طالبان تبدأ «هجوم الربيع»
قالت حركة طالبان الافغانية يوم الاحد انها بدأت «هجوم الربيع» بشن سلسلة هجمات ضد سفارات غربية في المنطقة الدبلوماسية المحصنة وعلى البرلمان في العاصمة كابول لتهتز المدينة بفعل الانفجارات العنيفة وإطلاق النار والصواريخ.
ويعتبر هذا الهجوم أحد أخطر الهجمات على العاصمة منذ أن أطاحت قوات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة بنظام طالبان عام 2001 ، ويظهر قدرة طالبان على استهداف المنطقة الدبلوماسية شديدة التحصين بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب.
وحتى ساعة متأخرة من مساء الأحد كان القتال ما زال مستمرا في اثنتين من ثلاث مناطق في العاصمة الافغانية تعرضت لهجوم طالبان من بينها منطقة قرب البرلمان واخرى قرب الحي الدبلوماسي.
وقالت الشرطة أن انفجارات شديدة وقعت وساد اطلاق النار ليلا قرب سفارات دول كبرى وصف المهاجمين بقوله “ما زالوا يقاومون في منطقتين احداهما قرب البرلمان والاخرى قرب فندق كابول ستار
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة أنباء رويترز «هذه الهجمات هي بداية هجوم الربيع وقد خططنا لها لأشهر».
وأضاف ان الهجمات تأتي ردا على حرق مصاحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الاطلسي ومقتل 17 مدنيا افغانيا اتهم جندي امريكي باطلاق النار عليهم وعلى مقطع مصور ظهر فيه جنود من مشاة البحرية الامريكية يبولون على جثث مقاتلين من طالبان.
كما ذكر متحدث باسم طالبان ان مقاتلي الحركة شنوا هجمات في اقليمين اخرين على الاقل.
وفي التفاصيل فقد اندلع قتال عنيف مرة أخرى بعد أكثر من خمس ساعات من الهجوم الاول لطالبان مع حلول الغسق على كابول ومع رفع المساجد لآذان المغرب. وقالت طالبان ان الاهداف الرئيسية كانت سفارات كل من المانيا وبريطانيا والمقر الرئيسي للقوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان.
وانضم عدد من أعضاء البرلمان الافغاني الى قوات الامن في التصدي للمهاجمين من فوق سطح بناية قرب البرلمان. ومن شأن هذه الهجمات المتزامنة ان تزيد من المخاوف مع اقتراب انسحاب القوات الاجنبية القتالية من افغانستان بحلول نهاية عام 2014.
وهزت انفجارات ضخمة المنطقة الدبلوماسية في كابول. وتصاعدت سحب الدخان الاسود من السفارات بينما سمع دوي القذائف الصاروخية. وسمع دوي اطلاق النار بكثافة من عدة اتجاهات مع محاولة القوات الافغانية صد هجوم مقاتلي طالبان.
وقالت حركة طالبان ان مقاتليها يتمركزون فوق بناية عالية في قلب العاصمة.
وقالت وزارة الداخلية الافغانية ان المعلومات المبدئية بشأن موجة الهجمات في أنحاء البلاد تشير الى مشاركة شبكة حقاني المتحالفة مع طالبان واحد أخطر الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان.
واذا صحت الانباء بشأن مشاركة شبكة حقاني فمن شأن ذلك ان يزيد من التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.
وحثت الولايات المتحدة الجيش الباكستاني اكثر من مرة على مطاردة شبكة حقاني التي يعتقد انها تتمركز في منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود بين باكستان وافغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية صديق صديقي لرويترز “ما زال الوقت مبكرا جدا للقول بذلك لكن النتائج الاولية تظهر تورط شبكة حقاني.”
وقالت طالبان في بيان ان “عشرات المقاتلين” المسلحين بالاسلحة الخفيفة والثقيلة وبعضهم يرتدي احزمة ناسفة شاركوا في الهجوم.
وقالت شرطة كابول ان ثلاثة من مقاتلي طالبان قتلوا وان اثنين ما زالا يقاومان على اطراف العاصمة.
وفي اقليم بكتيا في الشرق دمرت الانفجارات وطلقات البنادق الآلية واجهة بناية من ثلاثة طوابق احتلها المقالون الذين استخدموها في الهجوم على مقر قيادة الشرطة.
وبدا الهجوم تكرارا لاسلوب هجوم شنته الحركة في سبتمبر ايلول الماضي عندما دخل المتشددون مواقع بناء لاستخدامها مواقع لاطلاق الصواريخ والرصاص.
ووقعت هجمات يوم الاحد بعد ساعات من قيام عشرات الاسلاميين باقتحام سجن في باكستان المجاورة تحت جنح الظلام واطلقوا سراح نحو 400 مسجون من بينهم محكوم بالاعدام لمحاولة قتل الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف.
وأعلنت حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم الذي شنه متشددون مسلحون بالقذائف الصاروخية وبنادق الكلاشنيكوف.
وطالبان الباكستانية على صلة وثيقة بنظيرتها الافغانية. ويتحرك مقاتلو الحركتين عبر الحدود غير المرسمة وتتبادلات المعلومات والمأوى في المنطقة الحدودية التي وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنها “اخطر مكان في العالم.” وقالت طالبان الباكستانية في الاشهر القليلة الماضية انها ستزيد من تعاونها مع طالبان الافغانية في قتالها ضد قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة