مجلس الأمن: تمديد مهمة المراقبين في سوريا
وافق مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاجماع يوم الجمعة على تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا 30 يوما ليبقي على جزء رئيسي من خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي كوفي أنان لانهاء انتفاضة مستمرة منذ 16 شهرا اسفرت عن مقتل الآلاف.
ومع اقتراب موعد انتهاء التفويض الممنوح لبعثة المراقبين الذي ينقضي منتصف ليل الجمعة بتوقيت الساحل الشرقي (0400 بتوقيت غرينتش يوم السبت) اتحد المجلس المؤلف من 15 دولة في الموافقة على مشروع قرار قدمته بريطانيا يقضي بمد أمد التفويض بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض يوم الخميس ضد محاولة للدول الغربية بتهديد دمشق بعقوبات اذا لم تتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة.
وكانت روسيا – الحليف الرئيسي لسوريا – قد اسقطت اعتراضاتها على المقترح البريطاني بعد توسعته ليطالب القوات الحكومية وقوات المعارضة على السواء باتخاذ خطوات لوقف العنف.
وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين “انا سعيد… متطلباته اعلنت لكل الاطراف في سوريا”. وقال تشوركين ان القرار الذي عرقلته بلاده يوم الخميس كان “مليئا بالمتطلبات السياسية احادية الجانب.”
وينص القرار الجديد الصادر يوم الجمعة على ان المجلس لن يدرس مد فترة عمل المراقبين مرة اخرى “ما لم تؤكد تقارير الامين العام (للامم المتحدة) ومجلس الامن التخلي عن استخدام الاسلحة الثقيلة والتراجع بشكل كاف في مستوى العنف من كل الاطراف” لتمكين بعثة المراقبين في سوريا من القيام بمهمتها.
ونشرت بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا نحو 300 مراقب عسكري غير مسلحين يقومون بمراقبة وقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 ابريل نيسان ولم ينفذ في سوريا. وتوقفت معظم مهام المراقبة التي يقوم بها المراقبون في 16 يونيو حزيران بسبب تزايد الخطر عليهم نتيجة لتصاعد اعمال العنف.
ويوجد ايضا نحو 100 موظف مدني يعملون على التوصل إلى حل سياسي وفي مراقبة شؤون مثل حقوق الانسان.
ويقول قادة غربيون ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد قتلت اكثر من 15 الف شخص في حملتها ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس آذار 2011.
ووصف السفير البريطاني لدى الامم المتحد مارك ليال غرانت القرار الجديد بأنه فرصة لبعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا
وقال للصحفيين “اذا حدث على مدى الثلاثين يوما القادمة تغير في هذا الوضع وتحققت هذه الشروط فبالتأكيد سيقوم مجلس الامن بناء على توصية الامين العام بالنظر مرة أخرى في مستقبل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا.”
وقال “لكن اذا لم يتغير الموقف فمن الواضح ان بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا ستسحب بعد 30 يوما.”
ورفض متحدث باسم أنان التعليق على مد اجل عمل بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا. واعرب أنان -الذي كان يريد قرارا اشد يحمي خطة السلام المعطلة التي قدمها- عن خيبة امله بسبب استخدام روسيا والصين حق النقض وقال ان مجلس الامن فشل في اتخاذ “خطوة قوية ومنظمة”.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس للصحفيين ان واشنطن وافقت على القرار الجديد على مضض لكنها وصفته بأنه خطة خروج لفريق المراقبين.
وقالت رايس “قرار اليوم بمد عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لفترة أخيرة مدتها 30 يوما لم يكن القرار الذي كانت الولايات المتحدة ترغب في تبنيه في البداية. كان ما نفضله بشدة هو القرار الذي تم الاعتراض عليه بحق النقض أمس.”
وقالت الولايات المتحدة إنها ستتحول إلى بدائل مثل تجمع الدول الذي يحمل اسم “اصدقاء سوريا” من اجل التوصل إلى سبل للضغط على الاسد بعد فشل مجلس الامن في الرد على انتهاكات سوريا لخطة أنان.
لكن مع دفع حلفاء رئيسيين مثل بريطانيا نحو مد أجل مهمة مراقبي الامم المتحدة امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض الذي تتمتع به خوفا من افساد واحدة من آخر المبادرات الدبلوماسية الجارية للتعامل مع الازمة.
وقالت رايس “سنواصل دعمنا السياسي للمعارضة ومساعداتنا غير الفتاكة للمعارضة. سنعزز ونكثف من عقوباتنا … سنزيد من مقدار المساعدات الانسانية التي نقدمها.”
واضافت رايس ان قرار يوم الجمعة بمد عمل البعثة “سيسمح لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا بالانسحاب بأمان وبشكل منظم.”
لكن السفير الروسي رفض وصفها هذا وقال ان القرار لا يعني السماح للمراقبين بالانسحاب ولكنه يعني السماح لهم باستكمال عملهم.
وقال تشوركين “نأمل ان يمتد التفويض (بعد موعد 30 يوما) في ظل ظروف تسمح للمراقبين بمواصلة عملهم بأمان.”
وانهى قرار مجلس الامن عدة ايام عصيبة من الانشطة الدبلوماسية في الامم المتحدة حيث وقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مواجهة روسيا والصين بشأن كيفية التعامل مع الموقف في سوريا مع تصاعد العنف.
وتقاتل القوات الحكومية السورية يوم الجمعة من اجل استعادة مواقع حدودية واجزاء من العاصمة دمشق سيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة في محاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد هجوم تفجيري هذا الاسبوع اسفر عن مقتل اربعة من كبار قادة الاسد الامنيين.
وقال السفير الصيني في الامم المتحدة لي باودونج يوم الجمعة ان بكين تعتقد ان من المهم بالنسبة لأنان ان يواصل جهود الوساطة التي يقوم بها وانه “سعيد جدا لروية المجلس وهو يعود إلى المسار الصحيح.”
واقترح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تغيير التركيز في عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا من مراقبة وقف اطلاق النار إلى البحث عن حل سلمي للازمة.
ويقول دبلوماسيون انه لن تكون هناك حاجة لأكثر من نصف المراقبين غير المسلحين لتنفيذ اقتراح بان. ويعود بقية المراقبين إلى بلادهم على ان يكونوا مستعدين للعودة في اي وقت.