باريس- بسّام الطيارة
نفى وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، من نيويورك وجود مرتزقة في ليبيا، رداً على إعلان قوات القذافي الإمساك بسبع عشرة منهم، «معظمهم من الفرنسيين». بالطبع إجابة جوبيه تأتي في سياق «عدم التصريح عن الأعمال العسكرية للأجهزة السرية»، كما قال لـ «أخباربووم» ديبلوماسي مطلع على ملف هذه «المنطقة الحساسة على الحدود الجنوبية لأوروبا». ويتجاوز هذا الخبير مسألة «الكوماندوس» في الصحراء الليبية ليشدد على خطورة الوضع هناك بسبب «وتيرة عمل وتحرك منظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ويشير إلى أنه «من الضروري وضع اليد على مخازن الأسلحة الليبية» قبل أن يستدرك بأن «قوات المجلس الوطني قادرة على ذلك».
إلا أن «خبيراً عسكرياً ممن عملوا في المنطقة» يناقض ما يقوله الدبلوماسي ويؤكد بأن «المجلس الوطني المؤقت غير قادر البتة» على حصر ومراقبة وضبط مسألة مخازن السلاح «الذي باتت كمنجم مفتوح يغرف منها من يشاء»،وأنه«من الضروري إرسال فرق عسكرية غربية» لمنع منظمة القاعدة من الاستيلاء إما بالقوة أو بالحيلة وبواسطة المال على كميات كبيرة من الأسلحة الحساسة والمتطورة.
وعلم موقع «أخبار بووم» بأن باريس ولندن وواشنطن قد قامت بتأليف «هيئة عسكرية مصغرة» لمتابعة مسألة مخازن السلاح. وحسب تفاصيل متسربة فإن الاهتمام الأول ينصب على معرفة مصير «٤٨٠ صاروخ أرض جو من طرازSA-24 روسية الصنع»، التي اختفت من مخازن الكتيبة ٣٢ التي كان يقودها أحد أولاد القذافي. وخطورة هذه الصواريخ أنها تستطيع إصابة الطائرات على علو منخفض بدقة متناهية، وفي حال سقوطها في أيدي عناصر القاعدة «يمكن القول وداعاً لمطاردة أفرادها بواسطة طائرات الهليكوبتر» حسب تعبير الخبير العسكري، الذي وصف تدفق الأسلحة بعد سقوط القذافي بالإشارة إلى أن المنطقة «مصابة بتخمة»، إلا أن الصواريخ هي الهاجس الأول.
يضاف هاجس آخر هو اختفاء ١١ طناً من غاز الخردل كان القذافي يحتفظ بها وأطنان من مواد السيمتكس التي تبعثر في الطبيعة، علماً بأن القوات النيجيرية قد «صادرت بضع مئات الكيلوغرامات» على حدودها مع ليبيا من السيارات العابرة.
ويتفق الخبير مع المتابعين على أن «معركة الصحراء سوف تبدأ ما أن ينتهي القتال مع فلول القذافي» وأن يلتحق الأفراد الذين يخافون من انتقام قوات الثورة بقوات القاعدة. ما يمكن أن يؤكد توقعات عدد من المحللين في أن تكون الصحراء الكبرى «أفغانستان ثانية» مع كل ما يشكل العنف فيها من زعزعة لاستقرار الدول المحيطة بها.