غزة ــ سناء كمال
يتابع سكان قطاع غزة المسيرات التي تجوب المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، التي خرجت لتؤيد التوجه الفلسطيني للمطالبة بالدولة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، بحسرة شديدة نظراَ لمنع الحكومة المقالة، التي تديرها حركة “حماس”، أي فعاليات شعبية جماهيرية في القطاع.
إلا أن الفلسطينيين يحاولون كسر حاجز الصمت الذي فرضته “حماس”، بتنفيذ فعاليات نوعية على الأرض، حيث خرج مئات المواطنين الأربعاء إلى مقر الأمم المتحدة في غزة، يطالبون ممثليها الضغط على حكومتهم للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وقالت أم محمد عمار، إحدى المشاركات في الاعتصام، “لم أستطع أن أشاهد أخواني في الضفة والمدن العربية، وهم يخرجون إلى الشوارع ويطالبون العالم بنيل حقوقنا جميعا، دون أن أطالب أنا أيضاً بهذا الحق”، داعية حكومة “حماس” إلى عدم منع المواطنين من التعبير عن حقهم، وأنه على الفلسطينيين جميعاً التوحد ضد إسرائيل وأميركا.
وفي السياق، أعلن مخاتير ووجهاء قطاع غزة تأييدهم الكامل للرئيس محمود عباس في توجهه إلى الأمم المتحدة، مشددين على ضرورة الاجماع الوطني الكامل وراء هذه المعركة الدبلوماسية التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية. وأصدروا بيان تأييد ومبايعة للرئيس، خلال لقاء نظمته الحملة الوطنية “فلسطين الدولة: 194″، في مقرها بمدينة غزة.
وافتتح اللقاء الكاتب والباحث محمد حجازي، أكد فيه أن النضال الفلسطيني يتوج الآن من خلال معركته الدبلوماسية الشرسة التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى ترسيم الدولة الفلسطينية دولياً. وقال: “أمريكا متضررة من القرار لأنها تريد أن تبقى الراعي الوحيد لعمليات التفاوض غير النزيهة مع إسرائيل، وتبقى حليفة لإسرائيل للتستر على جرائمها بحق شعبنا، وكذلك الحال بالنسبة لإسرائيل لأن إقامة الدولة تقربنا جميعاً من نيل حقوقنا الوطنية التي طالما قدمنا الشهداء والجرحى والأسرى للحصول عليها”. ودعا كافة الفلسطينيين إلى الاصطفاف موحدين ومؤيدين لإقامة الدولة، منوها إلى أن عباس حصل على التفويض الكامل من الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل عندما أعطى القيادة مهلة عام لنيل الاعتراف بالدولة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، في خطابه بالقاهرة بعد التوقيع على المصالحة.
من جانبه، شدد أحمد أبو هولي، عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح، على ضرورة التحرك الجماهيري للمطالبة بإنهاء الانقسام، وإعادة اللحمة الوطنية. وقال: “اليوم نحن أمام مفصل تاريخي، علينا أن نواجه كافة الخيارات متحدين لا منقسمين، ولنثبت للعالم أننا شعب يستحق الحياة”.