القوى العالمية تحمل “عرضاً جديداً” لايران
تحمل الدول الكبرى الست، خلال محادثاتها النووية الجارية مع ايران في بغداد اليوم الاربعاء، “عرضا جديدا” لطهران، التي تتطلع من جهتها الى تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وخصوصا المتعلقة بقطاع النفط.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون للصحافيين قرب مقر الاجتماع في المنطقة الخضراء المحصنة “بالتاكيد نحمل مقترحات تهم ايران” وتتعلق بالازمة الطويلة حول الملف النووي. واوضح “لدينا عرض جديد يعالج بواعث القلق المحيطة بالبرنامج النووي الايراني، ونامل من الايرانيين ان يقدموا ردا ايجابيا على عرضنا”.
واعلن مصدر في الدول التي تتفاوض مع ايران لوكالة فرانس برس ان “الرد الايراني في بداية الاجتماع كان عبارة عن 25 دقيقة من الخطاب البلاغي من دون ان تكون هناك استجابة ايجابية”.
وتسعى دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا اضافة الى المانيا) الى اقناع ايران بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% خصوصا، والموافقة على تطبيق البروتوكول الاضافي الذي ينص على اجراء عمليات تفتيش مباغتة للمواقع النووية الايرانية.
وترغب الدول الست الكبرى ايضا في ان توضح طهران موقفها من المزاعم التي وردت في تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشير الى ان ايران كانت تمتلك في عام 2003 “برنامجا منظما” حول “نشاطات تتعلق بتطوير جهاز تفجير نووي”.
ويعقد اجتماع اليوم، الذي يأتي بعد محادثات اسطنبول منتصف نيسان/ ابريل الماضي التي كانت الاولى من نوعها منذ 15 شهرا، في قصر الضيافة التابع لرئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء، وسط اجراءات امنية مشددة شملت نشر الاف الجنود وعناصر الشرطة في مناطق شمال بغداد وغربها وجنوبها.
وقبيل بدء الاجتماع، نشرت وسائل اعلام غربية ما ذكرت انها تفاصيل “العرض الجديد” والذي لا يشمل تعليق عقوبات، وانما يستند الى وعد بالا تفرض عقوبات جديدة على طهران والموافقة على حصول ايران على قطع غيار لطائراتها وامكانية تعليق الحظر الاوروبي المفروض على السفن الايرانية التي تنقل النفط.
ويشمل هذا العرض ايضا دعوة سابقة الى ايران لارسال مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج في مقابل حصولها على وقود لمفاعلها الذي يستخدم لاغراض طبية.
وكان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي قال قبيل انطلاق المحادثات بحسب ما نقلت عنه وكالتا فارس ومهر “نشعر ان الغرب فهم انه قد فات اوان استخدام استراتيجية الضغط التي يتبعها”.
وذكرت قناة العالم الايرانية من جهتها ان الوفد الايراني سيطلب خلال المحادثات رفع العقوبات المفروضة على ايران، وخصوصا تلك المرتبطة بقطاع النفط، من دون ان تسمي مصادرها.
وتؤكد ايران ان برنامجها محض سلمي لكن جانبا من المجتمع الدولي يرى فيه محاولة خفية لحيازة سلاح نووي خصوصا في ظل بلوغ التخصيب مستوى 20 بالمئة، وقد اخضعت ايران لعقوبات شديدة لردعها عن متابعة هذه الانشطة.
وجدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قوله الاربعاء انه “استنادا الى تعاليم الاسلام (…) فان انتاج واستخدام اسلحة الدمار الشامل حرام، ولا مكان له في العقيدة الدفاعية لجمهورية ايران الاسلامية”.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اعلن خلال زيارة الى طهران الاثنين ان الوكالة وايران ستوقعان قريبا “اتفاقا” يهدف الى تبديد الغموض حول طبيعة البرنامج النووي الايراني.
غير ان هذا الاعلان قوبل بتحفظ وصل الى حد التشكيك في الولايات المتحدة وفي اسرائيل.
وفي السياق، راى دبلوماسي مطلع على الملف انه ليس هناك ما يضمن التوصل الى نتائج “ملموسة” خلال اجتماع الاربعاء، بل انه قد لا يسفر سوى عن اتفاق على اجراء محادثات عمل تقنية بشكل منتظم.
وقال المتحدث باسم اشتون “يمكننا ان نحقق تقدما اليوم (…) لكن الامر يتعلق بمسار. لن تكون هناك نتائج دراماتيكية اليوم، لا اعتقد ذلك، لكننا سنحقق تقدما مهما اذا جرت الامور بشكل جيد”.
وذكر انه “لم تكن هناك نية ابدا ان نجعل من اجتماع اليوم خاتمة للمفاوضات (…) نحن مصممون على تحقيق تقدم، لكن هذه الامور لا تحل بين ليلة وضحاها”.
واعلن انه قد يتم اليوم تحديد مكان انعقاد الاجتماع المقبل، قبل ان يقول ردا على سؤال بشان موقف روسيا والصين “الكل متحدون”.
وتشكل المحادثات بين القوى الكبرى وايران في بغداد حلقة جديدة في مسلسل طويل من المفاوضات النووية، الا انها تمثل ايضا خطوة اضافية على طريق عودة العراق الى الخريطة الدبلوماسية العالمية.
واكد رئيس الوزراء نوري المالكي خلال استقباله اشتون الاربعاء ان “الجميع يتطلع الى نجاح المباحثات الجارية حول الملف النووي الايراني لان ذلك سينعكس بشكل ايجابي على عموم المنطقة وعلى العراق بشكل خاص”.