تأتي الأخبار السيئة زرافات زرافات، هكذا حال الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي: فإلى جانب عدم قدرته على قلب التوجه العام لاستطلاعات الرأي التي تشير إلى خسارة مؤكدة، نشرت الرئيسة السابقة لمؤسسة اريفا الفرنسية النووية (Areva) آن لوفيرجون (Anne Lauvergeon) كتاباً تتهم فيه الرئيس بأنه سعى لبيع مفاعل نووي إلى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي منذ التقاه عام ٢٠٠٧ وأنه لم يكف عن السير في هذا الملف حتى منتصف تشرين الأول عام ٢٠١٠، وهو ما نفاه الرئيس بشدة.
وقال ساركوزي لمحطة فرانس انتر «لم يكن هناك مجال قط لبيع مفاعل إلى السيد القذافي». وتابع قائلاً في الإذاعة «اسمحوا لي أن أقول لكم إذا كان هناك زعيم في العالم لم يكن مرتبطا بالسيد القذافي ومسؤولاً عن رحيله ومصيره فهو أنا في هذه الحالة».
صحيح أن العلاقات توترت بين ساركوزي و«آن النووي» (atomic Anne) كما تسمي لوفرجيون الصحافة الأنكلو ساكسونية، لدرجة أنه منع إعادة تعيينها مديرة تنفيذية لشركة أريفا في العام الماضي، وأنها كانت مساعدة مقربة جداص من الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران وتشير كافة التوقعات الى احتمال ان تصبح وزيرة في أي حكومة اشتراكية في المستقبل برئاسة فرانسوا هولاند.
إلا أن صحيفة «لوموند» كذبت مضمون هذا النفي وأشارت إلى أن ما كتبته لوفيرجون صحيح ١٠٠ في المئة وأشارت إلى موقع الإليزيه حيث صدرت بيانات الإعلان عن الاتفاق الذي وقعه ساركوزي والقذافي في ليبيا والذي تابعه وزير الصناعة كريستيان استروزي (Christian Estrosi,) ووقع بروتوكوله في طرابلس إلى جانب وزير الاقتصاد الليبي آنذاك محمد الحوجي (Mohammad Alahoij) في ٢١ تشرين الأول عام ٢٠١٠.
الخبر السيئ الثان جاء من مؤسس حزبه الرئيس السابق جاك شيراك الذي لم يعد يخفي تأييده لفرانسوا هولاند، إذ أكد أحد أقرب المقربين له «جان لوك باريه» (Jean-Luc Barré) بأن شيراك لا يمزح عندما يقول إنه سوف يصوت لصالح هولاند. ولا يتوقف الأمر على شيراك بل أن معظم الذين كانوا يشكلون «وزراء الانفتاح» في حكومته السابقة أعلنوا تأييدهم للمشرح الاشتراكي، وأبرزهم فاضلة عمارة «سكرتيرة الدولة لشؤون المدينة» التي اعتبرها البعض «رمز انفتاح ساركوزي على الفرنسيين من أصول مهاجرة».
مرشحة الخضر إيفا جولي قاضية التحقيق السابقة التي لا أمل لها بالوصول إلى الدور الثاني، إلا أنها لا تكف عن التذكير بأن «ساركوزي قبض أموالاً من عائلة بيتانكور الثرية صاحبة مؤسسة لوريال لتمويل حملته السابقة» وهذه هي المرة الثالثة التي تتناول فيها هذه القضية، والخبر موجع لساركوزي ليس بسبب الاتهام الموجه له من منافس بل بسبب «خروج هذا الاتهام من فم قاضية» أمضت عقدين ونيف في التحقيق بقضايا سياسية مالية «وتعرف عما تتكلم» حسب قول مقربين منها.
يوم الجمعة تنتهي الحملة الانتخابية وتتوقف استطلاعات الرأي
أما اليوم فإن مؤشرات الدورة الأولى تقول بتعادل ساركوزي وهولاند بـ ٢٨ في المئة لكل منهما وتعطي مارين لوبن ما بين الـ ١٥ والـ ١٧ في المئة لتحل في المركز الثالث
أما في الدورة الثانية فتقول بفوز هولاند بـ 56٪ مقابل 44٪ لساركوزي.