سوريا: 8500 قتيل… وآموس إلى حمص
تواصل قوات النظام السوري عمليات الدهم والاقتحامات في مناطق عدة من سوريا الاربعاء، في ظل تخوف من عمليات واسعة النطاق على محافظة ادلب، بحسب مراقبين وناشطين، فيما حذرت واشنطن والقاهرة من مخاطر اللجوء الى الخيار العسكري في البلاد.
في هذا الوقت، وصلت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الى دمشق حيث التقت وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اكد لها التزام بلده التعاون مع البعثة، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وتقوم آموس بهذه الزيارة في محاولة لتامين وصول المساعدات الانسانية “من دون معوقات” الى المناطق المنكوبة، بحسب ما اعلنت الاثنين.
ميدانياً ايضاً، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في منتصف اذار/ مارس بلغ 8458 شخصا بينهم 6195 مدنيا.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان انه “رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متجهة الى مدينة سراقب” في محافظة ادلب (شمال غرب)، و”أرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة أدلب”. وتضم مناطق محافظة ادلب، لا سيما جبل الزاوية، اكبر تجمع للمنشقين عن الجيش النظامي.وكانت قوات النظام شددت بعد سقوط حي بابا عمرو في حمص الخميس الماضي الضغط على عدد من المناطق التي تعتبر معاقل للمنشقين والناشطين المناهضين للنظام.
وتوقف المجلس الوطني عند استمرار القصف على معرة النعمان في ادلب التي “سقط فيها العديد من الشهداء”، بحسب البيان.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية شنت حملة مداهمات في بلدة كفر نبل في ادلب اصيب خلالها سبعة مواطنين بجراح اثر اطلاق نار.
وطالب المجلس الوطني “المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الأصعدة كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء”، مشيرا الى ان حمص تحولت الى “مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية”.
كما طالب “الثوار” في دمشق وحلب وحماه “بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في أدلب”.
وفي دمشق، انتشرت القوات النظامية السورية صباح الاربعاء في حي القابون ونفذت حملة اعتقالات، واقتحمت قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة ودبابات بلدة قارة فيما سمعت اصوات انفجارات في محيط مدينة يبرود في ريف دمشق، وفقا للمرصد.
وذكرت شبكة شام الاخبارية على صفحتها على موقع “فايسبوك” ان اهالي مدينة يبرود في ريف دمشق “استيقظوا على اصوات الرصاص وقصف الدبابات ومحاصرة جميع مداخل المدينة”. وقالت ان الحصار مستمر على مدينة رنكوس في ريف دمشق، مشيرة الى “انتشار حواجز ودبابات على المفارق والطرق العامة واعتقالات عشوائية”.
وفي مدينة حلب (شمال) التي تشهد اخيرا تصاعدا في الحركة الاحتجاجية المعارضة، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان قوات الامن “نفذت فجر الاربعاء حملة اعتقالات في الاحياء الساخنة التي تخرج فيها تظاهرات معارضة، واعتقلت عددا كبيرة من الاشخاص”. واعتبر الحلبي ان هذه الاعتقالات تهدف الى “ضبط الحراك المتصاعد في المدينة”.
واوضح المرصد السوري ان هذه الاعتقالات استهدفت “احياء المرجة والفردوس والميسر التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام”، مشيرا الى ان الحملة “اسفرت عن اعتقال 37 مواطناً”.
ولا يزال الصليب الاحمر الدولي ينتظر السماح له بدخول حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي سقط الخميس الماضي في ايدي قوات النظام.
وعبر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن اعتقاده بان قوات النظام “تريد اخفاء اشياء على الارجح عن الصليب الاحمر، لذلك تواصل عمليات التمشيط والتنظيف قبل السماح له بالدخول”.
سياسيا، نقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات عن السفير الصيني السابق لدى سوريا لي هواشين انه يبذل “جهودا دبلوماسية كممثل لوزير الخارجية من اجل الوصول الى حل سياسي لموضوع سوريا”.
وقالت الصحيفة ان لي الذي يزور سوريا، سيجري مباحثات مع قيادات من معارضة الداخل منها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي بقيادة حسن عبد العظيم وتيار بناء الدولة السورية الذي يرئسه لؤي حسين والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بقيادة قدري جميل.
وبعدما اعربت دول مثل قطر والسعودية عن تأييدها لتسليح الجيش السوري الحر، حذر وزير الخارجية المصري محمد عمرو الاربعاء من ان تسليح المعارضة “سيفضي الى تصعيد الصراع العسكري واشعال حرب اهلية في سوريا”. والثلاثاء حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من مخاطر اللجوء الى الخيار العسكري في ايران وسوريا، متهما خصومه الجمهوريين بالتعامل بخفة مع هذه المسألة عبر الدعوة الى التدخل العسكري في هذين البلدين.
وقال اوباما “ان ما يحدث في سوريا مؤلم وشائن، وشاهدنا المجتمع الدولي يحشد قواه ضد نظام الاسد”، مضيفا “اعتقد انه سيكون من الخطأ، كما يدعو البعض، القيام بعمل عسكري منفرد او الاعتقاد بان هناك حلا بسيطا” للوضع في سوريا.
في باريس، اعلن متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الفرنسية “اير فرانس” الاربعاء ان الشركة قررت “تعليق رحلاتها الى دمشق الى اشعار آخر بسبب الوضع في سوريا”.