في ما يبدو مؤشراً إلى التحديات التي ستواجه الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، قتل ستة وعشرون جنديا على الاقل من الحرس الجمهوري في هجوم انتحاري السبت عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا (جنوب شرق اليمن).
واكد مصدر عسكري ان الاعتداء “يحمل بصمات القاعدة” مضيفا ان الانتحاري قد يكون محمد السياري وهو سعودي متحدر من محافظة حضرموت التي تشكل المكلا عاصمتها. وقال شهود عيان ان جنود الحرس الجمهوري دخلوا بالقوة الى مستشفى ابن سيناء في المكلا لفرض قبول الجرحى ولم يترددوا في اخراج مرضى من اسرتهم لتوفير اماكن لجرحاهم. وحاصر جنود آخرون المستشفى واطلقوا النار في الهواء لصد محاولة هجوم.
وكان انتحاري فجر سيارة مفخخة عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا، حيث لم تكن اي شخصية موجودة داخل القصر الرئاسي.
وفي عدن، شنت وحدات من الجيش هجوما على مقيمين في مخيم بساحة الشهداء في حي المنصورة المركزي، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. وواجهت هذه الوحدات مقاومة شرسة من هؤلاء المطالبين بالانفصال الذين يقيمون في هذا المخيم منذ اشهر طويلة. واستمر تبادل اطلاق النار ساعات قبل ان يتمكن الجنود من ازالة المخيم.
وذكر مستشفيا النقيب والبريهي في عدن انهما استقبلا اربعة جرحى اصيبوا في هذه المواجهات، هم جنديان ومدنيان احدهما امرأة. وقال مصدر طبي في وقت لاحق ان احد الجنديين قضى متأثرا بجروحه، ثم تحدث عن مقتل جندي آخر.
وتأتي هذه الأحداث بعدما أدى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، السبت، اليمين الدستورية كرئيس للبلاد لمدة عامين كما تنص المبادرة الخليجية الموقعة بين المولاة والمعارضة اليمنية في نوفمبر / تشرين الثاني. وتعهد هادي، عند أداء القسم، أن يكون محافظاً على النظام الجمهوري وحامياً للدستور وللقانون وان يعمل جاهداً من اجل إخراج اليمن من محنة استمرت عاما.
وقال هادي، في كلمة عقب أداء القسم، “السلطة في اليمن أصبحت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها”، مؤكداً أن الانتخابات “منحت اليمنيين الأمل وهي تحمل الأحزاب والقوى السياسية مسؤولية لتجاوز الماضي”.
واثنى الرئيس المنتخب على ثقة الشعب اليمني به كرئيس توافقي لمرحلة وصفها بأنها من أصعب المراحل التي مر بها التاريخ اليمني الحديث، مؤكداً ان الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول. وقال ان “اليمن ليس بحاجة الى فترة كيدية بل الى العمل لبناء دولة”.
وفاز هادي بمنصب رئيس البلاد اثر انتخابات رئاسية مبكرة بنسبة تصل إلى 99% من إجمالي المشاركين في الاقتراع.
وكان الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، عاد السبت الى صنعاء اثر رحلة علاجية في الولايات المتحدة. وقال، لدى وصوله الى مطار صنعاء، عن انتخاب هادي ان هذا “من شأنه ان يغلق الباب أمام أزمة بين الأطراف السياسية في البلاد من اجل التفرغ لتنمية اليمن”. ودعا الى فتح صفحة جديدة لبناء اليمن.