التريمسة: معركة أم مجزرة؟
ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة ان بين القتلى الذين سقطوا في بلدة التريمسة في محافظة حماة وسط سوريا الخميس “العشرات من مقاتلي الكتائب الثائرة”.
وجاء في بيان للمرصد ان “بين الشهداء (في التريمسة) العشرات من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة”، مشيرا الى ان “شهداء المجزرة سقطوا جراء القصف وخلال الاقتحام والعملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة التريمسة”.
واشار في بيان صدر بعد ظهر اليوم الى “توثيق اسماء اكثر من 100 مواطن سقطوا خلال القصف والعمليات العسكرية والاشتباكات في بلدة التريمسة في ريف حماة بينهم العشرات من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة”.
واشار الى “معلومات عن وجود 17 شهيدا قتلوا خلال نزوحهم عن البلدة بينهم نساء واطفال” والى “نحو 30 شهيدا احترقت جثامينهم بشكل كامل ولم يتم التعرف عليهم”.
وقال بيان المرصد ان “بعض الشهداء قتل بالسلاح الابيض”، وان “عشرات الشهداء اعدموا ميدانيا وبينهم مواطنون من قرى مجاورة” للتريمسة.
وكان المرصد ذكر في وقت سابق ان 150 شخصا قتلوا في “المجزرة” الخميس.
واكد ناشط سوري لوكالة فرانس برس الجمعة ان غالبية القتلى هم من عناصر الجيش السوري الحر.
وقال جعفر، العضو في شبكة “شام” الاخبارية المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد، في اتصال عبر سكايب ان “عدد الشهداء المدنيين لا يتجاوز السبعة بحسب التعداد الذي وصلنا حتى الآن”، مشيرا الى انهم قتلوا في القصف.
واضاف “بقية الشهداء من الجيش الحر”. وروى جعفر ان “رتلا من الجيش النظامي كان متوجها الى ريف حماه، عندما ضربه الجيش الحر وأخذ غنائم”.
واضاف ان الجيش النظامي “هاجم على الاثر الجيش الحر المتمركز في التريمسة بمساعدة القرى العلوية المجاورة، وصمد الجيش الحر قرابة الساعة، قبل ان يتمكن الجيش النظامي من السيطرة على التريمسة وقتل افراد من الجيش الحر”.
إلا أن الناشطة مريم من المكتب الاعلامي للثورة في حماة أكدت لوكالة فرانس برس ان هناك مدنيين بين القتلى، مشيرة الى ان القصف سبق اقتحام البلدة، وان “جيش النظام استخدم قوة مفرطة في مواجهة مع عناصر من الجيش الحر لا يتجاوز عددهم الخمسين”.
في المقابل أعلنت السلطة السورية أن قواتها المسلحّة قامت بـ”عملية نوعية” في بلدة التريمسة بريف حماة إستهدفت تجمّعات للمجموعات “الإرهابية” المسلّحة وعدداً من مقرات قيادتها، أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصرها وإلقاء القبض على العشرات ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والوثائق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم الجمعة، عن مصدر عسكري قوله إن القوات المسلّحة السورية إستجابت الى “إستغاثات الأهالي في بلدة التريمسة بريف حماة والذين تعرضوا لمختلف أنواع الأعمال الإجرامية على يد المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عمليات قتل وترويع بحق المواطنين الآمنين وتفجير عدد من المساكن”.
وأضاف المصدر أن “بعض وحدات قواتنا المسلحة قامت صبيحة يوم (أمس) الخميس بعملية نوعية إستهدفت خلالها تجمّعات لعناصر المجموعات الإرهابية المسلّحة وعدداً من مقرات قيادتها وأوكارها إستخدموها منطلقاً لعملياتهم الإجرامية ومقراً لممارسة أعمال تعذيب بحق من خطفوهم وذلك بعد عملية ترصد ومتابعة وجمع للمعلومات الدقيقة بالتعاون مع الأهالي”.
وذكر المصدر أن العملية “أسفرت عن القضاء على أوكار المجموعات الإرهابية ومقتل عدد كبير من عناصرها وإلقاء القبض على عشرات الإرهابيين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والوثائق من بينها بطاقات شخصية لعناصر من جنسيات غير سورية أحدهم يحمل الجنسية التركية”.
وأشار المصدر إلى أن الأسلحة المصادرة “شملت 45 بندقية آلية و13 قناصة ناتو و9 قواذف آر بي جي و7 رشاشات بي كي سي و3 مدافع هاون و3 صواريخ يدوية الصنع و14 بندقية بومبكشن و10 مسدسات حربية و24 قذيفة هاون و32 قذيفة آر بي جي مع حشواتها و53 مذخر بندقية آلية و30 مذخر قناصة و8 عبوات ناسفة و10 رمانات يدوية و150 صاعقاً للتفجير و1500 طلقة قنّاصة و5000 طلقة رشاش بي كي سي و4200 طلقة بندقية آلية و500 طلقة مسدس و7 أقنعة واقية و5 مناظير موشورية و25 جهاز لاسلكي فضائياً و30 درعاً واقياً ومواد تصنيع عبوات ناسفة ومواد متفجرة وكميات كبيرة من البارود وقوالب تي أن تي ومادة السيفور شديدة الإنفجار وكلها تستخدم في صناعة العبوات الناسفة، ومشفى ميدانياً وكمية من العتاد والسيارات المسروقة واللوحات المزورة”.
وأكد المصدر أنه “بعد أن نجحت قواتنا المسلحة بالتعامل مع الإرهابيين والقضاء عليهم دون وقوع أي ضحايا في صفوف المواطنين، قامت بعملية تفتيش الأوكار حيث عثرت على جثث عدد من المواطنين ممن كانت المجموعات الإرهابية المسلحة قد اختطفتهم سابقاً وقامت بتصفيتهم”.
ومن ةجهة أخرى حمل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الرئيس السوري بشار الاسد “مسؤولية المجزرة”، لانه يعتبر “كل مواطن ثائر ارهابيا”.
وقال ان “وجود مقاتلين في البلدة لا يعطي النظام الحق في القصف العشوائي”، مؤكدا ان “عشرات الاشخاص اعدموا ميدانيا” بعد دخول القوات النظامية البلدة.
واشار الى ان المقاتلين الذين قتلوا هم من ابناء التريمسة، معتبرا ان “من يدافع عن ارضه واهله هو مقاوم لآلة القمع، وافراد العصابات هم الشبيحة وقوات النظام التي تقتل ابناء سوريا”. ووزع المرصد السوري شريط فيديو طويل ل”خروج القوات النظامية من التريمسة” بعد العملية العسكرية.
وظهرت في الشريط حوالى مئة سيارة مدنية وعسكرية وشاحنات وباصات محملة بالعناصر باللباس العسكري، وبالمدافع والباصات والسيارات المعطوبة المحملة على رافعات، تمر على طريق وسط ارض جرداء.
ووقف عدد صغير من الاشخاص يحيون العسكريين المارين بالصفير والتصفيق وهتافات “الله يحميكم”، “الله محيي الجيش”.
واكد مصدر عسكري سوري الجمعة ان القوات المسلحة السورية قتلت “عددا كبيرا من الارهابيين” في التريمسة حيث نفذت “عملية نوعية” لم تؤد الى وقوع ضحايا بين المدنيين.
واعرب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان عن “صدمته وروعه” للتقارير التي تشير الى مجزرة التريمسة. وتحدث عن “معارك عنيفة وعدد كبير من الضحايا واستخدام مؤكد لاسلحة ثقيلة مثل المدفعية ودبابات ومروحيات”.