- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قمة الأميركتين: معارضة وفضائح فيما كلينتون ترقص

في تباين مع الاستقبال الحافل الذي حظي به في قمة ٢٠٠٩ في ترينيداد وتوباغو،  واجه اوباما وقتا عصيبا خلال القمة التي عقدت على مدي يومين في كولومبيا وحضرها نحو ٣٠ رئيسا من دول الامريكتين.

فقد عارضت دول أمريكا اللاتينية بشكل لم يسبق له مثيل العقوبات الامريكية المفروضة على كوبا الامر الذي جعل الرئيس الامريكي باراك اوباما معزولا خلال قمة الامريكتين يوم الاحد وكشف عن تراجع نفوذ واشنطن في المنطقة. وتعرض اوباما لانتقادات من البرازيل ودول اخرى بسبب سياسة الولايات المتحدة النقدية ووقف موقف الدفاع بشأن مطالب باجازة المخدرات قانونا.

وللمرة الاولى أيدت الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل كولومبيا المطلب التقليدي للحكومات اليسارية بضرورة مشاركة كوبا في الاجتماع القادم لمنظمة الدول الامريكية. قال الرئيس الكولومبي سانتوس”العزلة والحظر واللامبالاة والنظر في الاتجاه الاخر كانت غير فعالة.”

وأصبح سانتوس يتحدث بصوت مرتفع بشأن كوبا رغم خلافه الايدلوجي مع هافانا. وسانتوس حليف كبير للولايات المتحدة في المنطقة ويعتمد على واشنطن في الحصول على مساعدات مالية وعسكرية لقتال المتمردين والتصدي لتجار المخدرات.

ولم يمكن هذا زعماء الدول من اصدار اعلان نهائي مع انتهاء القمة يوم الاحد بسبب موقف الولايات المتحدة وكندا من كوبا. وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي استضاف القمة “لم يصدر اي اعلان بسبب عدم التوافق.”

وحاول وصف النتائج والتبادل الصريح لوجهات النظر بانه دليل على القوة “هذا ليس اخفاقا بل على العكس.”

ولكن المصائب التي أحاقت بالوفد الأميركي طالت أيضاً قضايا أخلاقية فخلال القمة ضُبط ١٦ من افراد الامن الامريكي في قضية دعارة

وكانت القضية بمثابة ضربة كبيرة لمكانة الحراس الشخصيين لاوباما واصبحت حديث المدينة في قرطاجنة التاريخية. وتم إعادة ١١ من الحراس الى الولايات المتحدة وجرى ايقاف خمسة عسكريين عن العمل بعد محاولتهم اصطحاب بغي الى فندقهم قبل يوم من وصول اوباما، وعندما حاول موظفو الفندق تسجيل اسم بغي في مكتب الاستقبال  رفض افراد الامن وابرزوا بطاقات هويتهم.

وطردت كوبا من منظمة الدول الامريكية بعد فترة وجيزة من ثورة 1959 التي قادها فيدل كاسترو واستبعدت من اجتماعات المنظمة بسبب معارضة من الولايات المتحدة وكندا. وتعارض دول امريكا اللاتينية ايضا الحظر التجاري الذي تفرضه واشنطن على كوبا. وكانت رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز التي تصر على اعتراف واشنطن بحق الارجنتين في جزر فوكلاند التي تسيطر عليها بريطانيا غادرت القمة صباح يوم الاحد قبل الختام الرسمي. وقاطع الرئيس الاكوادوري اليساري رافائيل كوريا اجتماع القمة بسبب غياب كوبا وكذلك رئيس نيكاراجوا اليساري ايضا دانييل اورتيجا.

وقالت كتلة البا اليسارية التي تضم فنزويلا والاكوادور وبوليفيا ونيكاراجوا وبعض دول الكاريبي انها لن تشارك في اجتماعات قمة الامريكتين التي تعقد مستقبلا اذا لم تكن كوبا حاضرة. وانشأت كتلة البا فنزويلا وكوبا عام 2004 لمواجهة النفوذ الامريكي في امريكا اللاتينية.

وقال اورتيجا متحدثا من ماناجوا في نيكاراجوا “انها ليست خدمة يقدمها أحد لكوبا. انه حق انتزع منهم.”

وأضاف “في هذا الاجتماع في قرطاجنة اعتقد ان الوقت حان لحكومة الولايات المتحدة ولجميع مستشاري الرئيس اوباما ان يستمعوا الى كل دول أمريكا اللاتينية.”

ورغم انه كانت هناك امال عريضة في حدوث تقارب مع كوبا عندما تولى اوباما السلطة الا ان واشنطن لم تخفف سوى بعض العقوبات عن السفر قائلة ان يتعين حدوث تغييرات ديمقراطية في الجزيرة قبل اتخاذ اي خطوات اخرى.

ولم يتحدث اوباما عن كوبا خلال قمة كولومبيا رغم انه شكا من ان قضايا من حقبة الحرب الباردة بعضها تعود الى ما قبل مولده تعرقل افاق المستقبل بشأن التكامل الاقليمي.

ولم يحضر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز قمة قرطاجنة بناء على نصيحة اطبائه وعاد الى كوبا السبت لاستكمال العلاج من السرطان بالاشعاع

ولعبت الصدف دورها فقد ذهبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للرقص بعد منتصف ليل الاحد في حانة في قرطاجنة تسمى “مقهى هافانا” حيث تعزف الموسيقى الكوبية. وتناولت كلينتون التي صحبها حراسها شرابا على البار ثم رقصت مع عدد قليل من مساعديها لتستريح بعد يوم شاق قضته الى جوار الرئيس الامريكي باراك اوباما في اجتماع القمة الذي يضم نحو 30 دولة ليس من بينها كوبا.