تشلسي بطل أوروبا بفضل «دروغبا»
أحرز تشيلسي الانجليزي لقب دوري أبطال اوروبا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه بفوزه على بايرن ميونيخ الألماني 4-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية على ملعب اليانز ارينا في ميونيخ بالتعادل 1-1 يوم السبت.
وتقدم توماس مولر بهدف لبايرن بضربة رأس في الدقيقة 83 وأدرك ديدييه دروغبا التعادل بالطريقة ذاتها قبل دقيقتين من نهاية الشوط الثاني.
وأهدر الهولندي ارين روبن ركلة جزاء لبايرن في الدقيقة الخامسة من الشوط الإضافي الأول لتضيع من ناديه فرصة إحراز اللقب للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ 2001.
وبينما كانت النتيجة 3-3 في ركلات الترجيح نفذ دروغبا الركلة الحاسمة للفريق الانجليزي بنجاح ليصبح تشيلسي أول فريق من لندن يتوج باللقب ويهدر بايرن فرصة أن يكون أول فريق يحرز لقب دوري الابطال على أرضه.
وقال دروغبا “أؤمن بالقدر. هذا الانتصار مقدر لنا منذ وقت طويل. هذا الفريق مذهل.. وأهدي هذه الكأس لكل المدربين واللاعبين الذين كانوا في صفوفنا قبل ذلك.”
وأضاف “(هدف التعادل الذي سجلته) غير سير المباراة. كم هي رائعة هذه الحياة.”
وأشاد روبرتو دي ماتيو المدرب المؤقت لتشيلسي – والذي لا يزال يجهل إن كان سيستمر في منصبه للموسم المقبل – بالروح العالية للاعبيه الذين تحدوا المصاعب.
وقال المدرب الإيطالي لمحطة اي.تي.في التلفزيونية “لدينا مجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بروح عالية.. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمكننا من تحقيق هذا اللقب.”
وأضاف “كان دروغبا رائعا مع هذا النادي. إنها ثلاثة أشهر لا تصدق.. حافلة بالتوتر والضغوط على الجميع.”
كما هو متوقع بدأ بايرن المباراة بتشكيلة هجومية بوجود ماريو جوميز ومولر والجناحين السريعين روبن وفرانك ريبري بينما جاءت تشكيلة تشيلسي دفاعية وضمت الشاب رايان برتراند الذي أصبح أول لاعب يبدأ مشواره في دوري أبطال اوروبا بخوض المباراة النهائية.
واستمرت المباراة على وتيرة واحدة بهجوم من بايرن صاحب الأرض ودفاع من الفريق الزائر وجاءت أولى محاولات بايرن عن طريق تسديدة بعيدة المدى من باستيان شفاينشتايجر الذي تلقى بطاقة صفراء مبكرة جدا.
وسنحت لبايرن فرصة ثمينة عندما توغل روبن – لاعب تشيلسي السابق – من ناحية اليسار واستغل ارتباكا دفاعيا وسدد كرة قوية تصدى لها بيتر شيك حارس مرمى تشيلسي بقدمه ثم اصطدمت بالقائم في منتصف الشوط الأول.
وبعد دقائق احتسبت ركلة حرة لبايرن على حدود منطقة جزاء تشيلسي لكن روبن أهدر الفرصة قبل أن تحتسب ركلة مشابهة لتشيلسي سددها الاسباني خوان ماتا عاليا ليهدر أول فرصة لناديه.
وقبل نحو عشر دقائق من نهاية الشوط الأول بدأ تشيلسي في الاستحواذ على الكرة بشكل أفضل قليلا وسدد سالومون كالو كرة قوية من ناحية اليمين تصدي لها مانويل نوير حارس بايرن على دفعتين.
ورغم أن ماريو جوميز يتصدر قائمة هدافي بايرن في البطولة برصيد 12 هدفا متأخرا بهدفين عن ليونيل ميسي مهاجم برشلونة المتصدر أهدر مهاجم منتخب المانيا أكثر من فرصة سهلة على غير المعتاد أبرزها عندما هيأ لنفسه الكرة وابتعد عن دفاع تشيلسي – الذي افتقد قائده جون تيري بسبب الإيقاف – وسدد كرة أعلى المرمى في الدقيقة 43.
وفي الشوط الثاني لم تتغير الأمور كثيرا واستمر هجوم بايرن بينما ظهر دروغبا مهاجم تشيلسي في الصورة لأول مرة تقريبا عندما سدد كرة بعيدة المدى مرت بجوار القائم بعد مرور خمس دقائق.
وسدد روبن كرة قوية من عند حافة منطقة الجزاء واصطدمت بأشلي كول مدافع تشيلسي ووصلت إلى ريبري الذي لم يجد صعوبة في تسديدها في المرمى بعد سقوط شيك لكن الهدف ألغي بداعي التسلل.
وعلى عكس سير اللعب انطلق دروغبا بالكرة وارسل تمريرة عرضية لم تجد من يحولها في المرمى قبل أن يجري دي ماتيو تغييره الأول بخروج برتراند ومشاركة فلوران مالودا العائد من الإصابة.
لكن بايرن واصل صنع الفرص وتوغل ريبري من ناحية اليمين وسدد كرة قوية تصدى لها شيك بصعوبة وحولها إلى ركلة ركنية.
وتكللت محاولات بايرن الهجومية بإحراز الهدف الأول بعدما لعب ريبري كرة عرضية من ناحية اليسار قابلها مولر برأسه لتمر من أمام شيك الذي لمسها قبل أن تدخل مرماه.
وأجرى دي ماتيو تغييرا عندما دفع بفرناندو توريس بدلا من كالو بينما خرج مولر صاحب هدف بايرن وشارك المدافع دانييل فان بويتن بدلا منه بحثا عن التأمين الدفاعي.
وبينما كانت جماهير بايرن تستعد للاحتفال بتعويض خسارة نهائي دوري أبطال اوروبا 2010 ارتقى دروغبا لكرة عرضية ووضعها قوية برأسه في المرمى لتلمس يد نوير وتدخل المرمى بنفس طريقة هدف بايرن.
وسنحت فرصة لدروغبا في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني لمنح الفوز لتشيلسي عندما احتسبت ركلة حرة للفريق اللندني على حافة منطقة الجزاء لكن المهاجم الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الجاري أطاح بالكرة عاليا ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.
ودفع دروغبا ثمنا لحماسه بعد الهدف في مساندة الدفاع وارتكب خطأ فادحا وأسقط ريبري بعد محاولة لانتزاع الكرة لتحتسب ركلة جزاء نفذها روبن وتصدى لها شيك قبل أن يخرج ريبري من اللقاء متأثرا بالإصابة.
وتوغل فيليب لام قائد بايرن من ناحية اليمين ولعب كرة عرضية متقنة نحو البديل ايفيتشا اوليتش الذي كان في وضع رائع للتسجيل لكنه بدلا من ذلك مرر كرة لم تجد المتابع.
واستمر ضغط بايرن وكاد جوميز – الذي أحرز هدفا ساعد بايرن على اجتياز ريال مدريد في الدور قبل النهائي – أن يحرز هدف الفوز بعدما قابل كرة عرضية لكن جاري كاهيل العائد من الإصابة تصدى للكرة قبل أن يطيح بها زميله ديفيد لويس خارج الملعب تماما في الدقيقة 111.
وفي ركلات الترجيح سجل لام وجوميز والحارس مانويل نوير من أول ثلاث ركلات لبايرن وأخفق اوليتش وشفاينشتايجر في آخر ركلتين بينما أهدر خوان ماتا الركلة الأولى لتشيلسي قبل أن يسجل الفريق من أربع ركلات متتالية عن طريق ديفيد لويس وفرانك لامبارد وكول ودروغبا ليمحو آثار خسارته للقب بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد في 2008.
وقال مولر صاحب هدف بايرن “هذه هي كرة القدم. رأينا هذا يحدث أيضا في الماضي.. لا يحرز اللقب دائما الفريق الأفضل بعد كل مباراة.”