أسرّ الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، لأحد المعارضين السوريين في الخارج بأن «الأهالي يطالبوني بالتفاوض مع (الرئيس السوري بشار) الأسد لاسترداد جثامين الجهاديين التونسيين أو المعتقلين في سوريا». وأضاف «إنها حكاية لا نهاية لها لقد انتهينا لتونا من عملية استرداد جهاديين كانوا معتقلين في العراق».
لقد تسلل عشرات التونسيين إلى سوريا في الأشهر الماضية لمحاربة قوات الأسد التي تقمع الانتفاضة منذ أكثر من سنة. البعض مرّ عبر تركيا، كما أكد لنا عبر «سكايب» أحد السلفيين السوريين الموجودين على الحدود السورية التركية.
وكان المرزوقي قد طالب مراراً بتنحي الأسد وخروجه من سوريا. ومن جهة أخرى فإن مصر غير مهتمة بالتفاوض مع دمشق حول هذه المسألة لضآلة عدد مجاهديها في سوريا. أما الأردن فقد أوقفت مؤخراً أربع مرشحين للجهاد كانوا يستعدون لعبور الحدود نحو سوريا. ورغم دعمها رسمياً المعارضة فإن عمان لا ترغب بإثارة جارتها القوية، إذ يدرك الأردنيون قدرات دمشق على إثارة الفوضى خارج حدودها لدى جيرانها.
بالمقابل فإن ليبيا تبدو فخورة بإرسال عدد من قدماء مقاتلي ثورتها، الذين طردوا القذافي من الحكم، إلى سوريا. ويروي أحد المعارضي حديثاً درا بينه وبين وزير ليبي حين سأله «ماذا تفعلون بإرسال هؤلاء إلى بلدنا؟»، فرد الوزير «من الأفضل أن يكونوا عندكم من أن يظلوا هنا». وتابع «أنت تعرف أن مسلمي ليبيا وسطيون وغير متطرفين، ولكن يكفي ما بين ٢٠٠ و٣٠٠ مجنون ليضعونا في جورة الخـ… من الأفضل أن يكونوا هناك».
هذه السياسة ليست جديدة، إذ مباشرة بعد سقوط صدام حسين شجعت السعودية واليمن بعض متطرفيها الإسلاميين على الذهاب إلى العراق للجهاد ضد «الاحتلال الأميركي». ولكن الجميع ندم بعد ذلك عندما عاد هؤلاء إلى البلاد مدربين على القتال وأكثر تصميماً على مشاركة القاعدة في حربها ضد النظام في صنعاء والرياض.
وفي عودة إلى مشاركة الجهاديين في سوريا، فإن فريق كوفي أنان يعتبر، حسب أحد المعارضين السوريين الذين اتصل بمكتب السكرتير السابق لمجلس الأمن، بأن المعارضة السورية «تقلل بشكل فاضح» الخطر الذي يمثله «المقاتلون الأجانب» الذي وفدوا إلى سوريا في الأشهر القليلة الماضية على مستقبل البلاد.