عاد الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي إلى «نبش الماضي الاستعماري لفرنسا» في حركة لافتة، بحثاً عن أصوات «الأقدام السوداء»، وهم الفرنسيون الذين استوطنوا الجزائر لمدة ١٢ عقداً ونيف قبل أن يخرجوا مع فلول الجيش الفرنسي بعد اندحاره في أعقاب انتصار الثورة وتحقيق الاستقلال. ومن المعروف أن «قدماء الجزائر»، كما يطلق عليهم بعض الأحيان، يصوتون بشكل مكثف لليمين المتطرف، وغالبيتهم متواجدة في جنوب فرنسا حول مدينة «نيس» (Nice) وطولون (Toulon) ومارسيليا (Marseille) ولهذا اختار ساركوزي مناسبة مقابلة صحافية مع صحيفة «نيس ماتان» (Nice Matin) ليطلب منهم عدم التصويت لصالح الجبهة الوطنية.
وقال ساكوزي، في المقابلة الطويلة، «لقد جئت إلى مدينة نيس قبل أيام قليلة من الذكرى الخمسين لاتفاقيات «إيفيان» (Evian) التي وضعت حداً نهائياً لسبع سنوات من النزاع بين الجزائر وفرنسا». وأكد مجدداً رفض فرنسا تقديم الاعتذار للجزائر بسبب الحرب وهو ما يتوافق مع مطالب «الأقدام السوداء»، موضحا أن العمليات العسكرية التي قامت بها فرنسا في هذا البلد، كانت «قرار الجمهورية الفرنسية وتحت إشراف حكومات شرعية وديموقراطية متعاقبة»، وأضاف «نعم كان هناك تجاوزات كبيرة من الطرفين. نعم ينبغي التنديد بها، لكن لا ينبغي لفرنسا أن تعتذر».
كما دعا ساركوزي فرنسيي الجزائر إلى عدم التصويت لصالح حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان، مؤكدا أنه يعرف جيدا مشاكلهم ومعاناتهم الماضية والحاضرة، وموضحا أن التصويت لصالح هذا الحزب لن يؤدي إلى نتائج إيجابية
ولكن ساركوزي توجه أيضاً إلى جماعة «الحركي»، وهم الجزائريون الذين خدموا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير ويعيشون في جنوب فرنسا أيضاً ويصوتون أيضاً لصالح الجبهة الوطنية رغم أنهم يعانون من عنصرية اليمين المتطرف مثلهم مثل كل ذوي الأصول العربية. وقال لهم إن الجبهة الوطنية التي ترشح مارين لوبان «لن تحميهم من الأزمة ولن تخلق لهم فرص عمل جديدة»
وتطرق نيكولا ساركوزي إلى أوضاعهم ووصفها بالصعبة. فقال «طبعا الحركى وفرنسيو الجزائر وقعوا ضحايا هذه الفترة من التاريخ، لكن يجب أن لا ننسى أن الجزائريين الآخريين عانوا هم أيضا من هذه الحرب»، في محاولة للتخفيف من وقع أقواله على الجزائريين المجنسين فرنسيين والذين بينهم وبين الحركيين «ما صنعه الحداد». وأضاف «إن الحرب بين الجزائر وفرنسا جزء من تاريخنا المشترك ولا يمكن لأحد أن يمحيه». واعتبر أن هاتين الفئتين وقعتا ضحية نهاية الاستعمار وينبغي أخذ معاناتهما بعين الاعتبار.
وفي عودة إلى الوعود التي كان ساركوزي قد قطعها لهاتين الفئتين من الشعب الفرنسي، في خطاب ألقاه في مدينة تولون إبان الحملة الماضية عام ٢٠٠٧، ومنها اعتراف الدولة الفرنسية رسميا بمعاناتهم إبان الحرب، انتقد ساركوزي السياسات السابقة تجاه الحركيين والمهاجرين سوياً. وقال «لقد وضعناهم – الحركى وفرنسيي الجزائر- في أحياء شعبية وطلبنا منهم أن يصمتوا ولا يتحدثوا عن ظروفهم الاجتماعية والمعيشية ولا عن ذكرياتهم, لذا أنا هنا لأقول لهم أن تاريخهم هو جزء من تاريخ بلادنا وعلينا احترام ذاكرتهم».
وبالطبع لم يستطع الرئيس المنتهية ولايته إلا أن يغرق حديثه بجدلية مبهمة فتساءل: «ما هي مسؤولية فرنسا؟ هل لكونها كانت في السابق دولة استعمارية أم لكونها اختارت أن تنهي الحقبة الاستعمارية في الجزائر مثل غيرها من القوى الاستعمارية الأخرى في العالم». وأضاف ساركوزي: «لا يمكن أن نتهم فرنسا بجميع الذنوب، فهي تعترف فقط بتاريخها, لا أقل ولا أكثر».
آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «إل إهتش تو» (LH-2) لحساب موقع «ياهوو» (YAHOO)
فرانسوا هولاند:30.5 ٪ (تقدم نقطتين بالنسبة لنفس المؤسسة)
نيكولا ساركوزي: 23 ٪ (تراجع نقطتين بالنسبة لنفس المؤسسة)
مارين لوبن: 15 ٪
فرانسوا بايرو: 15 ٪ حزب «موديم» وسط (تقدم نقطتين بالنسبة لنفس المؤسسة)
لوك ميلانشون: 8.5 ٪ الجبهة الشيوعية (تقدم نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
إيفا جولي 4.5٪ الخضر (تقدم نصف نقطة بالنسبة لنفس لمؤسسة)
دومينك دو فيلبان 1 ٪ الجمهورية المتضامنة (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
فيليب بوتو 0.5 ٪ حزب الصيادين (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
كورين لوباج 0.5 ٪ (كاب 21) بيئة يمين (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
نيكولا دوبون أينيان 1٪ «قف للجمهورية» ديغولي (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ58٪ مقابل 42٪ لساركوزي (ثلاث نقاط لصالح هولاند )