العنف في سوريا متواصل
قال التلفزيون السوري ان القوات الحكومية أحبطت محاولة هجوم انتحاري بسيارة تحمل 1200 كيلوغرام من المتفجرات في حلب بشمال البلاد يوم الجمعة. وقتل الشخص الذي كان سينفذ الهجوم في منطقة الشعار في ثاني أكبر مدينة سورية والتي على غرار دمشق شهدت ارتفاع في عدد الاحتجاجات في الشوارع ضد نظام بشار الاسد وزيادة في اراقة الدماء بعد أشهر من الهدوء النسبي.
وعرض تلفزيون الاخبارية السوري لقطات لمراقبي الامم المتحدة وهم يفحصون حافلة صغيرة بيضاء اللون في مدينة حلب يوم الجمعة ابلغهم ضابط في الجيش انها كانت تحمل متفجرات تكفي لقتل 500 شخص. وتكومت جثة سائق الحافلة وهي مخضبة بالدماء في المقعد الامامي خلف الزجاج الامامي للسيارة المليء بثقوب الرصاص. وقال الضابط لمراقبي الامم المتحدة ان السائق الذي قال انه ليس سوريا قتل بالرصاص قبل أن يتمكن من تفجير القنابل.
واسفر تفجيران في جنوب دمشق عن مقتل 55 شخصا واصابة أكثر من 300 امس الخميس في أشد الهجمات دموية منذ اندلاع الانتفاضة ضد الاسد قبل 14 شهرا.
وتزيد التفجيرات المعوقات أمام وقف اطلاق النار الذي ينتهكه على نحو متكرر الجيش والمعارضون المسلحون منذ ان تم التوصل اليه بوساطة ما يسمى بخطة كوفي عنان الوسيط الدولي وذلك قبل أربعة أسابيع. ويطبق مراقبة الاتفاق ما حوالي ١٥٠ مراقبا غير مسلح من الامم المتحدة في سوريا.
وتقول سوريا ان الهجمات تظهر أنها تواجه ارهابا مدعوما من الخارج وهي حجة تتذرع بها منذ بداية احتجاجات سلمية ضد الاسد في مارس اذار من العام الماضي في حين تنحي المعارضة باللائمة على السلطات في التفجيرات.
وبعد عدة ساعات قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان انفجارا وقع قرب مقر حزب البعث في حلب. وقال المرصد ان الانفجار لم يسفر عن سقوط قتلى لكن احد حراس المقر قتل فيما يبدو في تبادل لاطلاق النار بعد الانفجار.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيري دمشق. وانحت السلطات السورية باللائمة على ارهابيين مدعومين من الخارج. ونفى نشطاء المعارضة تورطهم في الهجومين. وتكهن بعض المحللين بأن التفجيرات الاخيرة قد تكون من تنفيذ اسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة يملكون مهارات اكتسبوها خلال سنوات من العمل في العراق.
واندلعت احتجاجات في عدة مدن سورية بعد صلاة الجمعة. وقال نشطاء من المعارضة ان قوات الامن أطلقت النار على متظاهرين في دمشق وحمص وحماة وحلب.
واظهرت لقطات فيديو قال نشطاء انها صورت في حلب يوم الجمعة مئات المتظاهرين في مسيرة وهم يهتفون قائلين “سلمية.. سلمية” قبل ان يتفرقوا بعد سماع دوي اطلاق النار. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان شخصا واحدا قتل في احتجاجات حلب وقتل تسعة مدنيين اخرين في شتى أنحاء البلاد يوم الجمعة.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض يوم الجمعة ان خطة عنان للسلام ماتت منذ البداية لان السلطات لا تحترم وقف اطلاق النار ودعا الى التدخل الاجنبي لحماية المدنيين.
وقال المجلس في بيان ان الخطوات يتعين ان تشمل اقامة منطقة عازلة وتامين ممرات لتدفق المعونات انسانية وفرض منطقة حظر للطيران واجراءات لحماية المدنيين من العنف. واضاف ان تفجيرات دمشق هي واحدة فحسب من سلسلة من المحاولات التي تقوم بها قوات الامن بهدف اخافة المراقبين الدوليين.
وتهدف مهمة المراقبة لنشر 300 مراقب في جميع أنحاء سوريا قبل نهاية مايو ايار بموجب خطة عنان التي تسعى لانهاء أكثر من عام من اراقة الدماء من خلال الفصل بين القوات المتصارعة واطلاق حوار سياسي وضمان حرية وصول المساعدات الانسانية والصحفيين الى سوريا.
وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت أكثر من 9000 شخص منذ مارس اذار من العام الماضي. وتقول السلطات ان متشددين قتلوا 2600 من الجنود.
وساعد وقف النار الذي توسط فيه عنان في 12 أبريل نيسان في باديء الامر في تهدئة العنف لكن المرصد السوري لحقوق الانسان يقول ان 900 شخص قتلوا منذ ذلك الحين. وعلى الرغم من الشكوك حول فرص نجاحه تحجم القوى العالمية عن الغاء بعثة المراقبة.
وقالت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس يوم الخميس “لا أعتقد أن الوقت قد حان للقول ان بعثة (الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار) ومبادرة عنان فشلتا.” وأضافت “على الرغم من تشككنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها في تنفيذ التزاماتها فان ما يحاول عنان عمله منطقي الى حد كبير ونحن ندعمه.”
وانحت روسيا باللائمة على خصوم الاسد في انتهاكات وقف اطلاق النار.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله في بكين “يفعل بعض شركائنا الاجانب أمورا عملية حتى يتفجر الوضع في سوريا بالمعنى الحرفي والمجازي.” وروسيا حليف استراتيجي ومصدر رئيسي للاسلحة لسوريا خلال اربعة عقود في ظل حكم اسرة الاسد.