استغل أمين عام حزب الله حسن نصرالله حفل تخرج «السنوي الثالث لأبناء شهداء المقاومة الإسلامية» ليطرح عدداً من المواقف المتعلقة بالشهادة والشهداء وليجيب على عدد من تساؤلات تتعلق بمواقف حزب الله في المشهد السياسي الحالي في لبنان واستطراداً في المنطقة.
ووصف نصر الله اختيار الشهادة للإيمان «بالله وبرسله ووعد الله للشهداء والمؤمنين»، وأضاف «هؤلاء الشهداء عرفوا أن تكليفهم هو أن يقاتلوا العدو الاسرائيلي الذي احتل الأرض واعتدى على الأهل وقد أقبلوا على أداء هذا التكليف بصدق وإخلاص وحماس».
وانتقل بعد ذلك للرد على من يقول إن «حزب الله مأزومين لا يعرفون ماذا سيفعلون من هذه السوالف»، فقال «هم يقيسون على أنفسهم ومعنوياتهم وخلفياتهم ومبانيهم لكن المقاومة غير ذلك ومنذ بداية المقاومة غير ذلك وهي دائمًا تعيش في الصعوبات». وأضاف: «كلكم يتذكر حرب تموز وكانت حرب كونية» واستطرد ملمحاً للحالة السورية فقال«على الأقل اليوم روسيا والصين ودول البراكس بهذه الميلة (الجهة) وروسيا والصين يملكون الفيتو ودول إقليمية في هذه الميلة (الجهة) لكن (في) حرب تموز روسيا والصين وكل المجتمع الدولي أدانوا المقاومة في لبنان وغطوا الحرب العدوانية التي كان هدفها سحق المقاومة وظن البعض أنَّ المقاومة تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي كانت في أوجها».
وأردف نصرالله «أحب أن أطمئن القلقين علينا، المعركة مختلفة والظروف والمعطيات لا يمكن أن تقاس بحرب تموز» وأنهي بالقول«ولكل الذين يواصلون الطريق ولكل الذين يعنيهم ما يجري أقول لهم إنَّ الايمان بالله يعطينا القدرة على الصبر والثبات أيًا تكن التضحيات».
ورأى نصرالله أن «الايمان بالله هو الذي يعطي القدرة على التضحية حتى ولو بكل عزيز»، وأن هذا الايمان هو الذي »يعطينا الأمل بالفوز والنصر ولو كثر العدو» راستخلص «المسالة ليست كم نملك من السلاح والعتاد فالمسألة هي الارادة والايمان».
وتحدث نصرالله عن الأعداء و«الحرب الناعمة» فقال «العدو ولا اقصد فقط العدو الاسرائيلي، هي حرب تديرها الادارة الاميركية والعدو الاسرائيلي مجرد مقاتل في هذه الحرب منذ انطلاق الثورة بقيادة الامام الخميني وانطلاق الصحوة في العالم الاسلامي» وأبدى دعاً قوياً لإيران بقوله « بدأوا يفتشون في مراكز دراستهم عن ذلك وهم حاصروا ايران ٨ سنين» في إشارة للحرب الإيرانية العراقية، حيث اعتبر حسم الحرب لصالحها فأنهى «وانتصرت ايران وكذلك في حرب تموز». وتابع«اليوم نواجه حربًا ناعمة ويريدون اسقاط مقدساتنا والمطلوب أن نتخلى عن كل القيم والمفاهيم وعندها لا يعود ينفع المدفع واليوم هناك مليار ٤٠٠ مليون مسلم والقدس محتلة والآلاف بالسجون واميركا تنهب خيارتنا ولا أحد يحرك ساكناً».
ورأى أن الموضوع هو «النيل من قيمنا من جهاد في سبيل الله»، مشيرًا الى أن «اليوم في الإعلام لا يوجد نقاش فكري هناك استهزاء وإسقاط لمعاني القيم» وفسر «عندما تقول جهاد وقيم ومقاومة واسرى ومحررين يصبح استهزاء وبالتالي هناك تسخيف للقيم». ولفت الى أن «هناك وسائل إعلام وفضائيات تعمل للإستخفاف بقيم المقاومة والشهادة» وهناك مواقع إنترنت وكتّاب على القطعة مهمة كل منهم «شتم القيم والدخول الى بيئتنا» وما يجري في لبنان في بعض المناطق «من فوضى وافقار متعمد والبعض هم ادوات حقيرة بيد الأميركان». وأضاف «المطلوب اليوم أن نشتم على الفضائيات وكذلك يعملون للدخول الى بيئتنا لإفقار مجتمعاتنا كي تبقى شعوبنا تعمل فقط للوصول الى لقمة عيشها فقط، لبنان الآن رغم كل ما فيه هو أمن من واشنطن ونيويورك». وأشار الى أنهم يعملون لـ«نشر المخدرات والافلام الاباحية فقط للقضاء على قيمنا لأنه اذا وجد والد يريد أن يقاتل العدو لا يجد ابنه معه». وتابع بأنهيوجد «الكثير من الناس ضد اسرائيل والإحتلال مثلنا و يرفضون القتال وهم لديهم المعرفة والفهم ولا يريدون القتال، نحن بحاجة إلى إرادة وعزم لعدم الإستسلام للحرب الناعمة وأن نملك عزم وارادة المواجهة». أردف «نحن نحتاج الى مقاومة من نوع آخر مقاومة فكرية ثقافية للحفاظ على قيمنا وايماننا لأنه سبب قوتنا وانتصارنا».