تتواصل النقاشات المكثفة الثلاثاء قبل يومين من موعد القمة الاوروبية التي تعتبر حاسمة لمستقبل منطقة اليورو، تحت انظار الاسواق القلقة.
ويجتمع وزراء مالية اكبر اربع اقتصادات في منطقة اليورو (المانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا) مساء الثلاثاء في باريس في لقاء يخصص للتحضير للقمة الاوروبية المرتقبة الخميس والجمعة التي تعتبر حاسمة لمستقبل اليورو منذ بدء الازمة في اوروبا في كانون الاول/ديسمبر 2009.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسوكوفيسي “انها قمة ليست بالعادية”. واضاف “نتوقع من الاوروبيين ان يقدموا حلولا بنيوية وهذا ما يبحثون عنه”.
لكن الاسواق تبقى مشككة. وبالطبع فتحت البورصات الاوروبية الثلاثاء على ارتفاع طفيف لتتراجع اكثر ظهرا غداة هبوط كبير بلغ اكثر من 3% في مدريد. وتراجعت بورصة مدريد الى حد كبير متوقعة طوال النهار خفض وكالة موديز تصنيف 28 مصرفا اسبانيا في اليوم الذي يتوقع فيه ان تطلب مدريد رسميا مساعدة شركائها لانقاذ مصارفها.
وفي هذه الاجواء المتوترة اقترضت اسبانيا الثلاثاء 3,077 مليار يورو على ثلاثة وستة اشهر بمعدلات فائدة مضاعفة مرتين او حتى ثلاث مرات. وتواجه ايطاليا الوضع نفسه حيث اقترضت الدولة 3,9 مليار يورو بفوائد مرتفعة.
واضافة الى طلب اسبانيا الحصول على مساعدة، تلقى الاوروبيون الاثنين طلبا من الجمهورية القبرصية التي يواجه قطاعها المصرفي صعوبات. وقبرص الدولة الخامسة في الاتحاد الاوروبي التي تقدم مثل هذا الطلب الى السلطات الاوروبية.
وقال المحللون في كريدي موتوييل-سي اي سي ان “الرسائل الاتية من اوروبا غير مطمئنة. فقبل ايام من القمة الاوروبية تنذر الخلافات بين القادة الاوروبيين بجمود خطير”.
وتفاديا لهذا الوضع تضاعف العواصم الاوروبية مبادراتها.
ويستقبل موسكوفيسي عند قرابة الساعة 19,00 (17,00 تغ) في باريس نظرائه الالماني والايطالي والاسباني لمحادثات بعيدا عن الانظار بعد اربعة ايام على قمة قادة الدول نفسها في روما.
لان المانيا لا تزال تؤمن بفوائد خطط التقشف ولا تبدو مستعدة للتنازل لطلب شركائها بالتضامن.
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مساء الاثنين “عندما افكر بالقمة ما يقلقني انه ستطرح كافة افكار مبادلة الضمانات (للديون السيادية) والقليل من الافكار للسيطرة بشكل اكبر” على اموال دول منطقة اليورو.
وقالت “يجب اقامة توازن بين مبادلة الضمانات والسيطرة” على الاموال الاوروبية حتى وان كان ذلك يعني نقل مزيد من الصلاحيات على المستوى الاوروبي.
وحاولت فرنسا التي لطالما كانت مترددة لمثل هذا الاقتراح، استمالة برلين من خلال الدعوة الى “تقاسم السيادة”.
وردا على سؤال حول امكانية ضبط بروكسل بشكل اكبر للموازنات الوطنية، قال وزير الموازنة الفرنسي جيروم كاوزاك “هذا ما نتحدث عنه انه تضامن في الموازنة الاوروبية الذي يفرض ان تخضع موازنة فرنسا وايضا المانيا وايطاليا واسبانيا لتقييم شركائنا”. واوضح “هذا لا يعني التخلي عن السيادة بل تقاسما”.
واضاف “على فرنسا والمانيا الاتفاق (…) على المانيا ان تكف عن التفكير بالتضخم (…) وثم على فرنسا ان تدرك انه ربما من مصلحة بلدنا تقاسم السيادة”.
والاربعاء يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس لتبديد خلافاتهما وهذا ما تأمله الاسواق.