- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تقارب بعد جفاء بين ميركل وهولاند

هولاند ينتظر دوره

باريس – بسّام الطيارة

بعد بداية علاقات صعبة بين  فرانسوا هولاند المرشح الاشتراكي  والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي لم تخف تفضيلها للرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في بداية الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية، بدأت الحرارة تدب في العلاقات بين الطرفين بعد ما بات هولاند الاوفر حظاً في الفوز بهذه الانتخابات. فقد علمت «أخبار بووم» أن هولاند أرسل أقرب مساعديه «جان لوي بيانكو» (Jean-Louis Bianco) في نهاية الاسبوع إلى برلين لإجراء مباحثات غير رسمية مع فريق المستشارة. وجاءت النتيجة مباشرة على الهواء بشكل تقارب، وإن كان خفيفاً، بين موقفي ميركل وهولاند في القضايا الأهم حالياً بالنسبة للأوروبيين بشكل عام وللفرنسيين والألمان بشكل خاص، وجاء ذلك بصورة دعوة ألمانيا لاتخاذ اجراءات لتحفيز النمو  وقد رحب بها هولاند ووصفها بانها دلالة على أن اوروبا تؤيد تحذيراته من مخاطر التقشف.

وأصر هولاند على أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ستقبل في نهاية المطاف باقتراحه للتفاوض مجدداً حول اتفاقية ضبط الميزانية التي تتبناها ألمانيا لاصلاح الماليات العامة للحكومات الاوروبية. وكانت ميركل قالت في مقابلة اجرتها معها صحيفة «ليبزيغر فولكس تسايتونغ» يوم السبت إنها مستعدة لدعم بنك الاستثمار الاوروبي واستخدام اموال البنية التحتية للاتحاد الاوروبي بشكل أكثر مرونة وهما اثنان من المقترحات التي طرحها هولاند لتعزيز النمو، وتتناقض مع طروحات المرشح ساركوزي.

لكن ميركل قالت انه ليس هناك إحتمالا في إعادة التفاوض بشأن «ميثاق التوازن المالي» الذي وقعته في آذار/مارس ٢٥ دولة من الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي وعددها ٢٧.

وتتحفظ برلين أيضا على دعوة هولاند التي تطالب باستخدام السندات الاوروبية المشتركة لتمويل مشاريع البنية التحتية، لدفع النمو، إلا أن تصريحات ميركل يمكن أن تكون إشارة إلى بدء القبول بتطبيق هذه المقترحات.

وقال هولاند لراديو فرنسا «على مدى عدة اسابيع بدأت الافكار التي اقترحها تحظى بالتأييد ليس في فرنسا فحسب بل في جميع انحاء اوروبا» في إشارة إي هذا التحول في ألمانيا بعد أن رفضت ميركل استقباله في بداية الحملة الانتخابية وأعلنت من على منصة انتخابية تفضيلها لساركوزي وهو ما استثار حفيضة عدد كبير من الفرنسيين واعتبر في الصحافة الفرنسية «هفو سياسية».

 واستشهد هولاند بالتصريحات التي ادلى بها في الاونة الاخيرة رئيس البنك المركزي الاوروبي «ماريو دراغي» وزعماء إسبانيا والبرتغال وايطاليا. وأضاف «الآن ميركل تقول إنها مستعدة لعمل المزيد من اجل النمو».وأضاف «إن الامور تتحرك وستتحرك أكثر بعد الانتخابات الفرنسية» وشدد على أن ميركل «لم تكن قبل بضعة اسابيع تريد حتى سماع كلمة النمو وكانت تتحدث فقط عن التقشف» وأعاد التأكيد بأنه «ستكون هناك إعادة للتفاوض» لفرض « اتفاقية للنمو».

وكان احتمال فوز اشتراكي برئاسة فرنسا للمرة الاولى منذ أن ترك فرانسوا ميتران السلطة في ١٩٩٥ قد ترك قلقاً لدى بعض المستثمرين . وزاد تعهد هولاند بإعادة التفاوض على إتفاقية تشديد قواعد انضباط الميزانية لاصلاح النالية العامة للحكومات الاوروبية مخاوف من حدوث انشقاق في قلب أوروبا، بعد رفض برلين هذا الطرح، ودعم ميركل العلني لساركوزي.

ولكن هذا كان قبل الدورة الأولى وتراجع حظوظ ساركوزي بالعودة إلى الإليزيه.

ويبدو أن برلين تسعى للتهوين من حدة الخلافات بالتأكيد على الحاجة إلى استراتيجية اوروبية بشأن النمو والوظائف في مواجهة زيادة المعارضة داخل اوروبا تجاه اجراءات التقشف في الاسابيع الماضية.