- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

١٠ أيام قبل الإليزيه: معركة إسقاط ساركوزي

باريس – بسّام الطيارة

تغيرت ملامح معركة الانتخابات الرئاسية وانقسم المرشحون إلى فريقين: فريق مؤلف من الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند حيسث أن واحداً منهم له حظوظ بدخول الإليزيه. والفريق الآخر الذي لا أمل له بتجاوز عتبة القصر الرئاسي، إلا أن هذا الفريق أيضاً منقسم إلى قسمين فريق يريد تسجيل موقف من خلال النسبة التي يمكن أن يحصل عليها في الدورة الأولى بحيث تمكنه من التفاوض على فتات الحكم أو إقحام طروحاته ضمن برنامج الحكم المقبل.

ويبدو هذا جليا إذ يكفي إلقاء نظرة على الاستطلاع الأخير والأرقام المعلنة التي من الصعب جداً تغييرها بشكل مؤثر في الأيام القليلة الماضية.

إلا أن يوجد مرشحان لهما أهداف تتجاوز الحملة الانتخابية وتتجاوز أيضاً المشاركة في الحكم، وهما مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف وفرانسوا بايرو مرشح الوسط.

يدرك كل منهما أنه لا أمل له في تجاوز خط الدورة الأولى، ولكن لكل منهما أمل في بناء قوة سياسية حقيقية في حقبة «ما بعد ساركوزي» في حال فشل الرئيس بالعودة إلى الحكم. وبالتالي فإن خسارة ساركوزي يمكن أن تشكل «حافزاً سياسياً» لتقوية مواقعهما في البلاد.

مارين لوبن التي عملت على «تخفيف حدة خطاب» الجبهة الوطنية تأمل في انفراط عقد حزب الرئيس أي «تجمع الأكثرية الشعبية» في حال فشله واجتذاب الجناح اليميني الذي لم يكف عن المطالبة بالتقرب من طروحاتها وهو ما يفعله ساركوزي من دون الاعتراف به عبر حديثه عن الإسلام المتطرف والمهاجرين والأمن. في المقابل فإن بايرو يطمع باستراد قوة الوسط التي هيمن عليها الحزب اليميني الكبير وضمها في عهد شيراك. 

ويفسر هذا الهجوم الذي يشنه كل من لوبن وبايرو على مرشح اليمين. ويفسر هذا أيضاً «الإغراءات المباشرة» التي تقدم لبايرو وآخرها حديث ألآن جوبيه عن «احتمال تسليمه منصب رئاسة الوزراء». وكذلك يفسر هذا الطروحات السياسية الأخيرة لساركوزي التي تذهب في اتجاه «الاغراءات غير المباشرة» للجبهة الوطنية مثل الحديث عن «إدخال النسبية في الانتخابات النيابية» أو التلويح بـ«الانسحاب من اتفاق شنغن» وهي من الطروحات التي لم يكف اليمين المتطرف عن المطالبة بها.

 السؤال هل يكفي هذا لدفع اليمين المتطرف والوسط للتصويط «كصوت واحد» لصالح ساركوزي وهو أمله الوحيد بالربح في الدورة الثانية (٢٨ + ١٦ + ١٠= ٥٤). إلا أن الانتخابات السابقة أثبتت أن مرشحي الدورة الأولى لا يمونون بقوة على أصوات ناخبيهم في الدورة الثانية من جهة، ومن جهة أخرى فإن استطلاعات الرأي تبرز انقساماً بين حزمتي الأصوات هذه، بحيث أن عدداً متزايداً ممن سوف يصوت لبايرو مستعد للتصويت لهولاند (٦٤ في المئة) وأن حوالي الـ ٦٣ في المئة من أصوات اليمني المتطرف سوف تذهب إلى الاشتراكي بهدف «إسقاط ساركوزي».

لا يعني هذا أنفرنسوا هولاند يمكنه أن ينام على حرير إذ أن تقدم مرشح الشيوعيين جان لوك ميلانشون يمكن أن يعقد عملية تقاربه من الوسط، وينفر عدد من الأصوات الوسطية داخل الحزب الشاتراكي الذي خرج منه ميلانشون قبل أقل سنتين.

في الصورة أخر استطلاع لصحيفة «باري ماتش» (Paris Match) أجرته مؤسسة إيفوب (Ifop) قبل ثلاثة أيام.

آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة « بي في أ» ( BVA) لحساب صحيفة «لوبارزيان» (Le Parisien) قبل اسبوع.

فرانسوا هولاند: 28  ٪   (تراجع نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)

نيكولا ساركوزي: 27 ٪     (تراجع نقطة بالنسبة لنفس المؤسس$)

لوك ميلانشون: 14 ٪ الجبهة الشيوعية (لا تغيير)

مارين لوبن: 15  ٪  (تقدم نقطتين بالنسبة لنفس المؤسسة)

فرانسوا بايرو: 11 ٪ حزب «موديم» وسط  (تراجع نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)

إيفا جولي 2 ٪ الخضر (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)

نتالي أرتو 1 ٪ النضال العمالي (زائد نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)

فيليب بوتو 1 ٪ حزب الصيادين  (زائد نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)

نيكولا دوبون أينيان 1٪ «قف للجمهورية» ديغولي  (ناقص نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)

جاك شوميناد (مستقل) نصف نقطة

أما في الدورة الثانية يفوز هولاند 56٪ مقابل 44٪ لساركوزي  (نقطتان لصالح ساركوزي )