كنيسة المهد على قائمة التراث العالمي: واشنطن تحتج
تم إدراج كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم، فلسطين، على قائمة التراث العالمي وكذلك مواقع في كل من إسرائيل وإندونيسيا والمغرب
قررت لجنة التراث العالمي اليوم في دورتها 36 في سان بطرسبورغ إدراج عدد من المواقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو هي: مهد ولادة يسوع المسيح: كنيسة المهد وطريق الحجاج، بيت لحم (فلسطين)، موقع تطور الإنسان القديم في جبل الكرمل: المغاور الأثرية في “وادي المغارة” (إسرائيل)، المشهد الثقافي في بالي: نظام سوباك بوصفه أحد تجليات فلسفة تري هيتا كارانا (إندونيسيا)، الرباط – العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية (المغرب).
مهد ولادة يسوع المسيح: كنيسة المهد وطريق الحجاج، بيت لحم (فلسطين)، أدرج على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بسبب الخراب الحاصل من جراء تسرب المياه. وهذا الموقع هو على مسافة 20 كيلومترات من مدينة القدس ويوجد عند المكنة التي يعترف بها أبناء الديانة المسيحية، منذ القرن الثاني، على انها مكان ولادة يسوع المسيح. وبنيت الكنيسة في العام 339. وقد حافظ البناء الذي أعيد تشييده في القرن السادس بعد الحريق الذي أصاب الكنيسة، على بقايا الفسيفساء الأصلية على الأرض. ويشمل الموقع أيضا كنائس وأديرة، يونانية ولاتينية وأرثوذوكسية وفرنسيسكان وأرمن، وكذلك أجراسا وحدائق متنوعة على طول طريق الحجاج.
رغم هذا فقد اعرب السفير الاميركي لدى منظمة اليونيسكو ديفيد كيليون عن “خيبة امل كبيرة” بعد اعلان هذه المنظمة ادراج كنيسة المهد في بيت لحم على لائحة التراث العالمي. وقال السفير الاميركي في بيان ان “هذا الموقع مقدس بالنسبة الى كل المسيحيين وعلى منظمة اليونسكو الا تكون مسيسة”، مشيرا الى ان الاجراء الذي اتخذ صفة العاجل في التعاطي مع ملف كنيسة المهد، لا يستخدم عادة الا للمواقع المهددة بالتدمير الوشيك.
مع ذلك لم يحتج السفير على إدراج موقع تطور الإنسان القديم في جبل الكرمل في المناطق الاسرائيلية وما تسمى المغاور الأثرية في “وادي المغارة”، توجد مغاور الطابون والجمل والواد والسخل في وادي المغارة العميق عند المنحدر الغربي لجبل الكرمل وهي تمتد على مساحة 54 هكتاراً وتحتوي على معالم ثقافية تجسد عملية تطور الإنسان القديم على مدى 500000 سنة. وفي الموقع آثار تدل على وجود مقابر ومنشآت معمارية صخرية قديمة وعلى انتقال الإنسان الذي كان يعيش في مجتمعات صيادين إلى أسلوب عيش يقوم على الزراعة وتربية الحيوانات. ويُعتبر هذا الموقع حتى تاريخه المجمع الثقافي الوحيد في العالم الذي عُثر فيه على حفريات للإنسان النياندرتالي وللإنسان ذي التكوين التشريحي المعاصر، مما أحيا النقاش المتعلق بزوال الإنسان النياندرتالي قبل تطور الإنسان العاقل. وأظهرت بحوث أثرية دامت 90 سنة مرحلة ثقافية فريدة من حيث امتدادها الزمني توفر معلومات قيّمة عن حياة الإنسان القديم في جنوب غرب آسيا.
المشهد الثقافي في بالي: نظام سوباك بوصفه أحد تجليات فلسفة تري هيتا كارانا (إندونيسيا)، يشمل هذا الموقع الذي تزيد مساحته على 19500 هكتار خمس مصاطب للأرزّ ومنشآت المياه التابعة لها. وتمثل هذه المعالم محور نظام تعاوني لإدارة المياه يتألف من مجموعة من القنوات والسدود. وتم إنشاء هذا النظام الذي يُعرف باسم “سوباك” في القرن التاسع. ويوجد في الموقع معبد بورا تامان أيون الملكي الذي بُني في القرن الثامن عشر والذي يُعد أكبر وأروع المعابد الموجودة في الجزيرة. ويعكس نظام سوباك جوهر فلسفة تري هيتا كارانا التي ترتكز على ثلاثة أسس هي الروح والعالم البشري والطبيعة. ونشأت هذه الفلسفة عن المبادلات الثقافية التي جرت بين بالي والهند على مدى ألفي سنة وقد كان لها تأثير كبير على بالي. وتجدر الإشارة إلى أن نظام “سوباك” الذي يقوم على ممارسات زراعية ترتكز على مبدأي الديمقراطية والمساواة مكّن سكان بالي من أن يحتلوا مكانة الصدارة بين منتجي الأرزّ في الأرخبيل، وذلك على الرغم من مستوى الطلب الناجم عن العدد الكبير لسكان الجزيرة.
الرباط – العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية (المغرب)، تقع الرباط قبالة المحيط الأطلسي في الجزء الشمالي الغربي من المغرب وقد نشأت هذه المدينة نتيجةً لتفاعل بنّاء بين التاريخ العربي الإسلامي والحداثة الغربية. وتشمل الرباط المدينة الجديدة التي صُممت وبُنيت خلال حقبة الحماية الفرنسية في الفترة من عام 1912 إلى الثلاثينات، وفيها عدد من الساحات الملكية والمناطق الإدارية والسكنية والتجارية فضلاً عن حديقة التجارب النباتية التي تشكل أيضاً مكاناً يقصده الناس للاستجمام. وتشمل الرباط أيضاً أحياء قديمة بُنيت في القرن الثاني عشر. وتُعد المدينة الجديدة من المشاريع الحضرية الحديثة الأوسع نطاقاً والأكثر طموحاً التي نُفذت في أفريقيا خلال القرن العشرين وتُعتبر على الأرجح أكمل هذه المشاريع. وتشمل المعالم القديمة للمدينة مسجد حسان (الذي شُرع في تشييده في عام 1184)، والأسوار والأبواب التي بناها الموحدون، وهي الأجزاء الأخيرة المتبقية من مشروع العاصمة الكبيرة للخلافة الموحدية، فضلاً عن آثار من الحضارة الموريسكية، أو الأندلسية-العربية، في القرن السابع عشر.