بيان الرباعية لاحتواء طلب «الدولة الفلسطينية»
كان اليوم الفلسطيني في الأمم المتحدة، الجمعة، حافلاً، فبعد خطاب الرئيس محمود عباس وتقديمه طلب انضمام فلسطين إلى المنظمة الدولية، سارعت اللجنة الرباعية الدولية إلى إصدار بيان يطالب بالعودة إلى المفاوضات من دون شروط، مع جدول زمني لا بتعدى نهاية العام 2012، ما يطرح تساءلات حول مصير الطلب الفلسطيني، في ظل التعديل في الموقف الروسي خصوصاً، المشارك في بيان الرباعية.
وأصدرت اللجنة الرباعية، بعد اجتماع في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة،بيانا ينطوي على إجهاض لكل المبادرة الفلسطينية والعودة بالقضية إلى طاولة المفاوضات. وناشدت الرباعية بشكل عاجل كافة الأطراف لكي تذلل العقبات القائمة «وتستأنف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الثنائية المباشرة دون إبطاء أو شروط مسبقة». لكنها «تقبلت أن الإجتماع في حد ذاته لن يعيد بناء الثقة الضرورية لكي تكلل المفاوضات بالنجاح»، لذلك إقترحت اللجنة عقد لقاء تحضيري بين الطرفين خلال شهر من أجل الإتفاق على جدول عمل وأسلوب المضي في التفاوض، على أن يتضمن الاجتماع إلتزاماً من الطرفين بأن أهداف أي مفاوضات يبقى بلوغ إتفاق ضمن إطار زمني متفق عليه من كلا الجانبين على ألا يمتد لما بعد نهاية عام 2012. وتوقعت اللجنة من الطرفين أن يتقدما بـ «اقتراحات شاملة خلال 3 أشهر حول الأراضي والأمن وأن يحرزا تقدما ملموسا خلال ستة أشهر».
ويأتي بيان الرباعية بعد خطاب الرئيس الفلسطيني، الذي كان نجم الجمعية العامة أمس، حيث أعلن تقديم طلب العضوية إلى الأمم المتحدة، معلناً أن “ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال، قد دقت».
وقال عباس قال إنه “بعد 63 عاماً من عذابات النكبة المستمرة.. كفى”، وآن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، حان الوقت أن تنتهي معاناة ومحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، وأن ينتهي تشريدهم وأن ينالوا حقوقهم، ومنهم من أجبر على اللجوء أكثر من مرة في أماكن مختلفة من العالم.
وتوجه للعالم قائلاً إن “جوهر الأزمة في منطقتنا بالغ البساطة والوضوح، وهو: إما أن هناك من يعتقد أننا شعب فائض عن الحاجة في الشرق الأوسط، وإما أن هناك في الحقيقة دولة ناقصة ينبغي المسارعة إلى إقامتها”.
وطلب عباس من الأمين العام للأمم المتحدة، بعيد تسليمه طلب انضمام دولة فلسطين إلى المنظمة الأممية، العمل السريع “لطرح مطلبنا أمام مجلس الأمن”، كما طلب من أعضاء المجلس التصويت لصالح عضويتنا الكاملة، داعيا الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين أن تعلن اعترافها.
وأضاف “في ظل غياب العدل المطلق فقد اعتمدنا طريق العدل النسبي، العدل الممكن والقادر على تصحيح جانب من الظلم التاريخي الفادح الذي ارتكب بحق شعبنا، فصادقنا على إقامة دولة فلسطين فوق 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية، أي فوق كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967”.
ونبه عباس من شروط جديدةٍ تطرحها إسرائيل واصفا إياها بـ «شروط كفيلة بتحويل الصراع المحتدم في منطقتنا الملتهبة إلى صراع ديني والى تهديد مستقبل مليون ونصف المليون فلسطيني من مواطني إسرائيل، وهو أمر نرفضه ويستحيل أن نقبل الانسياق إليه».
وشدد ابو مازن على تمسك منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بنبذ العنف ورفض وإدانة جميع أشكال الإرهاب، وخاصة إرهاب الدولة، والتمسك بجميع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل، والتمسك بخيار التفاوض للتوصل إلى حل دائم للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية، معلنا استعداد المنظمة للعودة على الفور إلى طاولة المفاوضات، وفق مرجعية معتمدة تتوافق والشرعية الدولية، ووقف شامل للاستيطان. كما أكد بأن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلي ولسياسات الاستيطان والأبرتهايد وبناء جدار الفصل العنصري، وهو يحظى في مقاومته المتوافقة مع القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية بدعم نشطاء السلام المتضامنين من إسرائيل ومن مختلف دول العالم مقدماً بذلك نموذجاً مبهراً وملهماً وشجاعاً لقوة الشعب الأعزل إلا من حلمه وشجاعته وأمله وهتافاته في مواجهة الرصاص والمدرعات وقنابل الغاز والجرافات.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاطب هو الآخر الأمم المتحدة، معتمداً على سياسة الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع، فتحدث عن انهيار السلطة الفلسطينية في يوم واحد إبان الاقتتال الداخلي بين فتح وحماس في قطاع غزة.
وراجع نتنياهو كلمات الرئيس عباس مكرراً ما قاله عن تسلح الشعب الفلسطيني بالأمل، لكن أضاف بأن الفلسطينيين مسلحين بعشرة آلاف صاروخ من نوع جراد وصلت من إيران. كما هاجم الأمم المتحدة وقراراتها الكثيرة ضد إسرائيل، مطالباً إياهم برفض المطلب الفلسطيني، لأنه يرى أن لا سلام يأتي من الأمم المتحدة، وإنما عبر المفاوضات والمفاوضات فقط.
ميدانياً، استشهد المواطن عصام كمال حسن، في منتصف الثلاثينات من عمره، خلال هجوم شنه المستوطنون وجيش الاحتلال على قرية قصرة في ريف نابلس شمال الضفة الغربية. المواجهات اندلعت عندما هاجم المستوطنون القرية وقاموا باقتحام الحقول وبدأوا بتقطيع الأشجار، حيث أصيب خلال المواجهات ستة مواطنين برصاص قوات الاحتلال، إضافة إلى إصابة العشرات بحالات اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع. يذكر أن الشهيد حسن، متزوج ولديه سبعة أطفال، أربعة أولاد بنات ثلاث.
كما احتشد مساءً مئات الآلاف من الفلسطينيين في الساحات والميادين العامة، حيث نصبت شاشات عرض كبيرة لنقل خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة المتحدة، حيث نظمت المهرجانات الخطابية، والأغاني الوطنية، وفرق الدبكة، التي استمرت حتى بعد خطاب الرئيس، احتفالاً بتقديم طلب فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.