- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أنت تعيش في الخارج…

بسّام الطيارة
«انت تعيش في الخارج نحن في قلب المعمعة المهينة»
من منكم لم يسمع هذه الكلمات ؟
الذي يعيش في الخارج يسمعها والذي يعيش في الداخل ينطق بها!

طيب ما العمل ؟ وما التصرف اللائق ؟
هل يكف المغترب عن الكلام فلا يسأل عن أحوال بلده؟ فيغوص في كلام لولبي فضفاض يدور حول نفسه … وكأن البلد في أحسن حال؟

من منكم يستطيع أن يجد كلام لا يطال أحوال البلد مباشرة أو مواربة… ليعود ويصب في السياق المباشر؟

البلد منقسم y و x صحيح ولا يحتاج إلى أينشتاين ليبرهن هذا الأمر. المخابرون من الخارج (مع بعض الاستثناءات) هم إما مع الفريق الأول أو الفريق الثاني ويجمعهم قاسم مشترك فكلا الفريقين يسمعا نفس المقولة : «أنت تعيش في الخارج …. إلخ…».

متى تتم المخابرة أو التواصل بهدوء من دون تلك المقولة الرهيبة والظالمة؟

سهلٌ جداً يجب أن يكون المخابر والمتلقي من نفس «الضفة» فيكون حديثهما ما يطرب آذانهم وهكذا يؤكدون على صحة كلامهما المتبادل ويفشون خلق بعضهم البعض. ينهون المخابرة ويقفلون خط الهاتف وقد زادت قناعتهم بما يعتقدون أنه الحق والصحيح والضروري…
ولكن هنا «بيت مسألة» ما يحصل في لبنان :
كل فريق يغني على مواله
كل فريق يعتقد أنه صاحب الحق
كل فريق لا يريد أن يسمع «الآخر»
كل فريق يعتقد أنه يملك الحقيقة الحق
كل فريق لا يريد أن يتفهم هواجس الآخر
كل فريق لا يريد أن «يرى» ما يخيف الآخر

هكذا هو لبنان هكذا أراد القيمون على مصير البلد أن يظل أهل البلد على خطين متوازيين لا يلتقيا بتاتاً
في حين أن المسؤولين يعيثون فساداً على ظهر كلا الفريقين… هو لبنان
ملحوظة: بالطبع هذه الكلمات سيقرأها كل فريق على هواه ويزداد تأكيداً أنه على حق وأن «الآخر» هو الذي «ليس على حق» وأن هذا الكلام موجه للفريق المواجه.