في كتاب جديد شغل الأوساط الثقافية والاعلامية البريطانية، تقول الليدي كولين كامبل- المتخصصة في شؤون الارستقراطيين، إن والدة اليزابيث بوز- ليون، المعروفة فقط بـ«الملكة الأم» وهي والدة الملكة اليزابيث الثانية الحالية، طبّاخة فرنسية أنجبت أيضا شقيقها ديفيد.
وبعدما قيل الكثير عن أفراد العائلة المالكة البريطانية، سلوكاً ونشازاً ومغامرات طائشة وفضائح مالية وجنسية وغيرها، ها هو الكتاب الجديد- «الملكة الأم: القصة غير المرويّة لأليزابيث بوز – ليون التي صارت الملكة اليزابيث الملكة الأم»- يلفت النظر بشكل خاص وربما أدى الى صدمة عميقة في أروقة أشهر الأسر في العالم.
تفجر الكاتبة، التي كانت أول من رفع النقاب عن حياة الأميرة ديانا المعذبة في كنف زوجها الأمير تشارلز، بكتابها «دايانا في حياتها الخاصة» (1992)، قنبلة تاجية جديدة بزعمها أن سرا رهيبا ظل يغلّف حياة والدة الملكة الحالية اليزابيث الثانية، الملكة اليزابيث الأم (1900 – 2002)، وهو أنها لم تولد في الواقع لأمها سيسيليا وإنما لطباخة فرنسية حسناء اسمها مارغريت روديير كانت تعمل للأسرة. وتقول إن السبب في هذا هو أن سيسيليا، التي أنجبت ثمانية أبناء قبل ميلاد اليزابيث، صارت عاقراً- يقال بسبب حزنها الطاحن على ممات ابنها الكبرى فايوليت. فأُجبر والدها كلود بوز- ليون، ايرل ستراثمور والمملكة الرابع عشر، على اتخاذ الطباخة الفرنسية أما «بديلة» أنجبت له ايضا شقيقها ديفيد الذي وُلد بعدها بعامين في 1902.
وتلفت كامبل الأنظار الى أن اسم الملكة الأم التعميدي هو «اليزابيث انجيلا مارغريت بوز- ليون» مشيرة الى أن تهجئة الاسم Marguerite فرنسية (مقابل الانغلوساكسونية وهي Margaret) ولم يتم اختيارها اعتباطا وإنما إكراما لوالدتها الحقيقية- الفرنسية- مارغريت روديير.
وتشير الكاتبة، ضمن أشياء أخرى، الى أن أن اليزابيث كانت تكنى «كوكي» Cookie المشتق من كلمة cook (الطباخ / الطباخة) نسبة الى والدتها. وكان من ألصق بها هذا اللقب دوق ويندسور (عمها الأمير إدوارد الذي تنازل عن العرش- سعيا لزواجه الشهير من المطلقة الأميركية واليس سيمبسون- لأخيه ووالدها الأمير الأمير ألبرت الذي صار الملك جورج السادس).
ويأتي كل هذا في كتاب كامبل «الملكة الأم: القصة غير المرويّة لأليزابيث بوز – ليون التي صارت الملكة اليزابيث الملكة الأم» الذي ستنشره دار «سنت مارتنز برس» الشهر المقبل. ووفقا لصحيفة «ديلي ميل» فإن هذا الكتاب يأتي في أسوأ وقت بالنسبة لابنتها الملكة اليزابيث الثانية التي أحيت يوم الجمعة الذكرى العاشرة لوفاة والدتها في 30 مارس/ اذار 2002 بقداس كنسي في قلعة ويندسور.
وبحسب الصحيفة، انهالت على الفور الانتقادات الغاضبة على هذا الكتاب من جانب حرّاس المؤسسة وخبراء الشؤون الملكية. فقال الكاتب والمؤرخ هيوغو فيكتور: «اعتقد أن التوقيت الذي اختارته كولين كامبل لترويج أكاذيبها يرقى الى مقام الإساءة السافرة. ونحن على علم بأنها ظلت تروّج لها في مجالسها الخاصة منذ زمن، لكن كل هذا محض هراء. فقط انظر الى الشبه الصارخ بين صورتي اليزابيث بوز- ليون (الملكة الأم) ووالدتها سيسيليا».
ورغم الاختلاف الكبير وسط مؤرخي العائلة المالكة على تاريخ ومكان ميلاد الملكة الأم بالضبط- وهو اختلاف يعزز الآن مزاعم كامبل على نحو ما- فقد قال مايكل ثورنتون، وهو أحد مؤرخي البلاط: «اعتقد أن كامبل لم تجد شيئا جديدا يكتب عن الملكة الأم فاختلقت قصة الأم الفرنسية هذه. للأسف فلا نستطيع التأكد من هذه المزاعم بدون فحص للحمض النووي لكليهما. هل بوسع كامبل توفير هذا؟ واعتقد ان من المؤسف ان تختار هذه الكاتبة عام اليوبيل الماسي للملكة للخروج بكل هذا».
لكن مزاعم كامبل نفسها ليست الأولى التي تلقي بظلال من الشك حول هوية الملكة الأم الحقيقية (بالإضافة الى تشتت المؤرخين في مسألة تاريخ ولادتها ومكانه بالضبط). ففي 1997 زعمت كاتبة اميركية هي كيتي كيلي في كتاب شهير لها بعنوان «الملكيون» أن سيسليا ليست والدتها الحقيقية وإنما هي ابنة سفاح من خادمة ويلزية كانت تعمل في بلاط والدها كلود بوز- ليون. وأضافت أن شقيقها ديفيد أيضا ابن لهذه الخادمة.