- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مشعل يدعو عبّاس لمراجعة سياسية

غزة ــ سناء كمال
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة “فتح” والسلطة وجميع القوى الفلسطينية والشخصيات المستقلة، إلى لقاء وطني جاد لإجراء مراجعة سياسية شاملة للمسار السياسي الفلسطيني، للتوصل إلى استراتيجية وطنية جديدة، “نحو التخلص من الاحتلال وتحرير الأرض”.
وطالب مشعل بتكثيف الجهود المشتركة من أجل سرعة تنفيذ كل بنود المصالحة وطوي صفحة الانقسام، وسرعة إعادة تفعيل منظمة التحرير، وتعزيز نهج الشراكة بين جميع القوى الفلسطينية، في تحمل المسؤولية وإدارة النضال، وقال: “نحن جاهزون للاحتكام للانتخابات، فالديموقراطية أنجح وسيلة لترتيب البيت الداخلي”.
وأكد مشعل، خلال كلمة له أمام المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي افتتح في طهران السبت تحت شعار “فلسطين وطن للفلسطينيين”، على أهمية توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية الدولة الفلسطينية، داعياً قيادات السلطة إلى أن يحذوا حذوه ويتّحدوا أمام الضغوط الأميركية والإسرائيلية معاً، قائلاً: “هناك مكسب معنوي ورمزي لا يمكن انكاره من التوجه للأمم المتحدة”.
وأضاف مشعل: “نحن نقدر خطوة الرئيس محمود عباس برفضه لكافة الإملاءات والضغوط الأميركية، لكن هل سنبقى نتحدث عن المفاوضات كخيار وحيد، أو هل سنبقى نراوح في ذات المكان إلى الأبد؟”. وأشار إلى أن التوجه الفلسطيني عمل على إحراج إسرائيل وأميركا، مشدداً على ضرورة التحرك الجدي وعدم الاكتفاء بالخطوات الرمزية.
لكن مشعل، وفي الوقت نفسه، تساءل عن “سبب انفراد عباس بقرار التوجه، بعيداً عن استراتيجية وطنية متفق عليها فلسطينياً، وعن أثرها على الحقوق الفلسطينية”، مشدداً على “ضرورة استمرار نهج المقاومة على الأرض”. وتابع: “برزت الآن قوة الشعوب كما لم تبرز من قبل، إن قوة الشارع العربي تعطينا إشارة قوية، إن القوة الحقيقية تنبع من الجماهير والشعوب، لذا كنا وما زلنا وسنبقى منحازين لمشروع المقاومة ومتمسكين به مهما كان الثمن”.
وحول شأن الربيع العربي، قال مشعل: “إننا منحازون لخيارات ومفاهيم وسياسات معروفة. نحن مع المقاومة، وضد كل قوى الاحتلال، وضد كل السياسة الأميركية، وضد التدخل الأجنبي في بلادنا، ونحن مع سياسية عربية واسلامية ووطنية نابعة من إرادة الشعوب، وضد التبعية للخارج والأجنبي، وضد أي مس بالوحدة الوطنية في كل بلد، وضد إثارة النعرات المذهبية، وضد كل أشكال التقسيم للوطن الواحد”. لكنه أكد تمسكه بحق الشعوب في سعيها الدؤوب للحرية والديموقراطية ومحاربة الفساد والاستبداد، خاتماً بأن “الشعوب تبقى هي مصدر السلطة والشرعية، ونتمنى أن يحدث ذلك بحلول سياسية بعيداً عن العنف”.