١٧ يوماً قبل الإليزيه: حمل ساركوزي «سلم الأمن» بالعرض لا يفيد
باريس – بسّام الطيارة
بدأت التهم تنهال على الرئيس نيكولا ساركوزي المنتهية ولايته والمرشح لولاية ثانية بتدبير حملة الاعتقالات في الاوساط الاسلامية المتشددة لرفع شعبيته وإعطاء زخم جديد لحملته، وهو نفس التكتيك الذي استعمله في عام ٢٠٠٧ وساهم بسحب أصوات اليمين المتطرف. وقد حظيت حملة الاعتقالات بتغطية إعلامية واسعة.
وجرت صباح أمس حملة اعتقالات جديدة في الاوساط الاسلامية وهي الثانية منذ قضية محمد مراح التي راح ضحيتها عسكريون واطفال يهود وحاخام في منطقة تولوز (جنوب غرب). ولم يتردد ساركوزي من إجراء مقارنة بين الصدمة التي أأثارها اغتيال هؤلاء الضحايا السبع في فرنسا وبين احداث ١١ أيلول/سبتمبر ٢٠٠١ في نيويورك في الولايات المتحدة معلنا انه «لن يتسامح على الاطلاق حيال الاسلاميين المتطرفين الذين يرتكبون اعمال عنف».
وذكر مصدر بوليسي أن الاعتقالات الجديدة تستهدف «افرادا منعزلين تنطبق على معظمهم حالة محمد مراح النفسية» وهم ليسوا أعضاء في شبكة منظمة. وقد جرت هذه الحملات خصوصا في روبيه (شمال) ومرسيليا (جنوب).
وفي الوقت نفسه وجهت التهم الى ١٣ اسلاميا متشدداً، اوقفوا قبل أيام بتشكيل عصابة إجرامية على علاقة بمنظمة إرهابية وأودع تسعة منهم الحبس. ومن بين هؤلاء الاسلاميين زعيم جموعة سلفية صغيرة تطلق على نفسها اسم «فرسان العزة» يدعى محمد أشملان عثر لديه على اسلحة. ويشتبه في أن هذه الجماعة فكرت في خطف قاض يهودي في ليون (وسط شرق).
وفي الوقت نفسه منحت الحكومة أكبر قدر ممكن من الدعاية لعملية طرد الائمة المتشددين او رفض دخول دعاة مسلمين معروفين الى فرنسا بينهم الشيخ يوسف القرضاوي.
رهو ما دفع خصوم ساركوزي لاتهامه باستغلال هذه الاحداث سياسيا قبل أقل من ثلاث أسابيع من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في ٢٢ نيسان/ابريل بينما الجولة الثانية في ٦ ايار/مايو.
وقال مرشح الوسط فرنسوا بايرو ان «هذا النوع من الحملات البوليسية تحت اشراف قضائي لا ينبغي ان يجرى كما اعتقد بشكل دعائي وفي اطار استعراضي». واضاف ان «الامن والإخراج الاستعراضي أمران مختلفان».
من جانبه اعتبر فرنسوا هولاند المرشح الاشتراكي، الذي ما زالت استطلاعات الراي تعتبره الاوفر حظا بالفوز، انه كان «ينبغي» على الدولة «او ربما كانت تستطيع فعل المزيد قبل هذا الوقت» بدون أن يذهب الى حد اتهام ساركوزي باستغلال هذه المسالة سياسيا في خضم الحملة الانتخابية.
في المقابل قالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري “أنا مع الحزم وليس مع الاستعراض ومازلت أشعر بالصدمة لرؤية التلفزيونات هناك».
وعقد هولاند في رين (غرب) لقاء عاما يتسم برمزية كبيرة إذ اصحب فيه سيغولين رويال المرشحة الاشتراكية التي لم يحالفها الحظ امام ساركوزي في انتخابات ٢٠٠٧ وهي ايضا رفيقته السابقة وام ابنائه الاربعة. ورغم الخلافات السياسية والخاصة سيكون من شان هذا اللقاء إظهار قوة إتحاد جميع الاشتراكيين خلف فرنسوا هولاند.
ويتوقع ان يقدم المرشح الاشتراكي في هذا اللقاء أولوياته في السنة الاولى من ولايته في حال انتخابه.
وتتمثل هذه الاولويات في ٣٥ إجراء أعلنت صباح الاربعاء مثل خفض راتب الرئيس وتجميد اسعار البنزين وتعديل اصلاح التقاعد او الاصلاح الضريبي مع فرض رسوم ضريبية يمكن ان تصل الى ٧٥% على ما يتجاوز المليون يورو سنويا من عائدات.
ويسعى فرنسوا هولاند بذلك الى اعادة الحملة الى الساحة الاقتصادية في مواجهة رئيس حالي يركز حتى الان على الاهداف الامنية.
ومنذ انطلاق حملته الانتخابية اعتمد ساركوزي خطابا شديد اليمينية وخاصة بشان الهجرة أتاح له كسب نقاط في استطلاعات الراي.
وهو يقترب من مرتبة متعادلة مع فرنسوا هولاند في الجولة الاولى لكنه مازال متاخرا عنه في الجولة الثانية.
آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة « بي في أ» ( BVA) لحساب صحيفة «لوبارزيان» (Le Parisien)
فرانسوا هولاند: 28 ٪ (تراجع نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
نيكولا ساركوزي: 27 ٪ (تراجع نقطة بالنسبة لنفس المؤسس$)
لوك ميلانشون: 14 ٪ الجبهة الشيوعية (لا تغيير)
مارين لوبن: 15 ٪ (تقدم نقطتين بالنسبة لنفس المؤسسة)
فرانسوا بايرو: 11 ٪ حزب «موديم» وسط (تراجع نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
إيفا جولي 2 ٪ الخضر (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
نتالي أرتو 1 ٪ النضال العمالي (زائد نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
فيليب بوتو 1 ٪ الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية (زائد نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
نيكولا دوبون أينيان 1٪ «قف للجمهورية» ديغولي (ناقص نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
جاك شوميناد (مستقل) نصف نقطة
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند 56٪ مقابل 44٪ لساركوزي (نقطتان لصالح ساركوزي )