اليمن: النظام يصرّ على المجازر

صنعاء ــ «أخبار بووم»
أثبت النظام اليمني، خلال الساعات القليلة الماضية، أنه لا يمكن ان يصل الى مرحلة الاكتفاء من اهدار دماء مواطنيه. فكلما صعد المحتجون المطالبين برحيل صالح وأقاربه، كان الرصاص الحي لهم بالمرصاد حاصداً ما يزيد عن 46 قتيلاً. وكلما اشتد مأزقه السياسي، لجأ إلى التصعيد العسكري. سيناريو تكرر منذ ساعات مساء الأحد، عندما اختار النظام مواجهة المسيرة الحاشدة، التي خرجت في صنعاء، بالرصاص الحي، مرتكباً مجزرة جديدة، عله يستطيع الافلات كما اعتاد سابقاً من التوقيع على المبادرة الخليجية وتسليم السلطة.
صور الضحايا، التي تولت قناة «سهيل» المعارضة بثها مباشرة من المستشفى الميداني، طوال ساعات ليل أمس وظهر اليوم كانت كفيلة باظهار هول المجزرة. رؤوس مهشمة غير واضحة المعالم، اشلاء متناثرة على الارض من أجساد لا يتجاوز اعمار اصحابها الثلاثين، فيما أصغر القتلى رضيع لم يتخط الأشهر الثمانية سقط بين يدي والده، بعدما لجأت قوات الحرس الجمهوري، بقيادة نجل صالح، إلى استخدام مختلف انواع الأسلحة بما في ذلك قذائف «الا ربي جي» في مواجهة المحتجين العزل.
وأمام هول الجريمة والمأزق، الذي وضع النظام نفسه فيه ولاسيما ان التصعيد العسكري أتى بعد تسريبات تحدثت عن توقيع المبادرة الخليجية خلال اسبوع، وصل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، برفقة المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر إلى صنعاء في زيارة مفاجئة في محاولة لتدارك الانفجار وايجاد مخرج سريع للأزمة، وخصوصاً مع تصاعد الغضب الشعبي وتحديداً ازاء السعودية والولايات المتحدة، اللتين تلاحقهما اتهامات باتباع سياسة الكيل بمكيالين تجاه الاوضاع في اليمن على عكس الأوضاع في سوريا.