المعلم: سنقضي على المعارضين المسلحين في حلب
شهدت احياء عدة في مدينة حلب الاحد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة لوقف “المجازر” بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران ان النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير الى “التطابق التام” في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سوريا.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل”، لافتا الى ان الاشتباكات تاخذ طابع “حرب شوارع شاملة”. واوضح ان “ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة”، مشيرا الى ان “جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الاحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب” حيث معاقل المقاتلين المتمردين.
واضاف ان “الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة”، بالاضافة الى “مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي”.
ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث “يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد” الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحا ان احياء السكري (جنوب غرب) والفردوس (جنوب) وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.
من ناحيتها،اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الارهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة”، بحسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة.
وبلغت حصيلة القتلى في سوريا الاحد سبعة بينهم اربعة مدنيين وثلاثة من القوات النظامية، وسط استمرار عمليات القصف والاقتحام في مختلف المدن والمناطق السورية، خصوصا في حمص (وسط) ودرعا (جنوب) وريف دمشق.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري احد اكبر فصائل المعارضة في الخارج الاحد الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.
وحذر المجلس في “نداء عاجل” الى المجتمع الدولي “من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة”، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة “لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية”.
كما حث “الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من اجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح”. واضاف انه “يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة”.
وكان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا دعا السبت الدول “الصديقة والشقيقة” الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوما على مدينة حلب في شمال البلاد.
واعربت دول غربية ابرزها الولايات المتحدة بالاضافة الى روسيا عن قلقها مما يجري في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي نعمت باستقرار كبير حتى المدة الاخيرة.
الى طهران، وصل الاحد وزير الخارجية السوري الذي تعاني بلاده من عزلة دولية كبيرة، للقاء عدد من المسؤولين الايرانيين وعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي، اعتبر فيه ان “كافة القوى المعادية لسوريا تجمعت في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك”، مضيفا ان “الشعب السوري يقاتل الى جانب الجيش” ضد المسلحين المعارضين.
واتهم المعلم “قطر والسعودية وتركيا والدول الاجنبية بمنع انتهاء المواجهات”، مؤكدا ان “الشعب السوري مصمم على القضاء على المؤامرة”.
واكد الوزير السوري ان “وجهات نظر ايران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما”.
واكد صالحي من جانبه ثقته بان “الشعب السوري سينتصر”، معتبرا انه في سوريا “نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على راسها النظام الصهيوني”.
من جانبه، اكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار مساء السبت في اول ظهور له على التلفزيون السوري بعد اصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الامن القومي في دمشق في 18 تموز/يوليو الجاري واودى بحياة اربعة من كبار اركان النظام ان “جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا”.
ووجه الشعار رسالة إلى كل من يحمل السلاح “بالعودة إلى رشدهم” داعيا اياهم الى “إدراك أنهم ليسوا إلا وقودا يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم”.
في انقرة اكدت تركيا الاحد انها ستتخذ “كافة الاجراءات” لمنع تمركز “خلايا ارهابية” في المناطق الحدودية مع سوريا حيث تتهم انقره النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للقناة السابعة للتلفزيون التركي “لن نسمح بتمركز خلايا ارهابية قرب حدودنا”. واضاف “ليس مهما ان تعلق الامر بالقاعدة او حزب العمال الكردستاني نحن نعتبر ان الامر يتعلق بقضية امن وطني ونحتفظ لانفسنا بالحق في اتخاذ كافة الاجراءات” دون مزيد من التوضيح.
وفي الاردن، افتتحت السلطات الاحد اول مخيم للاجئين السوريين في منطقة الزعتري بالقرب من الحدود مع سوريا، بينما يستمر تدفق الهاربين من احداث العنف في الجارة الشمالية.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان “الهدف من المخيم تخفيف الضغط على السوريين الذين يلجؤون للاردن”، وذلك لدى حضوره افتتاح المخيم،الذي تتسع خيمه البيضاء لنحو 120,000 شخص، بحسب الامم المتحدة.
وقال جودة أن الاردن يستضيف اكثر من 142 الف سوري منذ بداية الازمة، بينما تسجل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة زهاء 36 الفا منهم كلاجئين رسميا.
وتزامن افتتاح المخيم مع مقتل شخصين بنيران الجيش السوري لدى محاولتهما اللجوء الى الاردن.
وقال زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة الاردنية التي تعنى باللاجئين السوريين، ان “شخصين على الاقل قتلا صباح اليوم (الاحد) وهما يحاولان الدخول الى الاردن مع مئات من السوريين الاخرين”. واضاف انه لم يتسن التأكد من جنسية القتيلين، الا ان “المؤكد انهما ليسا سوريين”.
وكانت الولايات المتحدة اعلنت الاسبوع الماضي عن تقديم منحة للاردن قدرها 100 مليون دولار لمساعدته على مواجهة الاعباء الناتجة عن استقبال السوريين.
ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد نداء الاحد دعا فيه الى الوقف الفوري لاراقة الدماء في سوريا مطالبا في الوقت نفسه المجتمع الدولي ببذل كل ما في وسعه للمساعدة في ايجاد تسوية للنزاع في هذا البلد.
وقال البابا بعد صلاة الاحد في مقره الصيفي في كاستيل غاندولفو القريبة من روما “اواصل بقلق متابعة الاحداث المفجعة واعمال العنف المتزايدة في سوريا ونتاجها المؤسف من قتلى وجرحى”.