5 شهداء في غزة… وضغوط لوقف النار
تواصل إسرائيل شن غاراتها الصاروخية على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي في حين ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن حكومة إسرائيل تتعرض لضغوط دولية متزايدة تطالبها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأشارت إلى تقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي تفيد أن جولة التصعيد الحالية ستتوقف في منتصف الأسبوع الحالي.
وكان استشهد الاثنين، الفتى نايف شعبان قرموط (15 عاما)، وأصيب أربعة آخرون، بينهم الفتى تامر نبيل عزام (15 عاما)، في غارة جديدة على منطقة السودانية شمال غرب بيت لاهيا شمال القطاع، وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ بدء التصعيد إلى 21 شهيدا، وأكثر من ستين جريحا بينهم حالات حرجة جدا.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن من بين الجرحى حالتين في وضع حرج جدا مما اضطر الطواقم لتحويلهما إلى مستشفى الشفاء الطبي بغزة واستقبال الآخرين في مشفى كمال عدوان في جباليا.
وفي وقت سابق استشهد مقاومان من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، وأصيب عدد آخر في سلسلة غارات شنتها الطائرات الاسرائيلية صباح الاثنين تركزت في جنوب القطاع صباحا وفي مدينة غزة والشمال فجرا.
وكانت الطائرات أغارت على دراجة نارية في الساعة السابعة صباحاً، في القرارة، ما أدى إلى استشهاد المقاوم رأفت جواد أبو عيد (24 عاما) من سرايا القدس، وأصابة اثنين من رفاقه وإمرأة كانت تمر في المكان.
وفجرا أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المواطن حمادة سلمان ابو مطلق (24 عاما) المنتمي لسرايا القدس، في قصف استهدفه قرب مسجد في قرية عبسان شرق خان يونس جنوب القطاع، وإصابة ثلاثة مواطنين آخرين.
من جانبها واصلت الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها سرايا القدس، قصف المواقع والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع ردا على التصعيد الإسرائيلي.
واعترفت اسرائيل بسقوط 11 صاروخا ليل الأحد وفجر الاثنين على المدن والبلدات الإسرائيلية جنوب إسرائيل، حيث تجدد القصف الصروخي بعد هدوء حذر استمر لساعات لافساح المجال للتهدئة.
وقالت مصادر إسرائيلية “إنه تم استهداف مدينة بئر السبع بصاروخي جراد أحدهما انفجر في منطقة مفتوحة دون أن يتسبب بأضرار أو إصابات، في حين استطاعت منظومة “القبة الحديدية” اعتراض الصاروخ الثاني”.
وأوضحت أنه سبق ذلك إطلاق 9 صواريخ على بلدات اسرائيلية أثناء الليل، وانفجر أحد هذه الصواريخ بالقرب من روضة للأطفال في بلدة في منطقة “اشكول”، وتسبب في حدوث اضرار لبعض المباني والسيارات على حافة الشوارع، من دون تعرض أحد للإصابة كون الروضة كانت خالية.
وفي ما يخص الاتصالات الدولية لوقف النار، قالت صحيفة “هآرتس” إن الجيش الإسرائيلي أوصى أمام القيادة السياسية “بتشديد الغارات الجوية لكن يتعين على الحكومة أن تأخذ بالحسبان أيضا الضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار”.
لكن احتمالات وقف إطلاق النار مشروطة، بحسب التقارير الإسرائيلية، بعدم سقوط جرحى أو قتلى إسرائيليين جراء إطلاق صواريخ فلسطينية من القطاع، وألا يدفع إحباط الجهاد الإسلامي بسبب عدم تحقيقه إنجازات خلال الجولة الحالية إلى إطلاق صواريخ باتجاه وسط إسرائيل.
من جانبها رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “إسرائيل موجودة اليوم في أكثر وضع مريح بالنسبة لها من أجل إنهاء المواجهة الحالية ضد الجهاد الإسلامي في غزة، وإذا لم تكن لديها أهدافا بعيدة المدى، مثل ضرب البنية التحتية للجهاد أو إسقاط حماس عن الحكم، وهي ليس لديها أهدافا كهذه حاليا، فإنه من الأفضل أن تخمد النيران بأقرب وقت”.
وشددت الصحيفة على أن “يوما أو يومين آخرين من القتال لن يحققوا نتائج أفضل، فحتى اليوم أظهرت إسرائيل تفوقاً عسكرياً واضحاً بمواجهة الإرهاب الصاروخي، ويرون ذلك في حماس والجهاد الإسلامي وفي حزب الله أيضا، لكن هذا الإنجاز قد يختفي في أية لحظة في حال تسرب صاروخ من الرادار وسقط على مبنى مأهول في إسرائيل”.
وأضافت الصحيفة أن القتال ما زال محدودا لأن حماس لا تشارك فيه حتى الآن، ولأن “ترسانة الصواريخ” التي بحوزة الجهاد الإسلامي تعادل 20% من كمية الصواريخ التي بحوزة حماس، إضافة إلى أن نوعية هذه الصواريخ متدنية أكثر ودقتها أقل من تلك التي بحوزة حماس، وفي حال دخول حماس إلى المواجهة فإن “هذه ستكون حربا مختلفة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه توجد لدى إسرائيل قضايا أمنية – سياسية أكبر بكثير من الإنشغال بالجهاد الإسلامي، وأن أي تدهور قد يصرف الأنظار في إسرائيل والعالم عن القضية المركزية وهي إيران.
وحذرت من أن كل يوم يمر قد يؤدي إلى تورط لا حاجة له، واعتبرت أن الجيش الإسرائيلي بدأ أمس بملاءمة وتيرة عملياته الهجومية مع انخفاض وتيرة إطلاق الصواريخ من القطاع.
وأشارت الصحيفتان إلى أنه في حال وقف إطلاق النار، فإن الفصائل الفلسطينية في القطاع وخصوصا الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية، ستدرس جولة التصعيد الحالية وتستخلص النتائج منها استعدادا لجولة التصعيد المقبلة التي ستكون أشد من الجولة الحالية، وليس مستبعدا أن يتم إدخال مناطق إسرائيلية أخرى إلى مرمى الصواريخ الفلسطينية.