خان يونس تحيي الذكري 64 للنكبة بمهرجان تراثي شعبي حافل
ابتسام مهدي – خان يونس
بمناسبة الذكرى 64 لنكبة الفلسطينيين التي حلت بهم في العام 1948م, نظمت اللجنة الشعبية للاجئين بخان يونس مهرجانا بالتعاون مع مركز بديل تحت عنوان “حق العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه ولا يسقط بالتقادم ” , فترى في هذا المهرجان الماضي يسترجع ويتجسد بالمكان بكل عاداته وتقاليده القديمة .تشتم رائحة الخبز القديم, تبدأ بالتنقل بين أركانه لتشاهد كيف كان يصنع المفتول ” أكله شعبية قديمة”, وكذلك صناعة الخبز القديم المسي “الشراك أو الفطائر “, بالإضافة إلى العديد من الفعاليات المختلفة التي تذكر بالماضي العريق.
ويأتي هذا المهرجان ضمن عدة فعليات أعلنت عنها اللجنة الشعبية للاجئين بخان يونس لإحياء ذكري النكبة, للتأكيد على أن حق العودة مقدس كفلته كل المحافل الدولية للشعب الفلسطيني ,بحضور فئات وشرائح مجتمعية مختلفة من كل محافظات القطاع إلى جانب بعض الشخصيات الاعتبارية من القوى الوطنية والإسلامية والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام.
وعن هذا المهرجان يقول مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس ” أن هذا المهرجان هو بمناسبة الذكرى 64 للنكبة التي حالت بالفلسطينيين عام 1948م ,حيث ستبقى هذه الذكرى بأذهان شعبنا وكافة أحرار العالم إلى حتى يعود اللاجئين إلى بيوتهم و أراضيهم ” .
وأكد ابو زيد أن هدف اللجان الشعبية للاجئين هو الحفاظ على حق العودة و توريثها للأجيال القادمة جيل بعد جيل، لذلك تسعى اللجنة جاهده لعمل عدة نشاطات متميزة تهدف إلى إنعاش الذاكرة الفلسطينية و نقش أسماء القرى في عقول الأطفال وان هناك العديد من الفعاليات ليس فقط بأسبوع النكبة بل كذلك خلال العام لكشف معاناة ألاجئين وترسيخ النكبة .
وعن الفعاليات التي قامت بها اللجنة بهذه الذكري يقول أبو زيد ” تم تنفيذ عدة فعاليات مختلفة تشمل كل المناطق في محافظة خان يونس و خاصة منطقة المخيم الذي له طابع خاص كونه يضم ما يقارب 73 ألف لاجئ فلسطيني , ومنها اصدار بطاقات لكل الأطفال اللاجئين في قطاع غزة حيث حصل الطفل عبد الرحمن فخري النبريص من قرية نجد على أول بطاقة وهذه البطاقات تهدف لترسيخ القرى الفلسطينية في ذاكرة الأطفال التي هجر منها ابائهم و اجدادهم ويستطيع أي طفل أن يحصل عليها من خلال زيارة مقراللجنة”.
ويذكر ان لجنته قامت و بالتعاون مع نادي الشروق والأمل بإطلاق جداريه حول ” حقوق الطفل ” تحت عنوان سوا سوا نفذها عدد من الأطفال والفنانين وشخصيات من المجتمع المحلي، وذلك لإعطاء مساحة للأطفال للتعبير عن حقوقهم.
ويتابع أبو زيد ” كما شاركنا بفعاليات مؤتمر اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة, والذي نظمه المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة ولا ننسى معرض الصور الذي حاز على إعجاب العديد من الحضور والذي تم تنفيذه في مقر اللجنة الشعبية وذلك بمشاركة عدد من الفنانين والفنان صبحي العبادسة والذي شارك بمجموعة لوحات عن النكبة ,وكانت الفعالية تحت شعار “كي لا ننسى “.
و بين أن هناك العديد من الفعاليات الأخرى ستقام خلال الأسبوع من بينها أمسية شعرية “ورثة الجرح “بمقر اللجنة, وكذلك بطولة العودة الكروية بصالة الهلال الأحمر, كما ستقام ندوة حول النكبة بنفس صالة الهلال بخان يونس.
ودعا ابو زيد في ختام حديثة إلى ضرورة المشاركة بجميع الفعاليات التي تقام بذكري النكبة حتى لا تغيب أي يوم عن ذاكرتنا وتبقي مرسوخة للأجيال القادمة ,وانه لا سلام مع الاحتلال دون عودة اللاجئين وتحرير الأسرى و قضية القدس وتحريرها من دنس الاحتلال .
وتحدث أحمد سعيد ابن العاشرة أعوام الذي كان مبهوراً بما يراه حيث قال ” لم أتذوق المفتول “أكلة شعبية فلسطينية “من صنع اليد دائما نتناول المفتول المبكت داخل الأكياس فكان طعما متميز ومختلف , إلى جانب استمتاعي بمشاهدة كيف يتم عمل الخبز بالطابون و استمتعت بالخيمة البدوية بكل مكوناتها والتقطت أمي لي صورة التذكارية داخل الخيمة, أنه مهرجان رائع ”
أبو محمد الذي تجاوز عمره السبعين عام, قال “أنا سعيد جداً بمثل هذا المهرجان فعند دخولي رأيت كيف يتم عمل خبز الطابون والمفتول , إلى جانب استذكاري للخيمة البدوية وما فيها من البكارج ومواقد النار حيث تنقلت بين أركان المهرجان وشربت القهوة وتذوقت المفتول فتذكرت الماضي لأننا لم نعد نري هذه الأمور إلا في المناسبات” .
وأكد أبو محمد أنه إلى اليوم يقوم بالاحتفاظ بكل ما كان لديه من الماضي لافتاً إلى أنه سيقوم بتوريثها لأبنائه وأحفاده حتى يتناقلوا هذا التراث وخاصة مفتاح بيته في مدينة سدود ,داعيا إلى ضرورة تكثيف المهرجانات والفعاليات المختلفة التي تهتم بذكري النكبة وليس الاكتفاء فقط بهذا اليوم .
وخلال المهرجان علت أصوات الزغاريد من خلال عرض للعرس الفلسطيني القديم حيث قالت دعاء أبو شحمة والتي تقلصت دور العروسة “انه من خلال هذا العرس تذكر الحضور كيف كانت العادات والتقاليد قديما في الأفراح الفلسطينية وما أهي أهم الرموز فيها ,حيث اختلفت عن الأعراس في الحاضر ,حتى انأ لم أكن اعرف العديد من العادات التي كان يتبعها أجدادنا أثناء الأعراس “.
ويبتسم أبو زهير وهو ينظر ويستمتع بالدبكة الشعبية والتي كانت ضمن فعاليات المهرجان ويقول ” كم استمتع بالدبكة الشعبية والتي تناسها العديد من أبناء شعبنا كما استمتع بالاستماع إلى ألشبابه و اليرغول فهي تذكرني بالماضي الجميل والذي لا يمكن أن يتناسى ومازال خالدا في ذكراتي “.
وأشار نعيم مطر منسق المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين “بديل “,انه يوجد العديد من الفعاليات التي ينظمها ويشارك فيها مركزه مع عدد مختلف من المؤسسات في جميع محافظات قطاع غزة وبالأخص منطقة خان يونس للتذكير باليوم الحزين وهو ذكري النكبة .
ويتابع “هناك فعاليات مختلفة بمناسبة هذه الذكرى حيث سيقام فعاليه في منطقة الوسطي بالتعاون مع اللجنة الشعبية وكذلك فعالية أخرى بالتعاون مع مركز برنامج النساء بمهرجان حافل “.
وعن المهرجان يبين انه جاء ليؤكد على حق العودة الذي أقرته الأمم المتحدة والشرعية الدولية إضافه إلى تعويض اللاجئين عن سنوات التهجير والعذابات التي مرت على الفلسطينيين وأن الشعب لن ينسى ذكرى النكبة مادام هناك لاجئ فلسطيني لم يعود إلى أرضه.
وعن دور مركز البديل يقول مطر ” أن المركز يهتم بالتعاطي مع قضايا اللاجئين وخدمته للمجتمع الفلسطيني وفي خدمة القضية وخدمة اللاجئين واللاجئات في الداخل والشتات”ويؤكد في ختام حديثة انه لن يمر هذا اليوم دون التأكيد على حق العودة الذي سيتحقق، فهم يريدون أن يهجروا شعبنا مرة أخرى، ولكن لن تكون هناك هجرة أخرى، لأن شعبنا لن يساوم، ولن يهاجر ويترك أرضه مرة أخرى.