انه الاقتصاد يا مغفل!
انها القدرة الشرائية يا مغفل!
انه الأمن والأمان يا مغفل!
انه تصاعد اليمين في الدول الصناعية يا مغفل !
انه التقوقع في الداخل الغربي بعيدا عما بات يسمى الجنوب الشامل.
بوصول ترامب إلى البيت الأبيض عدد لا بأس به من المسلمات الغربية سيتم الاطاحة بها. إن دول مثل فرنسا واسبانيا وإيطاليا تلك الدول اللاتينية التي تحاول قدر المستطاع التمسك بمسحة، وإن كانت سطحية، من حقوق الانسان وقدسية الاتفاقيات واحترام التوقيع على المعاهدات،
ترامب في البيت الأبيض سوف يغير وجه العالم وطريقة التعامل بين الدول.
الخطأ بدأ بمحاولة بايدن الترشح للمرة الثانية رغم ضعفه الظاهر. ،وبعد ضغوط كبيرة من كبار المتبرعين الديموقراطيين، تم ابدال مرشحهم الرئيس بايدن بنائبة الرئيس كامالا هاريس. هو الخطأ الثاني،
نعم هاريس غير معروفة وكان بايدن يبقيها في الظل ودائما خطوات وراءه خوفاً من تغطي عليه وعلى صورة كهولته.
اعتقد الديموقراطيون أن صورتها كـ«امرأة» وأضف كـ«امرأة ملونة» سيعطيها دفعاً بكم من الأصوات … خصوصاً أصوات الشباب حتى الشباب «الملون» لم يعط الديموقراطيين أصواتهم.
وكون هاريس مدعي عام في كاليفورنيا في حين أن الملاحقات القضائية تلاحق ترامب، فهي ، وهذا خطأ أيضاً، شددت على هذا الشق من شخصية ترامب وانغماسه في مستنقع القضاء والأحكام.
وهذا كان خطأ فادحاً. فقد ظهرت الملاحقات القضائية ، المحقة في الواقع، وكأنها أداة من أدوات الحملة الانتخابية للديموقراطيين، ولم يتردد ترامب من التنديد باستعمال الديموقراطيين للقضاء وللمدعين العامين.
من أخطاء حملة هاريس للإشارة وليس للحصر هو تشديدها على الدعم الآتي من هوليود ومن نجوم الراب والموسيقى مثل تايلور سويفت ومتابعيها الـ ٢٨٤ مليون على المواقع، بيونسيه وبروس سبرينغ ستين وغيرهم ( John Legend, Bon Iver, Barbra Streisand, Cher, Stevie Wonder, Billie Eilish et son frère Finneas, la star portoricaine de reggaeton Bad Bunny, Lady Gaga) لم يشكلوا خدمة لهاريس كما ساهمت هذه الحملة التي تعكس اهتمامات طبقة المثقفين في المدن الكبرى، في تأجيج إحساس الطبقات العاملة وشرائح الأميركيين الذين يعيشون في الوسط وغرب الولايات والذين ينتقدون هذا التعالي الثقافي لدى الديموقراطيين، فيما هم يغوصون في موسيقى «الكونتري» التي تعكس أصولهم المتواضعة.
مشكلة هاريس كانت مع … النساء فهي اعتقدت أنها تستطيع ركوب موجة «metoo» وكسب تأييد شرائح واسعة، فيما شدد ترامب على «الرجولية». رفعت هاريس يافطة «حق الاجهاض» في تلاعب على ما تنص حقيقة القوانين الجارية والتي تسمح بالاجهاض خلال أو ستة أسابيع، ولكنها تجاهلت هذه المعطيات وشدد على أن ترامب يريد «سحب حرية تصرف المرأة بجسدها» قد تكون هذه أفكار ترامب في عمق تفكيره بالواقع ولكنه ترك المحافظين يردون عليها وعلى الدموقراطيين.
وأخيراً استخفت كاملا هاريس بوزن الجالية من أصول عربية ومسلمة ولبنانية فدفعت الثمن بخسارة ولايتين كانتا ضمن سلة الديموقراطيين.
انتصار كاسح لترابي لا بد أن يدفع الديموقراطيين للعودة إلى قواعدهم الأخلاقية للتقرب من العمال والمهمشين عوضاً عن السباحة في حوض هوليود