ميركل ترفض «الحلول السهلة» لإنقاذ أوروبا
دعت انغيلا ميركل الاربعاء الى تكامل اوروبي اكبر ورفضت “الحلول السهلة” قبل توجهها الى باريس للقاء فرنسوا هولاند عشية القمة التي يفترض ان تنقذ اوروبا القلقة بسبب الوضع في اسبانيا.
وفي خطاب القته في البرلمان، حذرت ميركل مجددا من انه “لا حل سريعا وسهلا للازمة” عشية القمة المرتقبة لقادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل في اليومين المقبلين.
وقالت المستشارة الالمانية ان الاصلاحات البنيوية في البلاد التي تواجه صعوبات “ستكون من اولويات” القمة، موضحة انها تتوقع “جدلا” بين الشركاء وان “تكون كافة الانظار متجهة الى المانيا”.
وتابعت ميركل ان قدرات اول اقتصاد اوروبي لها حدود وقدمت برلين ضمانات كافية لاوروبا، مجددة رفضها لاي شكل من توزيع تحمل اعباء ديون منطقة اليورو طالما لم يتم تعزيز امكانات “المراقبة والتدخل” في موازنات الدول.
وانتقدت ميركل من جهة اخرى تشديد الوثيقة التي عرضها رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رامبوي حول الاشتراك بالديون.
وترى برلين ان كل تبادل للديون يفترض قيام تكامل اوروبي، ستشهد بموجبه دول الاتحاد الاوروبي تنازلا متزايدا عن سيادتها.
وهذه هي المشاكل التي تود ميركل طرحها على الطاولة خلال قمة بروكسل مستندة الى خارطة الطريق التي كشفها الثلاثاء رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي. وتقترح خارطة الطريق تطبيق وحدة مصرفية واقتصادية خلال 10 سنوات.
وعلى الرغم من ان فكرة تطبيق المزيد من التكامل تشق طريقها، فانها تبقى بالنسبة الى كثيرين امرا ثانويا نظرا الى حدة الازمة.
وفي فرانكفورت، اقفل مؤشر داكس على زيادة بنسبة 1,50 في المئة وبورصة باريس ارتفعت 1,67 في المئة بينما ارتفع داو جونز في وول ستريت 0,71 في المئة وناسداك 0,88 في المئة حوالى الساعة 15,43 ت غ.
واصبحت قبرص مطلع الاسبوع خامس دولة في منطقة اليورو تطلب مساعدة من شركائها في حين تواجه اسبانيا وايطاليا صعوبات مالية اكثر من اي وقت مضى.
والاربعاء، اعلنت منطقة اليورو انها تعتزم تقديم المساعدة لقبرص بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي الذي طلبت منه نيقوسيا المساعدة ايضا، كما اعلنت مجموعة يوروغروب.
واعلن وزراء مالية منطقة اليورو في ختام مؤتمر عبر الهاتف الاربعاء في بيان ان “يوروغروب تقر بان برنامج مساعدة (لقبرص) يبدو مناسبا في هذه المرحلة وتعتزم الرد عليه ايجابا”.
واكد صندوق النقد الدولي الاربعاء تلقي طلب مساعدة مالية من جانب قبرص.
من جهته، اعلن رئيس الوزراء الفنلندي يركي كاتاينن الاربعاء ان بلاده قد تفرض ضمانات مقابل مشاركتها في خطة مساعدة قبرص.
واعلن كاتاينن امام لجنة برلمانية الابعاء ان هلسنكي قد تطلب ضمانات من قبرص اذا ما كان يتعين سحب المساعدة لهذا البلد من صندوق الانقاذ الاوروبي.
وحذر البنك المركزي الاسباني الاربعاء من تسارع هبوط اجمالي الناتج الداخلي في اسبانيا في الفصل الثاني. وحذر رئيس الوزراء ماريانو راخوي من ان مدريد لن تتمكن من تمويل نفسها لفترة طويلة بمعدلات الفوائد الحالية. ويتوقع ان تقترح اسبانيا الاربعاء معدل فائدة سنويا من 6,8% للمستثمرين للقروض الممتدة على 10 سنوات.
وفي ايطاليا، قال مصرف “بانكا مونتي داي باسكي دي سيينا” اخر ضحايا ازمة الديون، انه سيطلب مساعدة من الدولة بواقع 1,5 مليار يورو.
من جهة اخرى، صادق النواب الايطاليون الاربعاء على مشروع اصلاح سوق العمل بما يسمح لرئيس الحكومة ماريو مونتي بالتوجه الخميس الى قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل وفي جعبته اجراء-رائد ويطمئن هكذا شركاءه الاوروبيين.
وتبنى مجلس النواب الايطالي بغالبية ساحقة (339 صوتا مقابل معارضة 74 وامتناع 46) هذا الاصلاح حوالى الساعة 16,45 ت غ. وكانت الحكومة فازت قبل ذلك باربع عمليات تصويت على الثقة.
والثلاثاء اعلن متحدث باسم البيت الابيض في واشنطن ان على الاوروبيين ان “يتخذوا خطوات لمواجهة الحاجة الى تحقيق نمو وايجاد وظائف” تفاديا لان تواجه كل منطقة اليورو مشاكل مؤكدا على التوقعات الكبيرة من نتائج قمة بروكسل.
والتوقعات المتعلقة بالنمو قد تكون مخيبة للامال. والاسبوع الماضي اقترحت ميركل ونظيراها الايطالي ماريو مونتي والاسباني ماريانو راخوي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “معاهدة” لاستثمار 120 الى 130 مليار يورو، اي 1% من اجمالي الناتج الداخلي الاوروبي، في مشاريع اوروبية.
وعنونت صحيفة “شبيغل” الالمانية الاربعاء انه “ذر للرماد في العيون” في حين تعتبر ميركل انها وجهت “اشارة قوية” الى شركائها.
وابدى الاتحاد الاوروبي للنقابات “عدم ثقته الكبيرة” في توصل القمة الى مخرج يمكن ان يكسر “حلقة التقشف والكساد”.
وقال محللون في “كومرسبنك” ان الاسواق في كل الاحوال “تعلمت عدم تعليق آمال كبرى على هذه القمم”.