضع القائم ومسيرة تعاظم قوة مكثفة تسمح لإسرائيل بان تتصدى للتهديد الوجودي الكامن في سياسة ايران ووكلائها. آري شافيت في كتابه “حرب وجودية” هو من حاملي علم هذا الخط: خدمة الزامية لثلاث سنوات ونصف، خدمة احتياط حتى سن 65، تحويل كل الصناعة الى صناعة سلاح وغيرها. باختصار، إسرائيل مثل سبارطة. ليس واضحاً كم إسرائيلياً سيكونون مستعدين لمواصلة العيش في مثل هذه الدولة. ليس واضحاً أيضا كيف سيساعد هذا إسرائيل في التصدي للقنبلة الإيرانية – إذ سواء كانت للجيش الإسرائيلي أربع فرق أو عشرون، فان التهديد الوجودي سيبقى على حاله.

ويوجد طريق ثالث، اقترحه أنا في كتابي “خلف الحائط الحديدي”. في أساس هذا النهج يقبع الفهم في أنه الى جانب التهديدات المتعاظمة توجد أيضا تطورات إيجابية، لكن اذا لم نستغلها فان دولة إسرائيل ستعلق بالفعل في ضائقة وجودية. في أساسها مبادرة السلام من الجامعة العربية والتي توجد على جدول الاعمال منذ 2002، وفي اطارها كل الدول العربية ومعظم دول العالم الإسلامي أعربت عن استعدادها لانهاء النزاع مع إسرائيل، الاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، وذلك مقابل استعداد إسرائيل للموافقة على إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح على أساس حدود الخط الأخضر، في ظل تبادل للأراضي. مثل هذه الخطوة ستشكل ضربة قاسية لليمين الإسرائيلي. ومع ذلك، حسب الاستطلاعات العميقة، نحو ثلثي الجمهور يؤيدون بقدر كبير او متوسط صيغة هذا الحل. يمكن ان نفهم لماذا.

ما الذي تعطيه مسيرة سياسية؟ أولاً، استعداد إسرائيلي لبدء مفاوضات هو كابوس إيران وحزب الله كونه ليس فقط يضعف مكانتهما الإقليمية بل ويسحب البساط من تحت اقدام المطلب لتصفية إسرائيل. فبعد كل شيء يوجد حد لقدرتهما على ان يكونوا فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين. ثانياً، الاستعداد لبدء مسيرة سياسية سيسمح للدول العربية، واولا وقبل كل شيء للسعودية أن تدفع قدماً بتعاون امني علني مع إسرائيل والتعزيز الكبير للمحور الذي سيتمكن من التصدي للتهديد المشترك من جانب ايران. إقامة مثل هذا المحور هو المدماك المركزي في سياسة الولايات المتحدة الإقليمية، وبرأي الخبراء يمكنه أن يمنع انتشار ايران ويرجعه الى الوراء. ثالثاً، استعداد إسرائيلي للتقدم نحو الصيغة المقبولة في العالم لحل النزاع سيعزز الدعم الدولي لها ويضع حدا لمسيرة العزلة التي توجد في ذروتها.

وماذا عن الشريك الفلسطيني؟ الخطوة تنفذ مع السلطة التي تقبل منذ الآن مبادئ مبادرات السلام العربية. فلا شك انها ستكون مطالبة بان تعزز قوتها، تكون اكثر نجاعة، توقف الفساد وتصبح اكثر قبولا لدى شعبها. لكن منذ عشرين سنة تثبت السلطة استعدادها للعمل ضد الإرهاب ويشهد على ذلك ايضا قادة جهاز الأمن. السلطة ليست حماس. هي شريك.

في الأجواء العامة القائمة اليوم من الصعب الحديث عن هذا الطريق. لكن اذا كنا نحب الحياة، فلا مفر. هناك حاجة لتغيير استراتيجي وهذا هو التغيير المطلوب. حان الوقت للحديث عن ذلك.