معركة حلب لم تبدأ بعد توقع هجوم بين لحظة وأخرى
استمرت قوات النظام السوري في استقدام تعزيزات الى مدينة حلب في شمال سوريا الخميس تمهيدا لشن هجوم كبير من اجل استعادة الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والتي تشهد منذ اسبوع اشتباكات تعنف حينا وتخف احيانا.
وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الخميس بمقتل خمسين شخصا، 36 مدنيا و14 مقاتلا معارضا.
وافاد مصدر امني وكالة فرانس برس ان “تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الاربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات اضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة او السبت” على حلب.
واوضح المصدر ان “1500 الى الفي مقاتل وصلوا ايضا من خارج المدينة لدعم حوالى الفي مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة”، مشيرا الى ان هؤلاء ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، لا سيما صلاح الدين والجوار.
وتوقع الجيش السوري الحر كذلك حصول الهجوم.
وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي لوكالة فرانس برس في اتصال عبر سكايب “وصلت تعزيزات عسكرية الى حلب، ونتوقع هجوما كبيرا في اي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف”.
وكتبت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات الخميس ان “حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سورية من أزمتها”.
على الارض، استمرت الاشتباكات في بعض احياء حلب وترافقت مع قصف مصدره قوات النظام.
وقتل في محافظة حلب الخميس سبعة اشخاص، خمسة مدنيين ومقاتلان معارضان.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في حلب الخميس ان المقاتلين المعارضين يستعدون “للمعركة الكبرى”، وقد اعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في اقبية المدارس والجامعات. واشار الى نقل طفل في العاشرة من عمره اصيب بشظية قذيفة امامه الى احد هذه المراكز، الا انه توفي على الفور متأثرا بجروحه.
في العاصمة، وقعت اشتباكات استمرت لبعض الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك (جنوب دمشق)، بحسب ما افاد شهود والمرصد السوري.
وتواصل القصف على حي الحجر الاسود (جنوب) الذي تستخدم فيه المروحيات، بحسب المرصد الذي اشار الى “اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يوم امس في الحي المحاصر من القوات النظامية من محاور عدة”.
في الوقت نفسه، تعرضت قرى وبلدات في ضواحي دمشق الجنوبية بينها داريا، وبعضها متاخم لحي الحجر الاسود مثل يلدا، لقصف عنيف.
وقال المرصد ان قوات النظام تحاول السيطرة على مدينة داريا التي لجا اليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد انسحابهم من دمشق.
وبلغ عدد القتلى في دمشق وريفها 27، هم 24 مدنيا وثلاثة مقاتلين. وبين هؤلاء 16 شخصا هم اربع نساء وخمسة اطفال وسبعة رجال قتلوا في قصف على بلدة يلدا.
من جهة ثانية، افاد المرصد عن العثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت اليه القوات السورية اخيرا “قتلوا قبل ايام خلال العمليات العسكرية في الحي”.
في محافظة درعا (جنوب سوريا)، قال المرصد انه تم الخميس العثور على جثامين اثني عشر مقاتلا معارضا في منطقة العجمي على الحدود السورية الاردنية وفقدان عشرة آخرين، مشيرا الى ان المنطقة “تعرضت للقصف امس من القوات النظامية السورية” بينما كان هؤلاء المقاتلين “يساعدون الاهالي الذين يحاولون النزوح الى الاردن”.
في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن محاولة اقتحام مدينتي الرستن وتلبيسة المحاصرتين منذ اشهر، وقتل في الاشتباكات اربعة مقاتلين معارضين في تلبيسة فيما استمر القصف على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في مدينة حمص.
دبلوماسيا، ابدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس من وارسو ثقته بان الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط “عاجلا ام اجلا”.
وقال “نواصل العمل لوقف المعارك ومن اجل حل بديل يجمع المعارضة السورية ومسؤولين اخرين”.
في انقرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بانه وضع مناطق عدة في شمال سوريا “في عهدة” حزب العمال الكردستاني، محذرا من ان تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الاكراد الاتراك داخل سوريا في حال الضرورة.
واعتبر ايضا ان انشاء منطقة عازلة في الاراضي السورية يشكل احد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا.
واكدت وزارة الخارجية السورية الخميس انشقاق ثلاثة دبلوماسيين سوريين خلال اليومين الماضيين، مقللة من اهمية دورهم ومتهمة عاصمة عربية لم تسمها ب”تمويل وتشجيع” هذا النوع من “الانشقاق على الوطن”.
وكانت قناة “الجزيرة” التلفزيونية القطرية ذكرت الثلاثاء ان القائمة باعمال السفارة في قبرص لمياء الحريري وصلت الى قطر بعد اعلان انشقاقها.
في اسرائيل، ذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل تقوم بتعزيز قواتها على طول خط وقف اطلاق النار مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة، مع احتدام المواجهات في سوريا.
وفي بروكسل، اكد خبراء في الاتحاد الاوروبي ان الازمة الانسانية في سوريا تفاقمت في شكل ملحوظ خلال الايام الاخيرة، مشددين على الحاجة الى مزيد من الاموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.