- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تسميم عرفات: الفرنسيون يعرفون ولكنهم لن يتكلموا

جورج مالبرونو
بمناسبة بث قناة «الجزيرة» لتقرير، بعد تحقيق مطول، حول احتمال تسميم ياسر عرفات ، سوف أسر لكم ما أخبرني به مسؤول كبير في المخابرات الفرنسية (DGSE) بعد أسابيع من وفاة الزعيم الفلسطيني عام ٢٠٠٤ في المستشفى العسكري في «بيرسي» (Percy)  في ضواحي باريس.
قال لي هذا المسؤول الكبير «نحن نجهل الأسباب الطبية التي أدت إلى وفاة ياسر عرفات»، قالها وهو يبتسم إبتسامة ذات معنى.
في الواقع، من الصعب جداً أن لا تكون فرنسا على علم بأسباب الوفاة الغريبة التي تشبه «تسميم الدم طوال فترة زمنية طويلة».
يقول أحد المختصين في الشؤون العربية والذي ما زالت تساوره تساؤلات كثيرة حول الموضوع «إن ملف عرفات الطبي محفوظ وهو موجود في مكان ما في فرنسا، ولكن لن يتكلم أحد في هذا الأمر».  ويتابع المصدر «لم تُنشر كافة نتائج التحليلات التي أجريت لعرفات»، وهو ليس بالأمر الغريب بالنسبة لمستشفى عسكري.
بالنسبة للمصدر «فقط سهى أرملة عرفات تستطيع أن تكتشف الحقيقة إذا طلبت تحليل رفاة الراحل». لقد خرجت سهى من مستشفى «بيرسي» ومعها بعض نتائج التحليلات. ولكن ما حملته لا يفيد لمعرفة ما إذا كان قد تم دس بسم لعرفات على فاترة زمنية طويلة ليؤثر في دمه كما يعتقد محدثنا. ويقول مسؤول المخابرات «إن كل ظواهر التسمم كانت بارزة».
قبل أيام طالب وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام بتأليف لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات هذه الوفاة. وليس غريباً أن يأتي هذا الطلب من البلد الذي كان مركز إقامة منظمة التحرير قبل أن ينقل عرفات مقره إلى الأراض الفلسطينية عام ١٩٩٤.
فمن المعروف أن تونس بن علي كانت تقيم علاقات قوية مع الموساد. وهذه العلاقة جعلت الشرطة تغض الطرف وتسهل مهمة كوماندوس اسرائيلي اغتال أبو جهاد عام ١٩٨٨ أحد المقربين من عرفات، والذي كن مسؤولاً عن تنظيم الانتفاضة.
يبدو أن الربيع العربي لم ينتهي في بعض البلدان العربية من فتح الدفاتر العتيقة وتصفية الحسابات.
Georges Malbrunot