- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

العين بالعين و التغريد بالتغريد: حرب الميشالين عبر تويتر

إميلي حصروتي

بالأحرف الأولى من اسمه، ذيّل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان التغريدة التي ردّ من خلالها عبر تويتر على رئيس تكتل التغيير و الإصلاح النائب ميشال عون من دون أن يسميه قائلا: “على الأقل، الرئيس التوافقي لا يتسول مركز الرئاسة بل على العكس فالجميع يطلب منه قبول منصب الرئاسة”. و في عرف المغرّدين من نادي الرؤساء و ذوي الشأن أن استعمال الأحرف الأولى من الاسم في التغريدة يعني أن صاحب الحساب شخصيا، و ليس من يهتم عادة بتشغيله، هو من قام بكتابتها.

ردّ الرئيس اللبناني هذا جاء إثر التصريح الذي أدلى به رئيس تكتل الغيير و الإصلاح يوم أمس، خلال ندوة عقدها مع متتبعيه على فايسبوك و تويتر اعتبر خلالها أن “التجربة لا تشجع على القبول برئيس توافقي مرة أخرى، و بدلا من أن يتسوّل رئيس جمهورية بعض الوزراء، عليه أن يكون صاحب كتلة نيابية تفرض وجودها بالفعل، و يكون لها وزراء يمثلونها”.

هذا التصريح و غيره من العيار نفسه أصبح شبه لازمة للعماد ميشال عون ردّدها طيلة السنوات الأربع الماضية من تولي العماد سليمان سدّة الرئاسة. فبعد أزمة سياسية حادة عصفت بلبنان طيلة 18 شهر و كادت تطيح باستقراره، عُقد اتفاق الدوحة الشهير في أيار 2008 و انتخب على أثره قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان بـ118 صوت من أصل 127 و قد أدى بعدها اليمين الدستورية وسط حضور عربي و دولي غير مسبوق. غير أن العماد ميشال عون الذي كان على رأس وفد شارك في صياغة اتفاق الدوحة، ما انفك يصوّب على موقع الرئاسة الأولى عند كل استحقاق حكومي أو نيابي مبرزا ضعف الرئيس الحالي الذي أتى من رئاسة المؤسسة العسكرية دون أن يكون له قاعدة شعبية أو انتخابية ملموسة كباقي القيادات اللبنانية، متجاهلا ربما أنه أحد الأسباب التي جعلت جميع الافرقاء اللبنانيين و من ضمنهم عون نفسه يقبلون به آنذاك.

يقول العالمون بالسياسة اللبنانية إن أيّ تصريح سياسي في الوقت الراهن هو مجرد بحصة يرميها صاحبها في مياه راكدة بفعل التجمّد السياسي الذي فرضته الثورة السورية بالإضافة للفوضى في الجوار العربي، مما حدد سقفا لكل لاعب سياسي في لبنان. هذا التحليل و إن بدا صائبا للوهلة الأولى إلا أن اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المتوقعة في العام المقبل دفع بالزعماء اللبنانيين لشحذ الهمم منذ الآن بهدف حصد أكثرية نيابية تؤمّن للفريق الذي ينتجها الكلمة الفصل –نظرياً- في انتخاب رئيس الجمهورية القادم، مع العلم أن العماد ميشال عون و من معه عبّروا دوماً و بشراسة عن أحقّيته دون غيره بهذا المنصب، حتى أنه و مع كل استحقاق رئاسي في دولة مجاورة يتندر خصوم الجنرال السبعيني حول ما إذا كان سيرشح نفسه لتلك الرئاسة أم لا.