عودة للاستقالة ؟
في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلنت السلطات اليمنية عن عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن مع بزوغ فجر اليوم الجمعة، بعد مضي قرابة الثلاثة أشهر ونيف على مغادرته إليها لتلقي العلاج نتيجة الانفجار الذي تعرضه له مسجد دار الرئاسة في حزيران الماضي. وعلى الرغم من أن التلفزيون اليمني الرسمي لم يبث صور وصول صالح بما يؤكد بالفعل وصوله، أشارت معلومات إلى أن الأخير سيلتقي بأعضاء حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لاتخاذ قرارات مصيرية، فيما تحدث قناة “العربية” عن “معلومات غير مؤكدة عن احتمال توجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بخطاب تنحي”، قبل أن ينفي نائب وزير الاعلام اليمني، عبده الجندي، أن يكون لدى صالح أي نية في التنحي اليوم. وتطرح عودة صالح تساؤلات حول الاتفاق الذي عقده صالح مع السعودية، وأتاح له العودة إلى اليمن على الرغم من المخاطر التي قد تتسبب بها عودته ومن بينها اندلاع الحرب الأهلية. اذ إن عودة صالح، الذي التقى يوم الاثنين الماضي الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، تأتي بالتزامن مع توسع رقعة المعارك بين القوات الموالية للنظام والقوات المناهضة له في صنعاء، وسقوط يومي للقتلى. كما تتزامن مع فشل جهود الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، الذي اضطر قبل أيام لمغادرة صنعاء خالي الوفاض نتيجة رفض الحزب الحاكم المضي قدماً في تنفيذ المبادرة الخليجية واصرار طيف واسع من المعارضة على مقاطعة زيارته لاعتقاده بعدم وجود أي جدوى وفقدانها الأمل بتحقيق أي تقدم على صعيد نقل السلطة. وفي ظل غياب اي رد فعل من المعارضة اليمنية حتى اللحظة على عودة صالح، يستعد المحتجون اليمنيون لاحياء “جمعة الثابت” على وقع تحدي جديد، يعيد تحديد بوصلة الاحتجاجات باتجاه اسقاط رأس النظام وليس بقاياه.